Friday, April 07, 2006


بشروا حنان ألا تخاف ولا تجزع**********


حنان ترك لا تتوقف عن التفكير في الحجاب لحظة واحدة لإن الأعمار بيد الله. عنوان حوار تلفوني نشرته الدستور مع الممثلة حنان ترك في العدد الخامس والخمسون بتاريخ الأربعاء الموافق الخامس من إبريل 2006. حنان تخشى أن تموت حاسرة الرأس لئلاً تذهب إلى جهنم وجهنم حر معظم أوقات السنة ولابد إن حنان قد عرفت من إحدى زميلاتها الفنانات المستهلكات لشرائط الدعاة إن النساء أكثرهن حطب جهنم. حنان ترد على التلفون قائلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حتى تلقي في حصالتها أربعين نقطة وفي حصالة من يرد عليها ثلاثين نقطة. حنان فنانة نصف موهوبة، مرت بمراحل تطور "جسدانية" كثيرة منذ ظهورها قبل ما يقرب من خمسة عشر عاماً للتحول من شكل لا يعتبره أكثر الرجال مثيراً إلى "أنثى" مثيرة ويسهل متابعة ذلك في صورها في مراحلها المختلفة. في مجتمعنا تعاني الفنانات من الفصام أكثر من بقيتنا من النساء. فنحن، بالرغم من المعضلة التي تواجهنا كل يوم أن نكون جميلات وفي الوقت نفسه لا نظهر من أجسادنا أو تصرفاتنا أي شيء يمكن أن يؤدي لا سمح الله لانتصاب قضيب ولو عن غير قصد، مما أدى لتلك الظاهرة المضحكة من أغطية الرأس اللافتة للنظر بشكل يصرخ: "فصام فصام فصااااااااااااااااااااااام"، وظهور ألوان وأشكال وأنواع لا تفكر أي فتاة بسيطة المظهر في استعمالها، بالرغم من ذلك، لا نستطيع أن نقارن ما نعانيه بالضغط النفسي المفروض على الفنانات. فعملهن مهما كانت موهبتهن رهن بقدرتهن على أن يكن مثيرات لذوى القوة الاقتصادية وليس أن يكن جميلات فحسب، وذوي القوة الاقتصادية ومن يملكون هامش من الدخل يمكن انفاقه على المتعة الشخصية في كل أنحاء العالم هم في الأغلب من الذكور ولو كانت المستهلكات هن النساء .وفي الوقت نفسه يعد اسهال الفتاوى والدعاة الفنانات حاسرات الرءوس بالويل والثبور وعلى الوجه الآخر ينصبوهن أعالي المنابر حين تخرج علينا احداهن فجأة وقد اهتدت وغطت شعرها الذي استهلكته الصبغة والمكواة وكيماويات فرد الشعر وندمت أخيراً على ما أتحفتنا به من فن (وإن كانت خاصية التسجيل تظل تعذبنا للأبد. فماذا يعوضك حين تطل عليك بطريق الصدفة شمس البارودي أو عفاف شعيب أو سهير رمزي؟) . وعليه ففصامهن أكثر ظهوراً ووضوحاً من فصامنا جميعاً. أما ما يثير الدهشة فهو اقتناعهن تماماً واقتناعنا معهن بإن ذلك الإله الجالس على العرش محمولاً على ما لا عين رأت يمكن رشوته بكل بساطة بخرقة قماش. فهو إله أشبه بأمين شرطة، تضع خمسة جنيهات في جيبه فيسمح لك بالسير في الاتجاه العكسي. خرقة قماش تتحول بقدرة الأفلام السحرية إلى بساط علاء الدين حاملاً النساء إلى جنة الخلد حيث يتمتع الرجال بحور العين وتتفرج عليهن النساء غير محرومات من أزواجهن اللائي يملكونهن دنيا وآخرة (كلمة بعل تعني: مالك). ترى: لماذا يحتاج الله لكل ذلك القماش؟

لم يكن ذلك الإله أقل كرماً مع الرشيد بأي حال، فبالرغم من إن الرشيد لا يستطيع أن يدخل الجنة محمولاً على البساط السحري الذي تشتريه المذيعة من محلات ملابس "المتحجبة" كما يقول الشريط الصغير أسفل الشاشة، ولا يستطيع الرشيد أن يُفْيدْ في الدعاية "لشامبو الشعر المتغطي" فقد عوضه الله بأن جلب له كل ما يحلم به من النساء وأكثر: أيريد الرشيد زواجاً؟ فمثنى وثلاث ورباع. المزيد؟ فما ملكت أيمانه. المزيد؟ فلكل امرأة انظر ولا جناح عليك فهن الجانيات، فمازالت هناك من لا تغريهن فكرة رشوة الله. أما نزلن الشارع سافرات؟ أما نزلن السوق متعطرات؟ أما كشفن وسرن حاسرات الرؤوس؟ أما تحدثن بأصواتهن العورة؟ المزيد؟ حسناً، فحور العين في الجنة لا تفقد الواحدة منهن عذريتها أبداً ولا تفقد أنت قدرتك على الانتصابأبداً. لا يتوقف الخيال الإلهي عن الابداع

أما لذلك الإله من عمل آخر من عمل آخر إلا توفير النساء للرشيد؟

لا تنزعجي يا حنان ولا تجزعي، فإنما يَحْرُم عليك الحجاب، فكلنا اماء في بلاط الرشيد، والأمة حجابها معصية.