Tuesday, November 29, 2005

أنت تأمر يا سولو
إلا موضوع المركب ده حكاية
وطلع أصعب مما كنت فاكرة
ماكنتش لاقية سبع حاجات بأعرف أعملهم
ما علينا
أشكرك على الدعوة الكريمة إلى المركب – ولا هو ما بقاش مركب – ده بقى كاس وداير
ونتمنى ألا تتسبب سبعات الحرملك في إغراق المركب


سبع حاجات بأعرف أعملهم:
1- أمشي مسافات طويلة
2- أقعد في السينما من الصبح لبليل
3- أعلم نفسي حاجات من غير معلم
4- أجلس وحدي بدون أن أكلم أحداً مدد طويلة
5- أمثل إن أنا مش خايفة
6- فراخ بالكريمة
7- أشوف التفاصيل الصغيرة




سبع حاجات مش بأعرف أعملهم
:
1- أصبر وما أطلبش الحاجات "الآن وحالاً"
2- أشتغل لما أكون مش نايمة كويس
3- أوضب المدونة باستعمال اتش تي إم إل
4- أرد على التليفون أول ما يرن
5- أسكت لما حد يزعل حد بأحبه
6- أستحمل الأصوات العالية
7- أعدي يوم من غير ما أكلم "..."

سبعة أشياء أتمنى فعلها:
1- ألف أكثر من بلد على رجليا
2- أتعلم ركوب الأمواج
3- أحرر أسلوب كتابتي من التعبيرات المكررة
4- أرد في نفس اللحظة على من يهينني
5- أنام بميعاد
6- أدرس علم اجتماع
7- أمسك يد انسان يحتضر وحيداً

سبع أشياء أقولها دائماً:
1- يعني
2- انسانية
3- فعلاً
4- (*****) كود سري بيني وبين "..." لا أستطيع افشاؤه ولكنها أكثر كلمة أستعملها في حياتي J
5- يا راجل (للرجالة طبعاً)
6- سلامات
7- عبثية
بس كدة
سلامات

Wednesday, November 16, 2005

الحرملك بيمسي ... عالسلاملك
إلى كل هؤلاء الرجال الشرفاء الأذكياء الذي مروا في حياتي، بعضهم بقى يوماً أو ساعة في زمالة عمل أو مقابلة قصيرة، وبعضهم "عشرة عمر" وبعضهم لم أقابله أبداً إنما قرأت له أو قرأت عنه، إلى هؤلاء الرجال الذين يأبون أن يكونوا يوماً أعضاءاً في حزب الرشيد

يبدو أنني في غمرة حديثي عن الرشيد انشغلت عنك!
يا كسوفي!
كيف تحدثت عن الرشيد ولم أذكرك بكلمة؟
أعذرني، كنت مشغولة عنك بالرشيد
اعتبرتك أمر مسلم به، فأنت دائماً إلى جانبي، كنت أعتبرك في نفس المعركة معي، فأنت شاهر أسلحتك الذهنية في معركتي طوال الوقت
ثم نظرت فإذا بك "واخد على خاطرك حبتين"
وبتقوللي: "أنا كدة"؟
أليس من حقي أن أندهش إذاً؟
كيف طار بك الظن أن الحديث عليك؟
تقول لي: "مش أنا راجل؟"
أسألك: ويا حضرة الراجل تفتكر أنا ليه بأقول "الرشيد" مش بأقول "الراجل"؟
ما زلت عابساً، لم أستطع أن أسرق منك ضحكة، ولا حتى ضحكة جانبية صغيرة
تقول لي بعتاب: طول الوقت عمالة تقوللي: الرشيد عمل فيَ وعمل فيَ، من الذي كان وراءك في معاركك المستمرة، ألست أنا؟ من اعتبرك الصديقة والند ولم يفترض أنه مطالب بحمايتك لمجرد أنك أنثى؟ من تركك تخوضين معاركك دون وصاية؟ من لم يناديك أبداً باسم أخيك أو أبيك إنما ناداك بآخر صوته باسمك أنت؟ من عاملك دائماً على إنك واحد صحيح ولست "وردة" ولا "رقيقة كالنسمة" ولا "مشروع الأم" ولا "هشة كالزجاج"؟ ومن لم يسكتك أبداً لأنه "الراجل"؟ بل لم يسمعك أبداً كلمة "أنا راجل" لأن لا مجال لها في أي حوار بيننا؟ من لم يخجل منك إذ تدفعين "حساب المقهى" ولم يخبئ هذه الحقيقة لا عن "الجرسون" ولا عن الجالسين واعتبرها الشيء الطبيعي الوحيد:
"صاحبتي وبتدفع زيها زيي؟ ألست أنا؟

