Monday, December 29, 2008

شايف نفسك تسد في الشغلانة دي؟







نهار داخلي:
يدخل الباشا مرتدياً زي جنايني ويدور بينه وبين المدرس نجيب الريحاني الحوار التالي:
الباشا: وإنت شايف نفسك تسد في الشغلانة دي؟
يعني ضليع في قواعد اللغة العربية؟

في أصول اللغة العربية؟

الريحاني: أيوة... زي ما أنت ضليع في قواعد الجزر وأصول البقدونس والفجل الرومي
الباشا: إنت باين عليك قليل الأدب
الريحاني: وإنت باين عليك رغاي وغلباوي

وينتهي الأمر "بسطوة" الباشا أن تصبح "ما انحل" من أخوات كان... الشقيقات

لأسباب خارجة عن إرادتي - مش خارجة عن إرادتي قوي يعني - كنت أراجع تدوينات هذه المدونة وأقرأ التعليقات القديمة.
ضحكت شوية وعيطت شوية وخفت شوية، إنما بالصدفة وقعت على تعليق قديم وجدت ضرورة للرد عليه لسبب مستفزني بقاله كام يوم

التعليق أهه

Zobaida:
Are you qualified enough to pass "fatawa" concerning hejab and neqab and so on?? It is not enough to "read" a couple of books and come up and say X is halal and Y is haram, dear. You have to have a theoretical and practical background, so please seebi il din lil 3olama w khalliki f nafsik inti.. do you want to wear hijab?? If so, go ahead and wear it. Do you wanna take the risk and not wear it?? In this case go ahead and leave it alone--but bear in mind that you may be right and may be wrong in what you think and do-- Being Zobaida does not mean you are always right. No mad person admits he is a mad person, my dear.Good luck!

ترجمة سريعة لما يهمنا في هذه التدوينة من تعليق الأخت أو الأخ المجهول (لأن ما لا يهمنا يحتاج لكتاب للرد عليه مثل برنارد شو حين سئل: ما هي الشيوعية على ما أذكر، والتشبيه طبعاً لحجم الكتاب وليس لشو - المقامات محفوظة) هو سؤالها أو سؤاله: هل أنت مؤهلة كفاية لإطلاق الفتوى بشأن الحجاب والنقاب وما شابه؟ لا يكفي أن تقرأي كتابين لتأتي وتقولي أن سين حلال وصاد حرام يا "عزيزتي"

أما ردي عليه فهو رد الأزهر الشريف بالموافقة على نشر تفسير للقرآن لسيدة - ومن تكون هذه السيدة يا ولاد؟ كاريمان حمزة! كاريمان حمزة يا سادة، فليعطني أحد سبباً وجيهاً يجعل واحدة زي كاريمان حمزة مؤهلة لتفسير أي حاجة لمجرد إنها بتغطي شعرها من الثمانينيات. كاريمان حمزة التي أدخلت عمر عبد الكافي التلفزيون وفخورة باعترافها.

الأزهر الذي صدعنا أهله بالحديث عن "غير المؤهلين للفتوى" يبارك للأخت التي لا أستعني أطلب منها تفسيراً لمثل شعبي من نوعية يا مآمنة للرجال يا مآمنة للمية في الغربال تفسيرها للقرآن.

الموضوع طبعاً مش إني ضد إنها تفسر القرآن زي ما هي عايزة كل واحد حر. هي تفسر وإل يقتنع يقتنع وإل يشتم يشتم.
أنا بأتكلم على الأزهر، صرحنا في مواجهة المش عارف إيه والمش عارف إيه وإل إسمه إيه

إياكو حد يفتح بقه بعد كدة.
بس.هه
وبالنسبة لمن سيقول إن الفتوى أهم من تفسير القرآن فسأفقد النطق مقدماً تحسباً يعني
ملحوظة جانبية:لا أذكر بالضبط متى أطلقت فتوى، أم أن كل كلام في المعتقد الديني هو فتوى وأنا ما أعرفش؟

Tuesday, July 29, 2008

ما يحكمشي



يبدو وإن فهمي يزداد بطء مع السن، والسن له أحكام. وبالإضافة للبطء العام في الفهم يبطئ أيضا الفهم المعدل لمنطق الناس الذي تكون عبر السنين، فالفهم العادي غير الفهم المعدل، فهناك "بروجرام" مخصوص لمحاولة تفسير تصرفات الناس لا يصلح لتفسيرها البروجرام الأصلي المخصص لفهم الدنيا.

سن الواحدة كبر كمان على إنها تتعلم الشتيمة. بالرغم من إنني أستعيض بالسخرية عن السباب الذي لا معنى له، فقد استنفدت الكثير من طاقاتي وأصبحت أكثر ميلا للتعبير عن الغضب بطرق مريبة ... ليس من أغربها أن أنطلق في الغناء بصوت عال.

إيه إل فكرني بهذه الحكايات؟ السن والنسيان، آه... من كام أسبوع كدة اكتشفت إن فيه مجموعة من الشباب إل زي الورد من مجلة كلمتنا عاملين قال إيه يا أختي حملة عشان التحرش. ماشي. مش عيب. ربنا يكملهم بعقلهم. إنما إيه بقى يا إخوانا، شعار الحملة المُكن: لسة فيكي يا مصر رجالة و احترم نفسك.

باعتباري زي ما أسلفت فهمي بطيء أصلا، فأنا لم أفهم حتى الآن معنى شعار هذه الحملة الفتاكة: "لسة فيكي يا مصر رجالة"... بتتحرش بالستات؟ ولا "لسة فيكي يا مصر رجالة" فهنتحرش بالستات؟ ولا "لسة فيكي يا مصر رجالة" إذا فاكرين إننا هنبطل نتحرش بالستات؟ ولا "لسة فيكي يا مصر رجالة" فطبيعي نتحرش بالستات؟ بالإضافة إلى إن الشعار محير بدون تكملة لإنه لا يحمل جديدا. آه مصر لسة فيها رجالة، هو حد كان قال إنهم خلصوا؟ آه يا ابني آه، مصر لسة فيها رجالة وستات كمان، مش فاهمة إيه الهدف من إقرار حاجة عارفها أي عيل ماشي في الشارع. وبعدين واحدة من الأخوات الله يكرمها أوضحتلي ما استعصى علي فهمه، بسبب السن زي ما قلنا الذي له أحكام.

