Friday, February 29, 2008

كلمة السر: "بعدين"
--ا



كنا نستعد أخيرا للعودة للمنزل، حين دخل الطبيب الشاب الأنيق ليسألنا سؤالا، بدا حتميا على ما يظن.

-
"شكرا ... بعدين"

"المفروض أقول لكم إنه أحسن دلوقتي من بعدين"





يبدو إن الطبيب الشاب الأنيق أصر أن يرى الوجه الآخر للأمور

- "يعني، كدة ولا كدة هتلاقوا نفسكم بتعملوها بعد أربعين يوم ولا شهرين، وإنتوا هنا في حموتها أحسن"

- "شكرا، مش عايزين"

أخذت الولد النائم تحت ذراعي ببعض القوة والإحساس بالخطر المحدق

- طيب، يبقى لازم أحذركوا ما تعملولهوش العملية إلا بعد ما يتم أربعين يوم""

أخرج عن أعصابي

- "اطمن... إحنا مش هنعملها له خالص"

- "هاها ... كل الأمهات والله بيكونوا خايفين وبناخد منهم العيال بالعافية، الظاهر إن دي أول مرة، بس دي حاجة بسيطة "خالص

يخطر ببالي أن تلك اللحظة هي الأنسب كي أوخزه بأي من الأدوات الطبية الموجودة حولنا بين ساقيه ليرى كم هي حاجة بسيطة و"خالص"، ويخطر ببالي أن أخبره إنها بالتأكيد ليست "أول مرة" أقابل طبيب نبيه زي حالاته: شاب وأنيق وفاكر نفسه عارف كل حاجة... الكاركتارات المغرية بالعبث في دماغها.

- "لأ، حضرتك مش واخد بالك، إحنا مش هنعملهاله خالص فعلا، مش خايفين وهياخدوا مننا العيال بالعافية"

يبدو عليه عدم الفهم والبلاهة العامة التي يتميز بها الأطباء حالما يواجههم أمر خارج عن سيطرتهم وغطرسة سلطتهم الأبوية وذلك التعبير الغير مصدق: "كيف يجرؤون؟"

- "يا مدام... دي نضافة عشانه"

آه... ده انت جاي لرزقك بقى، باعتبارنا في القرن الرابع للهجرة وما عندناش مية ولا صابون ولا "وِت وايبس" جونسون وجونسون.

- "أصل إحنا ناويين نحميه... بالشامبو"

- "لأ، طبيا و..."

لم أسمع شيئا بعد طبيا سوا "بلاه بلاه بلاه" كما يقول الفرنجة

فكرت أن أشرح للطبيب الأنيق إنه في أغلب الظن حمار لا يقرأ ولا يعرف سوى ما قرأه في "كتيب الاستخدام". فكرت أن أشرح له أيضا إنني لن أسمح لليهود أن يقرروا التقطيع من جسم رضيع أنا مسئولة عنه. إنما عدت وتذكرت: بالنظر لإنه حمار ولم يقرأ سوى كتيب الاستخدام ولا يعرف عن اليهود سوى إنهم أحفاد القردة والخنازير ... إيه احتمالات إنه يفهم؟ فكبرت، كما يقول الشباب الآن من سن الطبيب الأنيق "النظيف"

لا أعرف النقطة التي خرج عندها الطبيب الأنيق تحديدا، كان الولد ملفوفا بعمر يوم واحد يكاد لا يلاحظ لو طويت عليه معطفي وهم يريدون أخذه ليوخزوه بالإبر ويقصوا من جسده المنهك بالمقص، ويعذبون أيامه الأولى بالبول الحمضي السائل على جرحه المفتوح. آه يا جزارين يا مجرمين يا جهلة. ما تخافش يا واد، ولا حد يقدر يلمسك وأنا موجودة، أمال إنت فاكر إيه؟ لما تكبر ابقى قطع في روحك زي ما أنت عايز، إنما لحد ما تكبر لك عندي أسلمك لنفسك صاغ سليم.