عند هذه النقطة لم أعرف ماذا يجب أن أقول تحديداً، فهمتك بعض الشيء لأنك من الخارج تشبه الرشيد بالضبط: نفس الصوت الخشن، نفس العضلات ، نفس الذقن التي تنمو كل يوم، نفس القامة الطويلة، ونفس نسب الهرمونات غالباً

ولكنني ظننت أيضاً أنه يفهمني، ويفهم أنه عندي في مقام عالي جداً
ربما كنت أنا من نسى
نسيت أخبره كم هو نادر
وامرأة مثلي أكثر من يعرف كم هو نادر
هو نادر لو كان طبيباً يأبى أن يشخص كل أمراضي على إنها "أعراض نفسية"
هو نادر لو كان مرؤوساً لا يخجل أنه يتلقى الأوامر من امرأة ويعتبرها "مرحلة انتقالية حتى يترقى"
هو نادر لو كان رئيساً يضع في المرأة نفس الثقة ويتوقع نفس الكفاءة التي يتوقعها من الرجل
هو نادر لو كان صديقاً يعاملها كند "حقيقة" وليس فقط أثناء استعراض آراءه المتحضرة في ندوة ثقافية
هو نادر لو كان راكباً في الأتوبيس وقبل مقعدها الذي عرضته عليه ببساطة لمجرد أن التعب بادي جداً على وجهه، بينما جلست هي مدة طويلة
هو نادر حين يذهب إليها كطبيبة أو مهندسة أو أي مهنية دون أن يتوقع أن كونها أنثى سيقلل من كفاءتها
هو نادر حين يتشاحن معها بكل قوة، ورغم ذلك لا يدور في خلده أبداً أن يعايرها بأنها امرأة – وكأن هذا سباباً - بأي لفظة كانت، يتشاحن ويتعارك و"يتخانق" مع انسان آخر ... فقط
هو نادر حين يعلن اسم أمه بالبساطة التي يعلن بها اسم أبيه
هو نادر في كل موقف في حياة المرأة
كم رجلاً يأبى أن يكون الرشيد تقابل المرأة في اليوم؟ في الشهر؟ في السنة؟
نسيت أخبره كم هو مميز ورائع
نسيت أخبره أنني أقدر أن آراءه ربما تجلب عليه من الرشيد سخرية أكثر مما تجلب آرائي عليَ، ومع ذلك لا يخجل من اعلانها
نسيت أخبره أن التواجد معه في أي موقف يذكرني بالحياة كما يجب أن تكون بين عضوي هذه العائلة الانسانية: الرجل والمرأة
نسيت أخبره أنه مهم، ولولاه لكانت الحياة أكثر قسوة بكثير

خجلت من أنني نسيت
ولكنني لم أظن أبداً أنك لا تعرف
الأمر في غاية الوضوح بالنسبة لي، فظننت أنه واضح أيضاًَ بالنسبة لك
فاعذرني إذاً
ليس كل رجل "رشيد"، وبالتأكيد أنت لست "رشيداً"، وإلا ما كنا هنا نتبادل هذا الحوار
وما كنت أحببتك يا صديقي!