هي: "لأ يا أمي إنت مش فاهمة، "لسة فيكي يا مصر رجالة" هيحموا الستات من التحرش".

وبعد أن برقتلها نحوا من عشر دقائق قلتلها: "إنت متأكدة؟"

قالتلي :"آه والله زي ما بأقولك كدة".

المهم... بعد ما فسرتلي الزميلة سالفة الذكر وبرقتلها لم يبدو على دماغي أي فهم يزيد عما كان فيه قبل أن تفسر. فمعروف مثلا إن الرجالة هما إل بيتحرشوا بالستات ومعروف أيضا إن الرجالة في التلفزيون والراديو والجرنان والحمامات و غرف الدردشة وغرف النوم والحمام والصالون بيحملوا الستات مسئولية التحرش بيهم واللطيف كمان إنه على موقع الحملة نفسها الرجالة بيحملوا الستات مسئولية التحرش: طبيعي ما هو لما تحط شعار و"فكر" أهبل أن تتجتذب الهبل . ومعروف أيضا إن الراجل بيهتم بحماية "نسائه" من التحرش باعتبارهن ملكية خاصة وليس لأي اعتبارات تتعلق بانسانية الأخت المتحرش بها. ومعروف كمان، في التاريخ الشعبي: إن إل أقدر أفكه بإيديا، ما أستناش لما أحله بسناني.

وأثناء هذه الحيرة نشرت قصة في صحيفة البديل قبل أسبوعين لا أذكر تاريخها – وياريت ممن لديه التاريخ أن يذكره – عن بنت جميلة ظهرت حكايتها كلطمة على وجه هذه الحملة "العوق" وأصحابها "العوق" - لا مؤاخذه، قلة الأدب هتتبدي من أول هنا. أصل أنا فضلت صابرة وساكتة لحد ما ظهرت حكاية البنت دي، على أساس إن "مصر مافيهاش بنات يدافعوا عن نفسهم ويحطوا صوابعهم العشرة في عينين الرجالة ويقولولهم وقفوا عندكم" والأهم من كدة: "يجيبوهم من قفاهم". فهذه البنت الجميلة تعرضت للتحرش في وضح النهار في شارع من أكبر شوارع مصر الجديدة – الخليفة المأمون – الذي يعج بمواقع للجيش وحرس ومحلات – مليانة رجالة على فكرة – فما كان منها إلا أن أمسكت بالمتحرش ولما حاول الإفلات صعدت فوق كبوت عربيته النصف نقل وأمسكت وتمسكت بالرغم من محاولاته إسقاطها من فوق السيارة حتى أوفقته وخدته من قفاه على القسم الذي رفض "رجالته" الذين لسة في منهم في مصر أن يرسلوا معها عسكري ولا أمين شرطة ياخد بحسها لما أرسلت صديقتها للإبلاغ، فشدت هي الرجل بنفسها من قفاه بالرغم من محاولة الرجالة المحيطين – الذين لسة في منهم في مصر – نهيها ومنعها من شده من قفاه مشيرين إلى "إل هي لابساه هي وصاحبتها" وأخذت الرجل بنفسها للنيابة بعد أن رفض "رجالة القسم إل لسة في... إلخ" أن يقوموا بدورهم في ترحيله.

القصة دي أحلى ضربة على القفا لحملة "العوق" المذكورة. وأنا لو منهم أخجل من نفسي – إنما ده أنا. هم مستمرين في حملتهم الجامدة جدا ودهنوا الأرض في حفلة تامر حسني في مارينا. وقال إيه: "احترم نفسك". أياه: أكيد الرجالة إل بيمسكوا صدر الستات في الشارع اتخضوا قوي، وهيفكروا ألف مرة قبل ما يحطوا إيديهم في هدوم ست مرة تانية، بالرغم من إنهم عارفين إن مصر لسة فيها رجالة هيتعاونوا معاهم . عايزين يا ولاد نعمل حملة ضد جريمة إهدار المال العام نسميها: "احترم نفسك" وده أكيد هيقضي على ظاهرة إهدار المال العام. وبلاش رادار ولا ضباط مرور، نعمل حملة ضد السرعة نسميها: "احترم نفسك" وبالمرة لما حرامي يسرقك في الشارع ما تبلغش عنه البوليس: قول له يحترم نفسه.

خصيمكم النبي، ادخلوا على موقع الحملة وشوفوا نتيجة شعار ترللي وفكر تيكيلم تيكيلم زي "لسة فيكي رجالة يا مصر". نفس الدوائر المفرغة من النقاش حول ملابس الإناث من المتبولين لا إراديا، نفس الكلام عن إن عدم التحرش "منة" و"كرم" من الذكور، نفس التخلف، نفس الهبل، نفس القرف، نفس اليأس، نفس الغثيان وأمراض الذكورة.

ساعات بعد ما تبقى تبلدت من كتر "الهبل" إل بيترمى يمين وشمال تلاقي حاجة بسيطة تقولك "لسة في". لسة في بنات مش مستنية رجالة تحميها، لسة في بنات مش هتبص في الأرض لما الناس في الشارع يتهموها إنها السبب في التحرش، لسة في بنات مش هتحس بالعار وهي بتطالب بحقها من المجتمع والحكومة تالت ومتلت.

وعشان خاطر نهى الجميلة نعلن عن حملة "جيبيهم من قفاهم" في مواجهة حملة العوق بتاعة "لسة فيكي يا مصر رجالة" ودي التكملة المناسبة: "لسة فيكي يا مصر رجالة بتتحرش: جيبيهم من قفاهم". الحملة مش للبنات الهفأ إل باصة في الأرض ومستنية راجل يحميها. الحملة دي مدعوات لها الإناث فقط وتتلخص في أن المتحرش باللمس يتجاب من قفاه. ومن قفاه مش أي حتة تانية. ما تخافيش، إنت مش مضطرة تعملي ده مع كل متحرش كل يوم، إنما بعد ما كام ألف واحدة يجيبوا كام واحد من قفاهم هتغلى ضريبة التحرش، وممكن لو إنت في حفلة مارينا بتاعة تامر حسني وحد اتحرش بيكي تجيبيه من قفاه طبعا وتتفرجي على البنات الهبل بتوع الحملة العوق وهما عمالين يقولوا للمتحرش: "احترم نفسك" فيمسك صدرها، فتقوله: "بأقولك احترم نفسك، مصر لسة فيها رجالة" فيمسك بإيديه الاتنين، "الله؟ إنت مش عارف إن مصر لسة فيها رجالة ولا إيه؟" فيمسك بإيديه ورجليه فتقوله تاني: "احترم نفسك، مصر لسة فيها رجالة". فيرد عليها الرجل: "أيوة يا ستي فيها رجالة... تحبى أجيبهم ولا كفاية أنا؟!"