خرجت وهو مازال ملفوف داخل معطفي ومرنا على الحضانة الملئي بالأطفال حديثي الولادة: نجل سناء أحمد على، نجل أول رشا محمد مصطفى، وتوأمه نجل تاني رشا محمد مصطفى، نجلة منى عزيز عبدالرحمن، نجل منة الله عمرو الكردي، نجلة تانية مريم عصمت مطر.... نعم، يُكَتب المواليد في المستشفيات بأسماء أمهاتهم - زي الدعاء كدة – ربما كانت تلك من الأمور المنطقية النادرة التي ستسير بسلاسة في حياتهم - يعني، يومين باسم أمهم مش حكاية، إلا بقى إذا ماتوا في الحضانة، هيبقوا عاشوا طول عمرهم يحملون اسم أمهاتهم.

وقفنا أنا وهو خلف الزجاج، كان متعبا بعد رحلة الولادة المزعجة ووجهه مازال متورما ومكدوما ولكنه منتصر رغم ذلك في معركته الأولى، بدا متباهيا في لفته البيضاء الصغيرة ذات النقاط المبعثرة بألوان كثيرة. ربما خيل إليَ إنه متباه. كدت أدخل لأعتذر للأولاد إنني لن أستطيع حمايتهم كلهم من الوخز والقص والتقطيع، وأعطي كل منهم قبلة بديلة عن الحماية. كلما نظرت إليهم ضغطته في لفافته أكثر. كنت أود أن أعده إن تلك هي المرة الأخيرة التي سيتهدده الجهل والقسوة فيها، ولكنني كنت أعلم إنها ليس كذلك، وإن هذه ليست سوى الموقعة الأولى ... فحسب.

رسم توضيحي للإزالة الجراحية لغلفة القضيب
(لا تشمل خطوات الشق الجراحي والقص)



35 comments:

محمد عبد الغفار said...

هذا شانك مع ابنك

اما انا فممن اعتبرتيهم جهال ، أجريتها لأبنى فى اليوم السابع لمولدة وفقاً لما انا مقتنع بأنه من صحيح السنه

كان يصرخ طيلة الأسبوع الذى سبقى العمليه وبعد ذلك ايضاً ولم الحظ زياده فى معدل الصراخ نتيجه لما فعلته به

أحمد said...

أنا مكنتش ناوى اعلق لانى الموضوع بصراحة اعقد من كدا صدقينى يا زبيدة

بس الاخ اللى فوقى دا مستفز جدا
ازى يعنى لم يلحظ زيادة في معدل صراخ
وحد قال لك يا حمار ان الطفل المفروض يصرخ؟

بعدين طبيعى جدا اى كائن حى مجروح وجرحه لم يلتئم خصوصا لو كان الجرح لا مؤخذة في بتاعه انه يتألم

انا مش فاهم ازاى الناس بجد بتتخيل باستمرار ان الطفل الصغير بما انه بيصرخ ع طول ومش عارف يتكلم
يبقي حلال نعمل فيه اى حاجة وهو مش حاسس بأى حاجة

أحمد said...

سؤال برده لزبيدة
امتى السن المناسب في رأيك اللى تسلمى له جسمه؟
وتفتكر ممكن يكون مبسوط لما يكتشف اختلافه عن اصحابه؟
دا بخلاف طبعا لو مرة بكشف حمامة في المدرسة
وراح يلعب مع واحد زميلته
انا مش ضد الموضوع بالعكس انا غير منحاز لختان الذكور بس كلها اسئلة بنحاول نفكر فيها مع بعض؟

DantY ElMasrY said...