Sunday, November 13, 2005

مأساة صغيرة
قبل أن تقرأوا
لا تقرأوا هذه التدوينة من وجهة نظر طبية فتفزعون
ولا تقرأوها من وجهة نظر دينية فتدافعون
ولا تقرأوها من وجهة نظر اجتماعية فتشمئزون
اقرأوها من الوجهة الانسانية ...وبما يعتمل في صدري ... ستشعرون
بسم الله الرحمن الرحيم
"ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإن تتطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" سورة البقرة – آية 222
"They question thee (O Muhammed) concerning menstruation. Say: It is an illness, so let women alone at such time and go not in unto them till they are cleansed. And when they have purified themselves, then go in unto them as Allah has enjoined upon you. Trully Allah loveth those who turn unto him, and
loveth those who have a care for cleanliness"
*************************
"وإذا كانت امرأة لها سيل وكان سيلها دماً فسبعة أيام تكون في طمثها وكل من مسها يكون نجساً إلى المساء " سفر اللاويين – الاصحاح الخامس عشر – آية 19

19 " 'When a woman has her regular flow of blood, the impurity of her monthly period will last seven days, and anyone who touches her will be unclean till
evening.
***********************************
هذه المرة ستكون نوبة صداقة وليست نوبة عداء
أعد على النتيجة 28 يوماً أعدها كعضوة في نادي الـثلاثة عشرة بالمئة من النساء اللاتي يحترمن دورة القمر بحذافيرها، لا خمسة وعشرون يوماً ولا ثلاثين يوماً ولا خمسة وثلاثين يوماً
ثمانية وعشرين يوماً ويظهر الهلال خجلاً حيياً
دقة بيولوجية جديرة بالاحترام
عددت الأيام وعرفت أن لديَ موعد في الغد
كيف مرت ثلثي سنوات الخصوبة دون أن أفكر يوماً في اختبار ساعتي الشهرية على حقيقتها وليس على ما قاله الآخرون؟
لا أعرف، ربما أردت تجنبها ولتمر بأسرع ما يمكن وينتهي الأمر
يبدو أن المرأة تتعرف على كل شيء في نفسها متأخرة
تتعرف على جسدها متأخرة تتعرف على انسانيتها متأخرة
تتعرف على مشاعرها متأخرة
هيا إذاً، اليوم يوم اختبار ذلك الشيء الغامض، من وجهة نظري أنا لا من وجهة نظر الكتاب ... أي كتاب
سأترقب اليوم لأشاهد القطرة الأولى، على جسدي وليس على ملابسي ولا على الحفاظات السخيفة ولا غيرها
تمددت في أكثر وضعيات اليوجا التي أعرفها استرخاء بعد أن تخلصت بالكامل من كل ما يربطني بالمرأة الحديثة – بل وبالانسان الحديث كله - من ملابس
وأحسست بها: القطرة الأولى هي ليست الأولى الأولى، فقد مر على الأولى فعلاً أكثر من عشرون عاماً
ولكن تلك مميزة تلك انتظرتها ولم تفاجئني
تلك قررت أنا أعاملها بالعدالة وأعطيها فرصة الدفاع عن نفسها
قطرة بريئة، سالت بلطف، تبعتها قطرة أخرى مسحتها بمنديلي
وانتظرت دقائق كثيرة مرت قبل أن تلحقهما قطرات أخرى ودقائق أخرى وقطرات أخرى
واحد ... أثنان ... ثلاثة .... عشر دفقات في ساعتين كمية من الدم تكفي لملء نصف ملعقة ... بالكاد يا إلهي ...