Friday, May 30, 2008

أحيِيْة كزهرة قلت؟



أسألك إن كنت لاحظت كم أبدو جذابة بعد ليلة سهرت فيها أعمل بتلك الهالات الحمراء تحت عيوني، فترد إن أسوأ ما تبدو عليه الأنثى هو بعد ليلة سهر. أدفعك بشيء من القوة وأخبرك إنني أود أن أتذوقك الآن وبلا تأخير فتطلب مني أن أمثل الحياء علك تستطيع استعادة انتصابك الذي فقدته، أحدثك بصراحة فتطلب مني أن أخبئ لعلك تشعر إنني أنثى حقيقية وتستطيع أن تمسني فيستثار فيك شيء. أخبرك أن الأنثى لا تكون أكثر حقيقية مما أقوله لك الآن فتقول إن ممارسة الحب معي مستحيلة. أصارحك إنني ادعيت قبلا ولكن ليس معك لإنك تهمني ولإنني كففت بعد أن عرفتك عن الادعاء فتطلب مني أن أكون أكثر صراحة وأخبرك عن العقدة التي في حياتي والتي تدفعني للتصرف بهذا الشكل علك تستطيع رأب صدع ما. أصارحك ببجاحة بالصدع الوحيد الذي أتمنى رأبه الآن فيعلو وجهك غضب حقيقي وتصرخ إنك لم تعد تحتمل، وإنك لا تستطيع أن تمارس الحب معي وليس فيَ شيء مختفي. أسألك في يأس عم ينبغي أن أفعل فتطلب مني أن أطلب في الخفاء ولا أصرح، وأن أمتدحك وما تفعله على استحياء وليس بأعلى صوتي حتى يسمعني الجيران، وألا أقرب تلك الأماكن من جسدك – هذا ما قلته أنت: تلك الأماكن من جسدك – إلا بعد أن تدفعني إلى ذلك دفعا. أسألك عن جدوى كل هذه اللعبة فترد بإنها جزء من محاولة استعادتك لقدرتك على الشعور بأي شعور جنسي معي. أسألك عم تدعيه أنت أيضا إذن فلا تجيب. في الصمت التالي أنظر إليك بجانبي ولا أستطيع أن أدفع رغبتي فيك بعيدا ولا تحضرني أي من تمثيليات الحياء هذه اللحظة، بعد ليلة سهر تتأثر الذاكرة. تقول إنك حين أحببتني كنت فتاة حيية كزهرة مغلقة الأوراق فتصيبني تعبيراتك المبتذلة برغبة في القيء. أتذكر وصيتك بألا أصرح فلا أخبرك إنني أرغب في أن أتقيأ، إنما أجرب أن أحول تعبير التقزز والتواء الشفتين إلى شبه ابتسامة مختفية وأدير وجهي قليلا لأخفي العينين. أحرك جذعي بعض الشيء في محاولة للوصول لوضع مريح، ولسبب ما تتملكك رغبة في الكلام فتتحدث عن أنثى ما كنت تراها فيَ يوما ولا تجدها اليوم، ويصيبني حديثك بالمزيد من التقلصات، واحدة مع كل ما يحفل به من "الكليشيهات" المستهلكة حتى الموت. يروعني تكرارك لكلمة "الأنثى" بشكل مهووس كإنك تمارس سحرا ما أو تقرأ تعويذة. أسرح تماما وقد سيطرت على دماغي محاولة تذكر الفلم الذي سمعت فيها هذا الكلام مؤخرا: هل كان فلم من الأبيض والأسود أم بالألوان؟ لسبب ما أجهله تستعيد انتصابك الذي فقدته، وأتقيأ أنا فعلا، بالرغم من إنني لم أتناول شيء بعد عشاء الأمس، قبل أن أقضي الليلة ساهرة أكتب وأنتظر الصباح حتى أسألك إن كنت لاحظت كم أبدو جذابة بعد ليلة سهرت فيها أعمل.

Tuesday, April 15, 2008

مينوبوز

كان اكتشاف مبكر لأسباب وجيهة، إن أمهاتنا وأطباءنا والمجتمع من ورائهم سيعرف محطات حياتنا بقوة حسب توجهات البويضات الصالحة للتطور في مبايضنا – المفترض إننا ولدنا بها ولذلك فليس من جديد ليحدث طوال حياتنا. والسبب الوجيه لهذا الاكتشاف المبكر المذكور سالفا هو إنني كنت أشكو آلاما بمعدتي وعمري 11 عاما غامضة الصفة، فشكوت من إن "بطني بتوجعني" فأخذتني أمي للطبيب وقالت له إن بطني بتوجعني وأضافت "بس دي حاجة عادية إن بطنهم توجعهم في السن ده"، وعليه ربما أحرج الطبيب أن يقول رأيا طبيا آخر، وربما كان معتقنعا إن "عادي إن بطنهم توجعهم في السن ده" لنكتشف بعد عدة أشهر إن أمعائي تحتوي على مستعمرات كثيفة من الإنتميبا هستولتويكا، وذلك طبعا بعد ظهور المضاعفات، بالرغم من إن الموضوع كله كان يمكن أن يحل بتحليل بسيط، لو لم تسقط الأم والطبيب الأعراض باعتبارها عادي إن بطنهم (بالجمع) توجعهم في السن ده، ومن أسباب الاكتشاف "السريع" للمرض هو إنني طورت مضاعفات جلدية نادرة الحدوث، بالاضافة لأنيميا الحديد.

