Tuesday, March 18, 2008

قالولي داروين اتقلقل امبارح في تربته... قلتلهم معذور


أمامي على التلفزيون واحد اسمه معز مسعود، لابس بدلة وكرافتة وعامل سكسوكة من إل هي يادوبك طالعة دي، كإنها لحية عمرها ثلاث أربع أيام، لحية شكسي بصراحة وماحدش يقدر يقول الراجل مش ملتحي، قاعد مع معتز الدمرداش في 90 دقيقة وموضوع تحت اسمه لقب: داعية ومفكر إسلامي. شغال. كل مسلم داعية وكل انسان مفكر في دينه. فلسفة معز في الدعوة و"التفكير الإسلامي" بسيطة، وهي نفس فلسفته في لحيته على ما يبدو::

الهروب من ثنائية الحلال "الخنيق" المقابل للحرام المبهر

أيوة، "الخنيق"، هو بيوصف فلسفتة نصا هكذا بدون أي تصرف من طرفنا. طريقة معز في تحقيق دعواه لجعل الحلال "كوووول" كما "يقووووول" بسيطة إلى درجة سذاجة الشباب "المخنوق"، أعطي أنا المثل عليها بلحيته الكووول، ذات السكس أبيل المعروف المطروق من أول كيرك دوجلاس إلى جورج كلوني، بدلا من اللحية الطويلة الخنيقة التي تجعل الفتى يبدو كسعافة أصابها شيء من خيوط العنكبوت وهباب سقف المطبخ مكان قلية البطاطس والباذنجان للواد والبت بينما تقوم ربة منزل نشيطة بتسعيف السقف من "الهلوس" في تنظيفة العيد الكبير الذي ستتغدى فيه حماتها أم لسان زي المبرد عندها فيه. وهذا شأني في استنباطي للأمثلة، أما معز نفسه فيعطي المثل التالي على منهجه::
معز له تجربة في تلحين الأغاني، قدم له شاعر أغنية عاطفية، والكلمات تقول شيء أشبه بـــ:
مش عايز غيرك في الحياة لو تسمعيني، وهأوصل للسما عشانك، مش عارف إيه كدة... كلام من إياه إل على كل ناصية ومالوش لا طعم ولا معنى.
فحل معز معضلته مع الأغنية العاطفية الحرام المبهرة مقابل الشباب المخنوق بأن سمى الأغنية "تتجوزيني". فتواءمت مع منهجه في تحويل "الحلال الخنيق" إلى "الحلال الكوووول"، ليه بقى؟ لإنه فجأة، وبإضافة الكلمة المعجزة حققت الأغنية التطور المذهل المذكور أعلاه لإنها بقت بتتكلم عن الجواز - إل هو حلال، وزي ما إحنا عارفين كوووول كمان.

إنما جون معز الحقيقي الذي هز الشبكة وما كان يقدر عليه عصام الحضري لا قبل العقد بتاع برة ولا بعده كان في عرض واحدة من نظرياته - وكمفكر، لازم يكون له نظريات طبعا وصولات في الجدل - التي ألقاها في مناقشة الملحدين لاثبات منطقية الحجاب "علميا" - آه والنعمة دي علميا - ودي بصراحة جديدة لانجججججججججج (ومن النادر أن تسمع أي حاجة جديدة أصلا عن الحجاب من الجانبين، ناهيك عن أن تكون لانججججججج) ثبتوا أنفسكم في الكراسي:

معز: "كنت بأتكلم مع واحدة ملحدة دانمركية في مرة، فقلت لها إنت ملحدة فخليني أكلمك بلغتك، بالدارونية. البنت إل بتطلع على الناس متجملة دي على طول أو تظهر في المجلات بتأثر سلبا على التطور. سألتني ليه؟ قلت لها لإنها هترفع مقاييس الجمال جدا، مش بالشكل ده مقاييس الجمال ترتفع؟ ولما تترفع مقاييس الجمال هتأثر على التطور لإن كل الستات هتعنس، وبالتالي ده هيأثر على البقاء. قالت لي: ياه، عندك حق، أنا أول مرة أشوفها كدة"

(وده بيقولك إما إن نظام التعليم المتقدم في الدنمارك بردو ما بيجبش نتيجة مع كل الناس وإما إن الادعاء كوووول والصدق خنيق)

لأن الداعية من زملاء الانسانية إللي التاريخ بدأ عندهم السنة إللي فاتت ودنيتهم تنتهي آخر الشارع، أو في ميدان العتبة على أبعد تقدير، فهو لا يعرف ربما إن العالم تكاثر وبقى قبل اختراع "الزواج" بآلاف السنين - أي لما كانت كل الستات والرجالة عوانس. وهو لا يعرف أيضا لإن دنيته تنتهي آخر شارع شريف بالرغم من كونه في الدنمارك إن الناس - شوف إزاي - بتتكاثر في أنحاء كثيرة من العالم دون عقود زواج، ويتجاهل عمدا ربما إن العالم الذي شهد تراجع الزواج بعنف في القرن الحالي تضاعف سكانه مرتين في عين العدو ويهدد بالتضاعف مرة أخرى خلال القرن القادم بحيث إن حضرتك وحضرتي من كتر "البقاء" هنبقى واقفين بعون الله بالورب عشان نلاقي لنا مكان على الكوكب المزدحم.

مش عارفة لوحد قرر يسخف على روحه ويحلل نظرية معز بجدية - بفرض إن هذا ممكن أصلا - يبدأ من فين ولا من فين، من فوق ولا من تحت، من النشوء والارتقاء ولا من شارع شريف، من كتاب العلوم ولا كتاب المنطق، من داروين الملعون في كل كتاب ولا من الداعية الكوول إل مش خنيق، وفي الآخر مش طالبة خالص دلوقتي. يمكن في تدوينة تانية ماتكونش خنيقة.