المفاجأة الأولى أين الشلالات التي كنت أتخيلها كلما نظرت لملابسي وكمية الاحتياطات التي أتخذها؟
أتمشى في المنزل بدون أي احتياطات لأول مرة في سنوات البلوغ كلها أشعر بقطرة أخرى تتسلل بهدوء ليست قطرة شريرة، ولا ترغب في إحراجي أو إيلامي أو خداعي أمد منديلي إليها هي الأخرى، وأنا أتذكر التحذيرات الأولى، في سن الثالثة عشر ... الثالثة عشرة والنصف، المتوسط العالمي لبداية الحيض
أولاً: لا يجب أن يرى أحد آثار الحيض ... خاصة الرجال
ثايناً: لا يجب أن يعرف أحد بالحيض ... خاصة الرجال
ثالثاً: تغسل الملابس الملوثة بالدم بالماء البارد أولاً ثم توضع في الماء المغلي بمعزل عن باقي الملابس
رابعاً: لا يجوز بأي حال أن تغسل تلك الملابس مع غيرها في غسالة الملابس
خامساً: ظهور الملابس الملوثة بالحيض أو آثاره في أي مكان – بما في ذلك سلة الملابس المتسخة – يعتبر "فضيحة"
سادساً: ممنوع النزول إلى البحر الجميل الذي أعشقه أثناء الدورة الشهرية، يمكنك أن "تتبول" في البحر ما أردت، فالماء المالح قاتل لكل الميكروبات ولا تسمح حركته بنقل الأمراض، ولكن دم الحيض ... ممنوع
يؤلمني هذا جداً لأنني كنت كائناً بحرياً في حياة أخرى، كنت أنثى حوت كبير تحيض في البحر وهي تسبح بنعومة، ولا تخجل ولا تخاف على البحر
سابعاً: الشكوى من ألم وقت الحيض نوع من الدلع، والسعي لعلاج نوع من "المياعة" فالألم طبيعي جداً - يا الله على ما احتملته كلمة "طبيعي" من أهوال
أفكر في البند رابعاً، وأقارنه بملابس الإخوة الذكور، التي توضع في الغسالة مختلطة بباقي الملابس حتى وهي ملوثة بآثار حلم ساخن، ملابسهم تحتفظ بطهارتها حتى لو تلوثت بالمني، ملابسنا تفقد طهارتها لو تلوثت بالدم
ولكن ليس أي دم فلو لوث نزيف لثتي الملابس تختلط الملابس الملوثة بالملابس الأخرى دون أي خجل في الغسالة
ولو لوث نزيف أي جرح الملابس، لا تستحي تلك الملابس من ملامسة الملابس الأخرى دون أن تتعرض للغلي المؤلم على درجة حرارة عالية أما لو غير الدم مساره وقرر أن يمر عبر الرحم والمهبل فهذا يغير كل شيء
دم أحمق ذلك الذي يختار الخروج من هذا المسار غير الكريم
أما كان يمكنه أن يختار عضواً كريماً ويغذيه ويبقى فيه؟
أما كان يمكنه أن يختار الدماغ؟
اليد؟
المعدة؟
أي عضو كريم ... لا تلحقه اللعنات
يستحق هو كل ما لحقه من صفات إذ اختار مهمة غير كريمة
يستحق أن يوصف بأنه سام (معتقد شعبي)
وسام للرجال خصوصاً
يستحق أن يوصف بأنه نجس
يستحق أن يوصف بأنه سبب في نقصان الدين
يستحق أن يوصف بأنه مصدر "الهستيريا"
يستحق أن يوصف بأنه قذر
يستحق أن يجلب العار على أي ملبس أو فراش يلوثه، ويعاقبه بالحجر الصحي والعزل عن بقية الملابس "المحترمة" التي تتلوث بالمني المعبق برائحة العشق أو اللعاب السائل من جراء الاستغراق في النوم أو حتى البول الذي يهرب متخابثاً عبر عضلة فقدت قوتها نتيجة الولادة المتكررة
يستاهل ... وأكتر
عشرات الإعلانات البلهاء، الممتلئة بالفتيات "إللي زمان كانوا بيبقوا متوترين وطول الوقت بيسألوا صحباتهم: "هدومي فيها حاجة" حتى اكتشفت "منتج مش عارف إيه" وعلت وجوههن ابتسامات واسعة، لقد حُلت كل مشكلات حياتهن، "منتج مش عارف إيه يحسسك بالأمان"