سنوات كثيرة بسرعة عرفت خلالها إنه ليس عاديا إن "بطنهم توجعهم في أي سن" مرورا على الأطباء الذين يعتقدون إن أي شيء يحدث للنساء لا يمكن أن يكون بعيدا عن دورتهم الهرمونية: الصداع، الاكتئاب، الأعراض الجلدية، القلق، آلام المعدة والعضلات. قائمة تحوي كل الأعراض الإكلينيكية كافة، بما فيها العته والجنون المؤقت. ثم اكتشفت أيضا إن وجود الدورة الهرمونية ليس سببا وحيدا لتلفيق كل الأعراض المرضية وغير المرضية إليها، بل إن عدم وجودها أيضا سيكون سببا لتلفيق المزيد من الأعراض ببجاحة أكثر، وسيكون سببا مخزيا في تاريخ الطب لإهمال رعاية نساء يعانين من أمراض القلب والشرايين تحت زعم إن صداعهم وآلامهم الصدرية وتعرقهم الليلي ودقات قلوبهم المتسارعة "هي عادي في السن ده".

أما ما هو مزعج فعلا فهو التسمية "المحترمة" لسن اليأس بـالـ

change of life

باعتبارها نوع من التسمية الإيجابية. لدي بشكل شخصي، لا أدري بالنسبة لبقية النساء، قائمة بالمشكلات مع هذه التسمية تعيقني عن التعاطف مع ما يبدو وإنه نيات حسنة خلفها، فأولاً الدورة الهرمونية نفسها ليست بالشيء المهم في الحياة ليصبح توقفها "تغير الحياة". إنها مجرد نشاط هامشي يقوم به الجسم أهم منه قائمة طويلة من الأنشطة التي سيتضح لاحقا إن أول خلل في واحدة منها هو "تغير الحياة" الحقيقي، وهو ما يدفعني للسبب الثاني في القائمة وهو إن تغير حياتي سيكون مرض السكر – مالم يحدث ما هو غير متوقع من اصابتي بالسرطان مثلا أو بالشلل الرباعي أو بمرض ألزهايمر. كيف أقارن استغنائي عن المحارم الصحية بتغيير نظام غذائي بالكامل والتهديد المستمر بتعرضي لنوبات السكر والتهديد بالفشل الكلوي والعمى وفقد الأطراف؟

Change of life my ass!

سيقول قائل إن الموضوع أبعد من ذلك لإنه يعني انتهاء الفترة الإنجابية في حياة الأنثى، مفترضا – ذلك القائل الذكوري – إن حياة المرأة هي قدرتها على الإنجاب وعليه يكون "تغير حياتها" هو انتهاء تلك المرحلة. أظن إنه، حتى لو كان ذلك صحيحا، يكون الحمل والإنجاب هو تغير الحياة وليس إنتهاء إمكانيتهم.

أما السبب الأكبر على القائمة فهو إعطاء تطور طبيعي أكبر من حجمه بكثير بما يستتبع ذلك حتما من افتراض سيطرة ذلك الحدث الجلل على الأنثى: فهي مجنونة، قلقة، عرقانة، حرانة، تغار على زوجها وتظن إنها فقدت أنوثتها ومصابة بالاكتئاب وتثور لأتفه الأسباب ومجننة العيال والطبيب الطيب ينصح زوجها بإنه "يستحملها عشان الستات في السن ده بتكون حالتهم صعبة" وينصح الشيخ الطيب زوجها وأولادها بالرفق بها لإن "مخها تعبان شوية، وهي على كل حال ناقصة عقل ودين من الأول، فما بالك لما تنقطع عنها الدورة كمان". لست أدري من تحديدا إل "مخه تعبان شوية".

هل هناك من النساء من تتأثر وتلطم الخدود وتظن إن حياتها انتهت لا تغيرت فحسب حين تكف عن الدوران حول القمر؟ قطعا، ولكن هذا لا يجب أن يجعل العيون تنظر في الاتجاه الخطأ، وهو إن توقف الدورة الهرمونية هو السبب، بينما السبب الذي يخزق العين هو انحصار حياة هؤلاء النساء في كونهن إناثا، يحضن وينجبن – ولو إمكانية.

فكرت وأنا أبدأ هذا المقال في أن أضع فيه مشاعري الشخصية تجاه توقف دورتي الهرمونية، عصرت مخي ومشاعري كي أجد شيئا ... فلم أجد. ليست لدي أي مشاعر تخص الـ"مينوبوز"، لا سلبية ولا إيجابية. لم أجد شيئا أظنه سيتغير في حياتي فأٌقلق من مواجهة تغيره ولم أجد شيئا سأفتقده وفي الوقت نفسه لم أجد شيئا لدي رغبة أن أفقده. لا شيء. وجدت موقفي يشبه موقفي من معرفتي إنني أغير جلدي كله كل سبع سنوات، دون أن أحس، دون أن أهتم، دون أن أشعر إن خسرت جلدا ودون أن أشعر إني كسبت جلدا. مجرد مسألة يديرها جسمي فسيولوجيا لوحده ولا يطلب رأيي فيها ويخسر الجلد ويكسبه لمصلحتي ولست أعبأ، مثلما لست أعبأ بحركة أمعائي في هذه اللحظة بالذات.

ربما في تدوينة أخرى نفند أيضا الأسباب التي تجعل المرء يسقط من حسابه كل الادعاءات الساذجة بشأن تأثير توقف الدورة الهرمونية على جسد المرأة، من هشاشة العظام لأمراض القلب لتردي القدرة الجنسية. أقول ربما لإنني لا أشعر فعلا بأدني اهتمام بالمسألة، إنما يصعب علىَ أحيانا أن أرى النساء وقد جنين بينما يقتربن من سن الأربعين الجميل حصاد عمر قضينه يجمعن صفات الأنوثة عوضا عن صفات الإنسانية ويبنين قصور إناث بدلا من أن يبنين قصور بشر، فيفاجأن إن قصورهن قصيرة العمركالأهلة، تظهر صغيرة، تزدهر، ثم تتضاءل لتختفي. خسارة أن يوجه زرع عمر بأكلمه لما سيأخذه منهم في يوم واحد "مينوبوز"

