Sunday, November 04, 2007


فرشاة

متذوقة نسيم الفجر أتمشى في الدنيا البكر لم يدنسها بعد النعيق والزعيق وفوضى الشوارع وسحق الورد، بجوار حديقتي المفضلة، أدور حولها أنظر أوراق الشجر. أحلى من الأزهار أوراق الشجر. أشاهده بطرف عيني بينما أمشي بسرعة، ينوي على ما يبدو أن يتبول في حديقتي المفضلة. يظن إنه وحده كما يتضح بعدها. مراهق في الخامسة عشر ربما، ويبدو من ضحايا عمالة الأطفال. وجه مصري صميم، يرتدى ملابس عمل يوم طويل شهدت أيام عمل طوال. في ذهني تدور أفكار التأفف والسخرية من عجز الذكور العضال عن ضبط أنفسهم. وبعدها أفكر إن الحقير يتبول في حديقتي، على شجرة من شجراتي، فماذا لو عليها ارتكنت ألاعبها؟ وبينما أؤنبه بيني وبين نفسي بما تسمح به طهارة الصبح اذ بالفتى الذي يظن نفسه وحده لا يقضي حاجة مثل خلق الله، إذ يبدو إن الصبح البهيج أغراه أن يرسم على الشجرة. بطرف عيني أشاهده يتحرك بادي الابتهاج وقطرات تتناثر حول الشجرة الصغيرة. يتغير مزاجي في لحظة. أحاول أن أخمن مايرسمه أو ربما ما يكتبه؟ "للذكرى الخالدة" ... "محمد 15-11" ... " الكينج" ... "بروس لي" كعادة المصريين في الكتابة على كل ما يقابلهم من مسطحات. لا أملك أن أمنع نفسي من الابتسام. يلاحظ الفتى إن أحدا اقتحم مرسمه فيستقيم ويعلو وجهه - البادي من خلف الشجرة - تعبير جاد كإنه معلم فاجئه تلاميذه بينما يرقص على أغنية خفيفة. تعود الأمور لمجاريها، ذكر يقضى حاجة على شجرة لا ذنب لها. طوال اليوم، لا أستطيع أن أمنع نفسي كلما تذكرت من الابتسام






.