ما أبخسه أمان ذلك الذي تشتريه حفاظة قطنية
قطرة تتسلل بينما أقف أمام سجادة الصلاة المطوية والتي ستبقى مطوية خمسة أيام، أحاول أن أتفهم لماذا يرفضني ربي، هو لا يعطيني "رخصة" أن أستريح من الفروض، بل هو يمنعني بالكامل من أداءها لأنني "نجسة"، ولا يصح أن يكلمه إلا المطهرون – وأنا رغماً عن ارادتي لست من المطهرون، أنا من المنجسون - أزيل القطرة المتسللة وأنا أنظر لسجادة الصلاة باستغراب
قطرة أخرى تتسلل بينما أقف أمام تمثال ستنا "مريم"، تقف فوق نموذج للكرة الأرضية وعلى ذراعها تحمل المسيح، أتساءل إن كانت تحمل المسيح أيضاً وهي تحيض؟ هل كانت تمسه وهو "روح الله وكلمة منه" بينما تتسلل قطرات الدم خارجة من جسدها الكريم؟ لا يجوز أن تشترك المرأة في "القداس" المسيحي "بالتناول" إذا كانت حائضاً، وفي أقوال أخرى لا يصح أن تذهب للكنيسة أصلاً، وبالتأكيد لا يصح أن تدخل إلى الهيكل في كل الأحوال، الهياكل "للرجال فقط"، هناك سبب وجيه لأن يكون الله: "هو" ، هو الله
يتقزز الرشيد جداً من الفكرة، أقارن فكرته حول إدخال قضيبه حيث يحتمل أن يلامسه دم الحيض بفرحته البلهاء كلما كثر الدم الذي ينزف يوم يظن أنه يحولني بارادته من "فتاته" إلى "امرأته"، يوم لا أصبح "بنت" إنما أصبح "ست"، يقوم بغزوته ويفرح بسذاجة بالدم النازف، لا يمسحه من على قضيبه بسرعة، ينظر إليه بعض الوقت ويصر على أن يريني إياه، يريدني أن أشهد على غزوته العظيمة، يزهو أكثر لو لوث بعض الدم ملاءة الفراش، خاصة لو كانت ليلة زفاف، حيث يمكنه أن يزهو أمام من يزهو في "الصباحية".
أقارن ذلك الزهو بنظرته المتعجبة المختلطة بالاشمئزاز من دم الحيض وفكرة وجود قضيبه بالقرب منه في نفس المكان ... حتى الدم: حظوظ
يلهث الرشيد وتتلاحق أنفاسه، يفقد السيطرة على نفسه بالكامل، تنقبض عضلاته ويتيبس جسده لحظة، ثم يقذف ثلاثة سمنتيمترات مكعبة من سائل أبيض يتحول لسائل لزج غير متجانس فور خروجه من جسده، يتباهى الرشيد بكميته، يفتخر لو زاد إلى حد أن لوث الفراش، أو خرج بعضه من جسدي إذا لم تستطع كل خلاياه ذات الهدب المتحرك المضي قدماً في طريقها المرسوم، وملابسي لو تلوثت بمني الرشيد الخارج من جسدي تلقى معاملة كريمة مثل باقي الملابس "المحترمة"، ما يخرج جراء هرموناته يلقى الكرامة، ما يخرج جراء هرموناتي يلقى العار
أتساءل كالعادة عن الأسباب وأحار جواباً منطقياً
لدي ألف جواب ينقصهم المنطق والعقلانية فأكتفي بالحيرة
أما اليوم فهو يوم للكرامة وليس يوم للعار ... اليوم سألوث ألف قطعة ملابس وألف ملاءة فراش، اليوم سأترك جسدي يقول كلماته البريئة بدون أن أقاطعه بالسباب، اليوم سأترك قطراته الصغيرة تتحرك بحرية، سأمسحها بمنديلي المعطر مثلما أمسح عرقي ودموعي سأتركه يعبر عن نفسه بكل بدائية، وبدون احتياطات المرأة الحديثة، سأوقره كما كان قبل أن يلحق دمه الشهري النازف النبذ، والخوف والاتهامات
هذ المرة سأضع أنا القواعد