Tuesday, March 18, 2008

قالولي داروين اتقلقل امبارح في تربته... قلتلهم معذور


أمامي على التلفزيون واحد اسمه معز مسعود، لابس بدلة وكرافتة وعامل سكسوكة من إل هي يادوبك طالعة دي، كإنها لحية عمرها ثلاث أربع أيام، لحية شكسي بصراحة وماحدش يقدر يقول الراجل مش ملتحي، قاعد مع معتز الدمرداش في 90 دقيقة وموضوع تحت اسمه لقب: داعية ومفكر إسلامي. شغال. كل مسلم داعية وكل انسان مفكر في دينه. فلسفة معز في الدعوة و"التفكير الإسلامي" بسيطة، وهي نفس فلسفته في لحيته على ما يبدو::

الهروب من ثنائية الحلال "الخنيق" المقابل للحرام المبهر

أيوة، "الخنيق"، هو بيوصف فلسفتة نصا هكذا بدون أي تصرف من طرفنا. طريقة معز في تحقيق دعواه لجعل الحلال "كوووول" كما "يقووووول" بسيطة إلى درجة سذاجة الشباب "المخنوق"، أعطي أنا المثل عليها بلحيته الكووول، ذات السكس أبيل المعروف المطروق من أول كيرك دوجلاس إلى جورج كلوني، بدلا من اللحية الطويلة الخنيقة التي تجعل الفتى يبدو كسعافة أصابها شيء من خيوط العنكبوت وهباب سقف المطبخ مكان قلية البطاطس والباذنجان للواد والبت بينما تقوم ربة منزل نشيطة بتسعيف السقف من "الهلوس" في تنظيفة العيد الكبير الذي ستتغدى فيه حماتها أم لسان زي المبرد عندها فيه. وهذا شأني في استنباطي للأمثلة، أما معز نفسه فيعطي المثل التالي على منهجه::
معز له تجربة في تلحين الأغاني، قدم له شاعر أغنية عاطفية، والكلمات تقول شيء أشبه بـــ:
مش عايز غيرك في الحياة لو تسمعيني، وهأوصل للسما عشانك، مش عارف إيه كدة... كلام من إياه إل على كل ناصية ومالوش لا طعم ولا معنى.
فحل معز معضلته مع الأغنية العاطفية الحرام المبهرة مقابل الشباب المخنوق بأن سمى الأغنية "تتجوزيني". فتواءمت مع منهجه في تحويل "الحلال الخنيق" إلى "الحلال الكوووول"، ليه بقى؟ لإنه فجأة، وبإضافة الكلمة المعجزة حققت الأغنية التطور المذهل المذكور أعلاه لإنها بقت بتتكلم عن الجواز - إل هو حلال، وزي ما إحنا عارفين كوووول كمان.

إنما جون معز الحقيقي الذي هز الشبكة وما كان يقدر عليه عصام الحضري لا قبل العقد بتاع برة ولا بعده كان في عرض واحدة من نظرياته - وكمفكر، لازم يكون له نظريات طبعا وصولات في الجدل - التي ألقاها في مناقشة الملحدين لاثبات منطقية الحجاب "علميا" - آه والنعمة دي علميا - ودي بصراحة جديدة لانجججججججججج (ومن النادر أن تسمع أي حاجة جديدة أصلا عن الحجاب من الجانبين، ناهيك عن أن تكون لانججججججج) ثبتوا أنفسكم في الكراسي:

معز: "كنت بأتكلم مع واحدة ملحدة دانمركية في مرة، فقلت لها إنت ملحدة فخليني أكلمك بلغتك، بالدارونية. البنت إل بتطلع على الناس متجملة دي على طول أو تظهر في المجلات بتأثر سلبا على التطور. سألتني ليه؟ قلت لها لإنها هترفع مقاييس الجمال جدا، مش بالشكل ده مقاييس الجمال ترتفع؟ ولما تترفع مقاييس الجمال هتأثر على التطور لإن كل الستات هتعنس، وبالتالي ده هيأثر على البقاء. قالت لي: ياه، عندك حق، أنا أول مرة أشوفها كدة"

(وده بيقولك إما إن نظام التعليم المتقدم في الدنمارك بردو ما بيجبش نتيجة مع كل الناس وإما إن الادعاء كوووول والصدق خنيق)

لأن الداعية من زملاء الانسانية إللي التاريخ بدأ عندهم السنة إللي فاتت ودنيتهم تنتهي آخر الشارع، أو في ميدان العتبة على أبعد تقدير، فهو لا يعرف ربما إن العالم تكاثر وبقى قبل اختراع "الزواج" بآلاف السنين - أي لما كانت كل الستات والرجالة عوانس. وهو لا يعرف أيضا لإن دنيته تنتهي آخر شارع شريف بالرغم من كونه في الدنمارك إن الناس - شوف إزاي - بتتكاثر في أنحاء كثيرة من العالم دون عقود زواج، ويتجاهل عمدا ربما إن العالم الذي شهد تراجع الزواج بعنف في القرن الحالي تضاعف سكانه مرتين في عين العدو ويهدد بالتضاعف مرة أخرى خلال القرن القادم بحيث إن حضرتك وحضرتي من كتر "البقاء" هنبقى واقفين بعون الله بالورب عشان نلاقي لنا مكان على الكوكب المزدحم.

مش عارفة لوحد قرر يسخف على روحه ويحلل نظرية معز بجدية - بفرض إن هذا ممكن أصلا - يبدأ من فين ولا من فين، من فوق ولا من تحت، من النشوء والارتقاء ولا من شارع شريف، من كتاب العلوم ولا كتاب المنطق، من داروين الملعون في كل كتاب ولا من الداعية الكوول إل مش خنيق، وفي الآخر مش طالبة خالص دلوقتي. يمكن في تدوينة تانية ماتكونش خنيقة.



Friday, February 29, 2008

كلمة السر: "بعدين"
--ا



كنا نستعد أخيرا للعودة للمنزل، حين دخل الطبيب الشاب الأنيق ليسألنا سؤالا، بدا حتميا على ما يظن.

