Monday, August 23, 2010

في النهضة الفكرية

"لنا في كل يوم مثل جديد ينهض دليلاً قاطعاً على أن الفتاة المصرية تساهم في النهضة الفكرية تمشياً مع روح العصر ونهضة الفكر. ولعل خير مثل ينطق بفوز الفتاة في هذا المضمار هو هذا الكتاب: "كتاب أصول الطهي"، الذي يشعرني بالاغتباط الكثير حين أتحدث عنه وحين أسعى لتقديمه لجيلنا الحديث
"
تقديم السيدة عائشة إقبال راشد عميدة المعهد العالي لمعلمات الفنون لكتاب "أصول الطهي" المعروف باسم كتاب "أبلة نظيرة"، الطبعة الثانية عشرة - 1979
أحياناً يتوجب عليك الوقوف على كرسي وإخراج رأسك من الشباك ولي رقبتك إلى الجهة الأخرى حتى تتمكن من رؤية امرأة تلعنها لأنها غير محتشمة

Saturday, August 14, 2010

وما قتل الهذيان أحداً


أذكر مرة وأنا أصغر سناً وبعد أن رأيت التركيب التشريحي لكل من النساء والرجال أن قلت للطبيب الذي كان يشرح أسرار الجنس لمجموعة المراهقين التي كنت بينها إنه ليس من سبيل لحدوث ما يدعون أنه الطريق لممارسة الجنس بين عضوين بهذا الشكل، ليس من طريق لتركيب القضيب المذكور في المهبل المذكور بالطريقة المذكورة. لم أقل له ذلك مباشرةً، إنما كتبته على ورقة من ورق الأسئلة، تلك التي كانوا يوزعونها في نهاية المحاضرات خصوصاً تلك التي من ذلك النوع لنكتب عليها ما يخطر لنا من أسئلة. تبسم الطبيب بهدوء وقال أن "الأمور تبدو كذلك" ولكن عندما "يحين الوقت" فإن "كل شيء يتوافق مع كل شيء". مرت أعوام كثيرة على عدم قناعتي بإمكانية التركيب الهندسي التكعيبي للرجال والنساء ولو في أي وضعية من الوضعيات المجنونة المرسومة في الكتب ولكنني اعتمدت على حكمة الجدات من "أن الناس بتعمل كدة من أيام آدم وحواء" وبالتالي فلابد أن "كل شيء يتوافق مع كل شيء".

احتجت أعوام كثيرة أخرى لأدرك أن "كل شيء لا يتوافق مع كل شيء" وإنهم كما هي العادة كذبوا علي وغشوني. لذلك لم يصبح من العجب أن أسمع أن كل زيجة تبدأ باغتصاب وكل علاقة بفشل يظن طرفاها إن أحدهما أو كلاهما هو السبب فيه دون أن نفكر إن تركيب الوضعيات الجنسية للعجب العجاب مثله مثل أي حركة رياضية جديدة، تجريب وتمرين وعند حسن الحظ إتقان ومثله مثل الأيروبكس يبدأ بأوجاع في الظهر والساقين وما بينهما.

لو واجهت مشكلة في التصديق جرب أن تتخيل جسم الإنسان كما تعرفه بشكل عادي، كما نراه في المرآة حين ننظر لأنفسنا وتخطى أو تخطي هذه الخطوة في حالة أن لم تكن رأيت انساناً عارياً من قبل أو على الأقل صورة تشريحية واضحة. القضيب متجه للأعلى في جسم الرجل في حالة الانتصاب والمهبل متمركزاً للأسفل في جسم المرأة. جرب أن تتخيل وضعية واحدة لا تتطلب أن يكون جسم أحدهما أو كلاهما في انبعاج ما أو ألم ما أو حالة أكروباتية ما. في كل الأحوال ينبغي ضغط القضيب المنتصب للأسفل وهو أمر في الظروف العادية مزعج أو توجيهه في اتجاه لا يتفق ما الاتجاه الطبيعي للمهبل أياً كان موقع أحدهما من الآخر للأعلى أو للأسفل. ليس من سبيل أن يتجه القضيب إلى داخل المهبل بشكل لا أكروباتي إلا بين رجل وامرأة بلا ساقين. كلاهما.