Friday, November 11, 2005

نوع من الغباء؟ ربما
أقف تحت المطر وقتما أشاء وقدر ما أشاء
أقفز في الماء بكامل ملابسي وأخرج مبتلة أقطر ماءاً
أعود للبيت في وقتما أعود لمجرد أنني أردت الاستمتاع بالليل البارد
لم أعرض نفسي يوماً في المزاد
أعيش حبي مع رجل لا يعرف عدم الأمان الذي يجعله يستميت للسيطرة على انسان آخر
أفعل ما أريد
أفكر كما أريد
ولا أتنازل من أجل بعض الحنان، أو بعض القبول أو بعض الرحمة

هربت إلى بلاد لا أضطهد فيها
بلاد كل خياراتي فيها مفتوحة ولا تستطيع جريدة أن تكتب: وظيفة خالية: للذكور فقط دون أن تقوم الدنيا فوق رأسها ولا تقعد
لا يستطيع رجل أن يتحرش بي في العمل ولا يلقى جزاءه

وكان حري بي أن يكفيني هذا ويزيد
فلا أنا تعرضت للظلم
ولا أنا مهضوم حقي
أنتزع حقي ... وزيادة



فلماذا أتكلم إذاً؟
فلتذهب إلى الجحيم من تذهب
لو كانت 95% من النساء المصريات يتعرضن للضرب مرة واحدة على الأقل في حياتهن الزوجية، ماذا يهمني أنا؟ لم أتعرض للضرب وأستطيع أن أجزم أنني لن أتعرض له

ماذا يهمني لو كانت 97% من أطفال مصر الإناث يتعرضن للختان؟ أنا لم أتعرض للختان، ولا أستحي من مشاعري الجنسية ولا غيرها من المشاعر

ماذا يهمني لو كانت نساء مصر محرومات من قائمة طويلة من الوظائف؟ أعيش حيث يمكنني أن أمتهن ما أريد، وأرفع القضايا وأكسبها على من تسوْل له نفسه منعي

لماذا أهتم لو كان القانون في مصر يعطي الرجل حق الطلاق بكلمة؟ حيث أعيش لا يستطيع رجل أن يفعل ذلك ويتساوى حق الطلاق والحقوق بين الرجل والمرأة

لماذا أهتم لو كان تعرض امرأة في مصر للاغتصاب يعني أن تصبح متهمة أولاً قبل أن نقرر إن كانت ضحية أم لا؟

لماذا أهتم أننا مازلنا نناقش تخفيف العقوبة في جرائم ما يسمى الشرف؟ أحداً من أهلي لن يقتلني لمجرد أنني قررت "المشي على حل شعري"، تلك صدفة ميلادي

لماذا أهتم أن النساء لا يعشن إلا انسانية مختصرة؟ لماذا أهتم أنهن راضيات ينقلن الظلم من جيل إلي جيل ويضطلعن بمهمة التأكد من أن قلة قليلة هي التي تخرج من قيود الروح الثقيلة؟
لماذا أهتم أن غالبيتهن لا يعشن إلا تمثيلية مكررة، يمثلن فيها دور السندريلا؟
لماذا أهتم أن جان دارك لا تعنيهن في شيء طالما استوفوا شروط "الجميلة النائمة؟"
لماذا أهتم أن فتى "الأحلام" هو في الأغلب "كل" الأحلام وليس فتاها فحسب؟!!
ماذا يهمني لو كانت النساء لا يردن أكثر من رجل وأولاد ويؤدين مهمة حفظ النوع على أكمل وجه؟
لماذا أشعر بالحزن إذاً حين أرى فتاة صغيرة تصبغ شفتيها التي لم تكمل نموها بعد بكيماويات بترولية حمراء وتهدد ركبتيها وفقرات ظهرها بالخشونة المبكرة مرتدية كعباً عالياً و"لتتقصع" كما يجب طلباً لنظرة من أحد الذكور؟

لماذا أهتم أن وزارات مصر ليس فيها سوى امرأتين؟ النساء كسولات
لماذا أهتم أن مجلس الشعب ليس فيه سوى أربع نساء؟ الرجال يعبرون عنا أفضل تعبير