-
"شكرا ... بعدين"

"المفروض أقول لكم إنه أحسن دلوقتي من بعدين"





يبدو إن الطبيب الشاب الأنيق أصر أن يرى الوجه الآخر للأمور

- "يعني، كدة ولا كدة هتلاقوا نفسكم بتعملوها بعد أربعين يوم ولا شهرين، وإنتوا هنا في حموتها أحسن"

- "شكرا، مش عايزين"

أخذت الولد النائم تحت ذراعي ببعض القوة والإحساس بالخطر المحدق

- طيب، يبقى لازم أحذركوا ما تعملولهوش العملية إلا بعد ما يتم أربعين يوم""

أخرج عن أعصابي

- "اطمن... إحنا مش هنعملها له خالص"

- "هاها ... كل الأمهات والله بيكونوا خايفين وبناخد منهم العيال بالعافية، الظاهر إن دي أول مرة، بس دي حاجة بسيطة "خالص

يخطر ببالي أن تلك اللحظة هي الأنسب كي أوخزه بأي من الأدوات الطبية الموجودة حولنا بين ساقيه ليرى كم هي حاجة بسيطة و"خالص"، ويخطر ببالي أن أخبره إنها بالتأكيد ليست "أول مرة" أقابل طبيب نبيه زي حالاته: شاب وأنيق وفاكر نفسه عارف كل حاجة... الكاركتارات المغرية بالعبث في دماغها.

- "لأ، حضرتك مش واخد بالك، إحنا مش هنعملهاله خالص فعلا، مش خايفين وهياخدوا مننا العيال بالعافية"

يبدو عليه عدم الفهم والبلاهة العامة التي يتميز بها الأطباء حالما يواجههم أمر خارج عن سيطرتهم وغطرسة سلطتهم الأبوية وذلك التعبير الغير مصدق: "كيف يجرؤون؟"

- "يا مدام... دي نضافة عشانه"

آه... ده انت جاي لرزقك بقى، باعتبارنا في القرن الرابع للهجرة وما عندناش مية ولا صابون ولا "وِت وايبس" جونسون وجونسون.

- "أصل إحنا ناويين نحميه... بالشامبو"

- "لأ، طبيا و..."

لم أسمع شيئا بعد طبيا سوا "بلاه بلاه بلاه" كما يقول الفرنجة

فكرت أن أشرح للطبيب الأنيق إنه في أغلب الظن حمار لا يقرأ ولا يعرف سوى ما قرأه في "كتيب الاستخدام". فكرت أن أشرح له أيضا إنني لن أسمح لليهود أن يقرروا التقطيع من جسم رضيع أنا مسئولة عنه. إنما عدت وتذكرت: بالنظر لإنه حمار ولم يقرأ سوى كتيب الاستخدام ولا يعرف عن اليهود سوى إنهم أحفاد القردة والخنازير ... إيه احتمالات إنه يفهم؟ فكبرت، كما يقول الشباب الآن من سن الطبيب الأنيق "النظيف"

لا أعرف النقطة التي خرج عندها الطبيب الأنيق تحديدا، كان الولد ملفوفا بعمر يوم واحد يكاد لا يلاحظ لو طويت عليه معطفي وهم يريدون أخذه ليوخزوه بالإبر ويقصوا من جسده المنهك بالمقص، ويعذبون أيامه الأولى بالبول الحمضي السائل على جرحه المفتوح. آه يا جزارين يا مجرمين يا جهلة. ما تخافش يا واد، ولا حد يقدر يلمسك وأنا موجودة، أمال إنت فاكر إيه؟ لما تكبر ابقى قطع في روحك زي ما أنت عايز، إنما لحد ما تكبر لك عندي أسلمك لنفسك صاغ سليم.

خرجت وهو مازال ملفوف داخل معطفي ومرنا على الحضانة الملئي بالأطفال حديثي الولادة: نجل سناء أحمد على، نجل أول رشا محمد مصطفى، وتوأمه نجل تاني رشا محمد مصطفى، نجلة منى عزيز عبدالرحمن، نجل منة الله عمرو الكردي، نجلة تانية مريم عصمت مطر.... نعم، يُكَتب المواليد في المستشفيات بأسماء أمهاتهم - زي الدعاء كدة – ربما كانت تلك من الأمور المنطقية النادرة التي ستسير بسلاسة في حياتهم - يعني، يومين باسم أمهم مش حكاية، إلا بقى إذا ماتوا في الحضانة، هيبقوا عاشوا طول عمرهم يحملون اسم أمهاتهم.

وقفنا أنا وهو خلف الزجاج، كان متعبا بعد رحلة الولادة المزعجة ووجهه مازال متورما ومكدوما ولكنه منتصر رغم ذلك في معركته الأولى، بدا متباهيا في لفته البيضاء الصغيرة ذات النقاط المبعثرة بألوان كثيرة. ربما خيل إليَ إنه متباه. كدت أدخل لأعتذر للأولاد إنني لن أستطيع حمايتهم كلهم من الوخز والقص والتقطيع، وأعطي كل منهم قبلة بديلة عن الحماية. كلما نظرت إليهم ضغطته في لفافته أكثر. كنت أود أن أعده إن تلك هي المرة الأخيرة التي سيتهدده الجهل والقسوة فيها، ولكنني كنت أعلم إنها ليس كذلك، وإن هذه ليست سوى الموقعة الأولى ... فحسب.

رسم توضيحي للإزالة الجراحية لغلفة القضيب
(لا تشمل خطوات الشق الجراحي والقص)



Monday, February 25, 2008

ليه البنات
إل لابسين إشاربات
وملفوفين في عبايات واسدالات

يحطوا في صور البروفايل بتاعتهم
لوحات فيها بنات أسبانيات
لابسين حمالات
وفساتين مرفوعة
وشايلين جيتارات؟
ليه؟ هه؟ ليه؟




Tuesday, January 22, 2008


إخص عالمسأفين، إخص




الكلام ده حقيقي؟

لو هو حقيقي، يبقى إخص على المسأفين، الخوافين
قال إيه أحسن الخفافيش تنبعج نفسيتهم الحساسة
يعني يا ربي البنت الجميلة دي مكتوم نفسها في الحقيقة من الخفافيش ... وفي الصور من المسأفين؟
قول معايا: إخص

انشروها ... يمكن إل تبرأ منها اكراما للخفافيش ينكسف ويختشي

* الصورة لسعيد أبو معلا، والقصة من هنا

Wednesday, January 02, 2008

القرشانة لازم تنزل


تطل علينا ريهام بشعرها المصبوغ وعينيها الملونتين لتؤدبنا وتؤنبنا على قلة أدبنا وعلى إن التربية مش نافعة فينا بالرغم من إنها بتيجي مخصوص وتلبس إل عالحبل وتعمل شعرها ميزومبليه و "تزعقلنا" كل أسبوع إزاي إن إحنا قللات الحيا ونتجوز عرفي وبنتفرج على الرقاصات إل في الفيديو كليب واقفين في طشت الغسيل وبنفتح مواقع أبيحة على إنترنت وعندنا حسابات على "الفيس بوك". ده غير إن إحنا بنكلم صبيان في التلفون وبناخد مخدرات وحشيش ونقول فيها إيه وعادي. وبالنسبة للرجالة إل يتشكوا فريهام لا تتوانى عن تعنيفهم كمعلمة لتلاميذ الصف الثاني الابتدائي كيف إنهم – إل ينقرصوا – بيبصوا لستات غير مراتاتهم ويكلموا ستات على الموبايل ويحطوا صورهم كمان. وبالرغم من كل مجهودات ريهام لإصلاحنا وتهذيبنا فيبدو إننا عند أملها فينا بعد عدة سنوات – مش نافعة فينا تربية.