تتوقع المرأة أن تتألم عند الإيلاج الأول وفي الحقيقة هي تتألم عند الإيلاج الأول والثاني والثالث وبضع بعدها على الأقل. فالحل الوحيد المتفق عليه هو أن يستمر الرجل في الضغط على مكان في الأغلب لا يعرفه تحديداً حتى يصيب في لحظة ما ويبدأ نوع جديد من الضغط لأن الوضعية المستخدمة لن تؤدي لتركيب جزء ناقص في لوحة بازل، بل هو إقحام لقطعة لا تنتمي لتلك اللوحة أصلاً. ربما كان توقع الألم ذاك هو سر نجاح الكائن البشري في ممارسة الجنس. تبقى الأنثى تتحمل الألم الطبيعي من الضغط الناتج عن قطعتين هندسيتين لا تكلملان بعضهما البعض بأي حال حتى تنجح بعضهن بمعاونة بعضهم وقد لا تنحج الأخريات على الإطلاق في تبني إعوجاج أو حركة أكروباتية أو التواء مناسب يرهق الجسم كله ولكنه يضع المهبل أمام القضيب بشكل ما شريطة أن يتجه القضيب - المتجه أصلاً للأعلى - إلى الأسفل بشكل مائل باتجاه ظهر المرأة. كلمة واحدة: سكوبيدو.

أما نحن فالمثقفون. تخبرنا عقولنا وتلح علينا أنه يجب أن يتسق المرود والمكحلة من أول مرة. أليست هذه هي الطبيعة في أبسط حالاتها وأكثرها فطرية؟ ألا تفعل الحيوانات ذلك أمامنا في الشارع؟ أليس الأمر لو فشلنا في أن نستمتع وألا نتألم وأن نكون في قمة الانتشاء من أول مرة في حياتنا هو نقص في ثقافتنا ومعرفتنا ويشبهنا بالجهلاء؟ أظن إنني رأيت كل وضعية جنسية اخترعها الإنسان وليس في واحدة منها أي شيء طبيعي أو فطري أو يدعي إن رشق القضيب في المهبل في تلك الوضعية سيكون أكثر سهولة من تركيب قطعتين هندسيتين ثلاثيتي الأبعاد مرسومين بمسطرة. بنفس المسطرة.

والحيوانات؟ الحيوانات تستعمل وضعية واحدة تنطبق عليها نظرية القطع الهندسية لأن اتجاهات القوائم الخلفية للثدييات السائرة على أربع مختلف عنا. يبدو إن الهوموإركتس لما فرد ظهره أتعب علاقاته الجنسية.

لا أحد هنا يعلم الجنس لأحد، ولا أحد يقول لأحد شيئاً، نحن نعتمد على "الفطرة" أو نقول كلاماً فارغاً. ومن يقول أن الأعضاء الجنسية لم تعد مركبة لتتعشق في وضعها الطبيعي يهذي. وأنا هنا اليوم لأهذي. فلنقبل إن الفطرة خانتنا وإننا أصبحنا مضطرين للإبداع بدلاً من أن نظن إن بنا ما هو خطأ وبدلاً من أن يفحص كلنا نفسه أو يفحصنا الأطباء لأننا "ماعرفناش" وفي عرفهم كان لابد أن "نعرف" لأن "دي حاجة طبيعية، فطرية، هندسية" والألم؟ شيء طبيعي، أغشية ودم وخناق ، ممسكين بخناق أجسامنا لأنها ليست فطرية بما يكفي ولا تقوم بما يجب عليها القيام به. كل هذا مع عدم الأخذ في الحسبان أصلاً الفروق الطبيعية في شكل الأعضاء الطبيعية واحتمالات الأشكال اللانهائية في المدى الطبيعي للرجال والنساء.

المشكلة في هوموإركتس. كان لابد أن تتحرك أعضاؤه الجنسية بقدر ما انفرد ظهره ولكن يبدو إن الجنس لم يكن من أولوياته.