لماذا أصمم على أن الحرية تبدأ من الروح ولا تجدي كل الملابس الحرة ولا الوظائف الحرة ولا التعليم وتأبط الكتب الجامعية؟ فقد شبعت النساء عدالة: ألا يتعلمن في كثير من الأحيان؟ ألا يتزوجن بارادتهن في كثير من الأحيان؟ وما بين المتغطيات والكاشفات هناك عدد لا بأس به لا يعتبر الجسد سلعة
لماذا أهتم أن النسب إلى أي جزء من جسد أو روح "الأم المعظمة" سباباً قد ينتهي في قسم الشرطة، بدءأً من "يا روح أمك" أو يا "ابن زبيدة" أو الأكثر صراحة: "يا ** أمك" وانتهاءاً بالجملة العظيمة: "تربية ستات"؟
ألأنني معقدة فتدفعني عقدي للظن أن هذا السلوك في الأغلب يدل على شيء ما في دواخلنا يخص احترامنا للمرأة وصدق ما ندعيه من قدسية دورها؟
ألا يكفيني أن كتب المطالعة تقول: "الأم مدرسة؟"
"الجنة تحت أقدام الأمهات"
"أمي أمي ما أغلاها"
هي في عيني ما أحلاها"؟
بشرط ألا يتضمن ذلك نسبي إلى "روحها" أو "اسمها" أو "أعضاءها التناسلية التي خرجت منها أو أن يظن الناس بي أنني "تربيتها" فالأم، كما هو واضح "ستات"، وتربية الستات عار

لماذا أهتم أن كثير من الرجال تنتهي آراءهم المستنيرة في المرأة بالظلمة التامة؟ فهناك الكثيرون في المقابل الذين يعتقدون في انسانية المرأة بصدق، وحياتي مليئة بهؤلاء

لماذا أهتم بالتساؤل عن التفاوت في نسبة الفنانين بين الذكور والإناث؟ الابداع يحتاج أن تخرج عن الخطوط المرسومة والخروج عن الخطوط المرسومة مخاطرة كبيرة بالنسبة للمرأة
لماذا أهتم بالتساؤل عن التفاوت في نسبة العلماء بين الذكور والنساء حتى في العالم المتقدم؟
عن التفاوت في نسبة المخترعين؟
عن التفاوت في نسبة القادة السياسيين؟
عن التفاوت في نسبة أصحاب المناصب الإدارة العليا؟

لماذا لا أهتم بشؤوني؟
وأدع نساء مصر ونساء ليبيا ونساء السودان ونساء تونس ونساء الدنيا في حالهن؟

لماذا أصر على أن أقول رأياً يبدو غريباً وشاذاً؟ لا يهم إنني مقتنعة بمنطقيته وعدالته
لماذا يهمني أن يتمتع الآخرون بالعدالة؟ فأنا متمتعة بها 24 قيراطاً، وليذهب الآخرون للجحيم

لماذا؟
ربما لأنني مصابة بنوع غريب من العته يجعلني أتساءل عن مفاهيم من المفترض أن أقبلها كما استلمتها ولا أتساءل بشأنها مثل الأنوثة والرجولة جارة علي نفسي تهماً تبدأ: بـ "مسترجلة" ولا تنتهي بـ"معقدة"
وهذا بالرغم من أن "مسترجلة" ليست "سباباً" في رأيي، ولا كون الانسان "معقداً يعد نقصاً فيه، فقد قال المرحوم فرويد - بالاضافة إلى قوله أن المرأة تعشق ري الحدائق بسبب اصابتها بحسد القضيب - أن كلنا معقدون

ولا أتساءل عن ماهية تلك "الأنوثة" التي يفترض – على الأقل نظرياً – أنني أتصف بها
ولاأجادل فيها: "ما يقول لك المجتمع إنه الأنوثة هو الأنوثة"، صعبة دي؟

ربما لأنني مصابة بنوع سخيف من الغباء يجعلني أنشغل بما لا ينعكس عليَ بشكل شخصي
ربما لأن أمي أسقطتني على رأسي وأنا رضيعة فأصبت بعاهة جعلتني أهتم .... ليس إلا
أكان يجب أن تسقطيني على رأسي يا أماه؟

Thursday, November 10, 2005