أن يربي الإعلام الشعب هو هدف – همممم ....مش بطال. أما أن يخرج علينا الإعلام وبينه وبين أن يأمر الشعب بخلغ أحذيته ليمده الإعلامي على رجليه عقابا على إنه مش بيسمع الكلام فهو غريب، حتى بالنسبة لإعلام الدول المتخلفة وحتى بالنسبة لإعلامي طاقق.

لا أعرف سبب تسمية البرنامج "صبايا"، بينما البرنامج هو "قرشاناية" جالسة ساق فوق الأخرى تبكي أخلاق القرية أيام كانت البنات متربية وعندها حيا وخشا والواد من دول عنده نخوة ويعرف العرض ويصونه ولا يسلم شرف أمه الرفيع من الأذى حتى تراق على جوانبه أمه ذات نفسها. إنما بنات اليومين دول ياختي؟ الواحدة منهم وشها مكشوف وتندب في كل عين رصاصة... وقاعدين يشيشوا ويطلعوا من مناخيرهم ولا معلمين السلخانة، ولا الصبيان وعمايلهم، كل واحد لابسلي نضارة شمس قال يعني الشمس واجعاه وهو مخبي عينيه عشان ما يبانش عليه إنه بياخد حشيش ولا بلا أزرق (كان هذا تعليق ريهام على من استضافتهم في لقاء عشوائي في الشارع لتسألهم عن رأيهم في تعاطي الشباب للمخدرات، إعلامية بصحيح وبدرجة مخبر مخدرات)

******************************

البارحة، ريهام كانت دماغها عالية شوية، متكلفة. ريهام كانت تعنفنا على قلة أدبنا في إننا – الصبايا – بنخلي ناس تصورنا على الموبايل أو بنحط صورنا على الفيس بوك. وكانت تعنف الصبيان الذين يصورون البنات ويضعون صورهم على الانترنت فيعرف كل الناس مثلا إن شادية زميلتهم في الجامعة لما كانت مخطوبة لتامر كانت بتقعد معاه على النيل. تامر لما حب ينتقم من شادية حط صور خطوبتهم على الانترنت وفضح شادية لدرجة إن كل الناس عرفت إن شادية خطيبة تامر في الصور شبه شادية خطيبة تامر في الحقيقة بالضبط وكانت فضيحة بجلاجل.

مرت الحلقة بعدة لحظات إعلاية بديعة، بينها حوار دار بين ريهام ومخلوق ما:

ريهام: إيه رأيك في استغلال صور الستات على انترنت؟

المخلوق: لا ما يصحش، بيعمل مشاكل طبعا

ريهام: سمعت مثلا عن الفيس بوك؟

المخلوق: آه، طبعا

ريهام: ترضى إن مراتك يبقى عندها أكاونت على فيس بوك؟

المخلوق (متضررا): لا، لا طبعا، هي لأ. أنا عندي أكاونت لكن هي لأ

ريهام: ودي جات صدفة؟

المخلوق: لأ صدفة إيه، لا طبعا، هي ما تعملش هي أكاونت

الكاميرا كانت من الأمام فصعب التأكد من وجود ذيل أو قرون أو أي علامات دالة على الموطن الأصلي للمخلوق. تطليع القدر لسانه هو إن مراته غالبا عندها أكاونت على الفيس بوك، نياهاهاهاهاها J

لحظة إعلامية بديعة أخرى على الهاتف من مدام عايدة:

عايدة: سلامو عليكو

ريهام: وعليكم السلام

عايدة: والله أنا لي رأي إن البنات إل بيتصوروا على الكليبات دي هما الغلطانين ومش محترمين

ريهام: يعني افرضي بنتك كانت في حفلة ورقصت وحد صورها وأخد الكليب

عايدة: لأ أنا بنتي ما ترقصش إلا في البيت

ريهام: ممكن في المدرسة. إحنا معانا كليب من مدرسة إسلامية مش هأقدر أقولك اسمها إيه ولا الكليب عليه إيه (!!) بس كانوا كلهم بنات مع بعض

عايدة: لأ بردو. أنا عندي بنت واحدة وبأعلمها التعاليم الإسلامية. إنت مسلمة مش كدة؟

ريهام: الحمد لله

عايدة: فبأفهمها إنها ما تغيرش هدومها إلا في أودتها

ريهام: طيب افرضي جوز حضرتك اتجوز عليكي وبعدين اتصور هو ومراته في أودة النوم وبعدين اتحطت الصور على انترنت مش هتبقى فضيحة ليكي ولبنتك؟

عايدة: لأ أنا جوزي ما يتجوزش عليَ

ريهام: افرضي

عايدة: لا ما تستفزينيش وتقول لي كدة، جوزي ما يتجوزش عليَ

(بدأت عايدة تتعصب وبدأت أنا في استدعاء كل ما أتذكره من مشاهد الشبشبة في فيلم "اللجنة" على أمل قيام خناقة مسلية بين مؤلفة السيناريوهات الخرافية من نوعية: لو جارة جوز خالة أم أحمد سلفة أخوكي السيد اتصورت وهي بترقص لوحدها في الأودة عشان الكهربائي لما جه يصلح جهاز العلاج الطبيعي بتاع الشلل إل جالها من كتر مجهودها في مساعدة الأيتام المعاقين ركب كاميرا سرية، من جهة ... والست المسلمة جدا المتضررة من افتراض جواز جوزها عليها، ناهيك عن إنه يتصور هو والمقروصة في أودة النوم)

ريهام: أنا مش بأستفزك والله، أنا بأقول افرضي ده حصل

عايدة: لأ في الحالة دي نتبرأ منه

عايدة تفوقت على ريهام إذ إن عندها على ما يبدو حل خرافي لكل السيناريوهات الخرافية

تستطرد ريهام بعض الوقت عن كيف إن غلطة صغيرة مثل التي شاهدناها على الكليب لفتاة ترقص في الجامعة من الممكن أن تضيع مستقبلها حين تكبر وتعقل وتعرف غلطها، إذ إن جوزها الندل هيعايرها، أو يمكن لو شاف الكليب قبل ما يتخطبوا يقعد يقول لها: آدي إل كنت بتعمليه في الجامعة. شفتوا إزاي (يا بنات يا قللات الحيا) غلطة زغنونة ممكن تفضل ممسوكة عليكي ذلة للأبد؟

أما منتهى الطرافة والاثبات القاطع إن ريهام لا تقرأ ولا تسمع ولكن بالقطع تتكلم وتتكلم بالرغم من إنها لا تتابع الإعلام أصلا إنها عرضت المشهد المثار في الفترة الأخيرة في مدونة الوعي المصري ثم في برنامج "90" دقيقة قبلها بأيام على نفس القناة التي تعمل عليها أبلة ريهام وهي المحور. يبدو إن ريهام لا تحب كثيرا القناة التي تعمل بها (عندها حق) ولا تتابعها أصلا. فقد عرضت ريهام الكليب متبوعا بسيناريوها الخيالي الخاص. ريهام بشكل عام تستطرد في مونولوجات طويلة أمام الكاميرا.

رهام: الكليب الجاي هنشوف فيه بنت بتقلع هدومها كلها ومتصور بالموبايل وفيه رجالة حواليها جوة شقة وراجل بيقولها إقلعي وبتقلع فعلا. (بوجه ينضح بالغموض كإنها هيركيول بوارو يعذب الجماعة قبل أن يعلن من القاتل): يا ترى إيه الحوار إل دار على السلم وهي طالعة مع الرجالة دول الشقة؟ إزاي أصلا رضيت تطلع معاهم؟ وكانت عارفة إنها بتتصور

- لقطة من الكليب –

زي ما شفتوا إحنا قطعنا عشان ما يصحش بس هي قلعت كل هدومها... كلها. إحنا مش عارفين هل كانت راضية ولا لأ تتصور ولا إزاي طلعت معاهم.

ريهام – التي توعظنا عن تجنب الفضائح وعن إن من ينشرون صور البنات في أوضاع مش ولا بد وحشين ووهيتشوشوا شواشيو في النار – تعرض على برنامجها صورة وجه الفتاة واضحا كالشمس وتعرض صورتها وهي تضرب وتخلع ملابسها. "مش عارفين هي كانت راضية ولا لأ". من الصعب تخيل أي جزء في الكليب كان صعبا على أبلة الناظرة ريهام أن تفهم منه إن كانت الفتاة راضية أم لا. ناهيك عن نومها في العسل هي وفريق البرنامج كله عن قصة الكليب المثارة أصلا واضعين جانبا ما هو أعلى من قدراها على الأغلب من إن الكليب لو ثبت إنه كليب لجريمة أي كانت من شرطة أو غيره سيكون ذاك دليلا على إن ما تظنه بعبعا هو في الحقيقة أداة مثل كل الأدوات. يبدو إنها كانت مشغولة الأسبوعين الماضيين بالدردشة على الشلتة مع باقي القرشانات عن أخلاق القرية التي دهست على سيراميك المولات.

ريهام تعرض أحيانا فقرات مع النجم الكبير الدكتور خالد الجندي. ريهام لا ترتدي غطاء رأس وفي لقاءاتها الخارجية لا تظهر في الكادر. وعليه فالدكتور خالد يظهر وحده في الكادر دائما مشيحا بنظره عن شيء مجهول أمامه في أي مكان بعيد عن شعر ريهام: فوق، تحت، للسبحة، أي حاجة، فتزداد الأمور طرافة.

ريهام مهتمة أيضا بالتعبئة الشعبية. ففي حلقتها عن انحرافاتنا الجنسية والتي نعاملها على إنها عادي بقبولنا للمثليين بيننا ولا كإنهم جربة ولا حاجة: "وناس تقولك: عادي دول مختلفين بس عننا" لإننا ناس مش متربية زي ما أسلفنا، أكاد أجزم إن رجل وامرأة الشارع بعد الحلقة كانوا على استعداد تام للفتك بأي رجل يرتدي ساعة "بأوستيك" ملون، ليخلصوا مجتمعنا من هؤلاء. في نفس الحلقة صرح الدكتور فرحات المنجي إن سبب الانحرافات الجنسية هو تلك البرامج الساقطة التي تتحدث في الجنس:

"قال إيه واحدة تتصل تقول أصل عندي خمسة وعشرين سنة واتجوزت وما عرفتش أعمل حاجة مع جوزي عشان ما حدش كان قال لي. ويقعوا يقول لها مش عارف تعملي إيه. إيه ده؟ ما طول عمر الناس بتتجوز من غير ما حد يقولها حاجة. وفين الحيا؟"

ثم استطردت ريهام محذرة الأمهات الذين يربون أولادهم الذكور "بدلع ومياصة" ويطلعوهم مخنثين وشواذ وزعقتلهم شوية بردو عشان جهلهم وعدم احساسهم بإن الولد لو اتربى بمياصة واتساب يلعب مع البنات وهو صغير هيطلع يلبس بنطلونات ضيقة وسلاسل ويخش الحمام يقول: "أنا مش الأستاذ مدحت بس لو عايزني أبقى مدحت، أبقى مدحت"

هذا بالاضافة لحلقات عدة متفوقة: مثل حلقة: "يا واخدة جوز المرة يا مسخرة"، وحلقة "شرف البنت زي عود الكبريت" وحلقة: "ابنك على ما تربيه وجوزك على ما تعوديه" وحلقة "بعد ما ياخد مزاجه منك هيسيبك" .

القرشانة لازم تنزل

القرشانة لازم تنزل

لازم تنزل

لازم تنزل

لازم تنزل