ذكرياتى مع الموضوع دا مش عادية
بفكر اكتبها فى بوست بس هى تحولت مع الوقت لحكاية كوميدية جدا
فاكر تشجيع اهلى ليا وكمية العنب البناتى اللى كلتها يومها
وجدتى اللى فضلت ترقينى بالبخور مرتين يوميا لمدة اسبوع
قريتى فى الكتاب حكاية دينا بنت يعقوب مع حمور بن شكيم
اللى لاوى وشمعون مارضيوش يجوزوهاله رغم انه سمع كلامهم واختتن هو وأهله كمان
وليلة ماكنو لسه مختونين هجمو عليهم وقتلوهم واحد واحد
أيوة شمعون ولاوى ولاد يعقوب
صحيح يعقوب رفض تصرفهم وعتب عليهم
لكن الموضوع دا عاوز اناقشه بس بدون حساسية دينية
موضوع دينا وحمور بن شكيم

^ H@fSS@^ said...

على كل الاحوال الف مبروك
يتربى في عزك

مراقب مصري said...

برافو عليكي

تحياتي
طبيب سابق

على باب الله said...

you did the right thing .

زبيدة said...

محمد عبد الغفار:
"لم ألحظ زيادة في معدل الصراخ"

الغرض من الجملة دي إنك توصل فكرة ماإن الطفل لم يتألم من قطع جراحي؟
مافيش سبب وجيه يخلينا نعتقد ده، يعني لو طفل اتعور في ذراعه بسكينة مش هيتوجع؟ ليه؟
فيها شوية انكار الحكاية دي، ولا إيه؟

اليوم الثامن عادة يهودية، لا علاقة لها بالسنة، حتى لو سلمنا بالختان كسنة إسلامية فلا يوجد ما يحتم اجراؤه لحديثي الولادة، يستطيع الذكر الناضج أن يتخذ قرار مستقل فلا يضيع على الأقل ثوابه

لم تلحظ زيادة في معدل الصراخ!
على أي حال اليوم السابع أو الثامن على عادة اليهود ليس عادة حميدة، لإن كبد الطفل لم يصل بعد لتصنيع مجلطات الدم بكفاءة، والنزف من أهم مضاعفات ختان الذكور - بالاضافة للتلوث، هذا لو لم نعتبر "الألم" أحد المضاعفات، فاحمد إنها "جت سليمة"

زبيدة said...

أحمد: أنا بأفكر معاك في نفس الأسئلة، إنما الفكرة إني مش بأفترض إني هأحلها بالختان، بل بأفترض إني مفروض أحل المشاكل دي كيلا أعرض الطفل لمشاكل بسبب كونه غير مختتن

واحدة فواحدة:
أنا أعتقد إن السن المناسب كي يتنحى الأهل عن حياة ابنائهم هو من أصعب الأسئلة، لإنه لا يوجد انسان شبه آخر ولا عمر قاطع محدد. عندنا فحسب بعض المعطيات:
1- اكتمال النمو الذهني والجسماني ينتهي بسن الثامنة عشرة

2- القانون يعطي الحقوق الكاملة بسن الثامنة عشرة (طالما إنك لست فتاة :))

3- يستشعر الأهل الحكماء الوقت المناسب للتنحي "الكامل" عن حياة أبنائهم

بعيدا عن تلك المعطيات فرأيي الشخصي هو إن هذا "التنحي" يحدث بشكل تدريجي، وقد يتراجع أو يزداد حسب قدرات الطفل. أجمل ما قرأت في هذه المسئلة هو حكاية الطائرة الورقية التي نطلق لها الخيوط، أحيانا تشد هي الخيوط وتطير وأحيانا تعود إلينا فنضطر للم الخيط والمحاولة مرة ثانية، حتى تطير من أيدينا تماما.

أنا مع التنحي عن حياة الطفل بأسرع مرحلة ممكنة، والتمسك بدور المساعد أو المسند المؤكد في أي مشكلة.

أما بالنسبة لحالة الختان، فبغض النظر عن العمر، هو بالتأكيد ليس قبل أن أعطي الطفل الحق في اختيار وجباته بنفسه :)

زبيدة said...

أحمد:
"تفتكري يكون مبسوط لو اكتشف اختلافة عن أصحابه؟"

لأ. مبسوط كلمة كبيرة. بس مش دي نفس المعركة إل هيخوضها لو قرر إنه بيحب يقرا بينما أصحابه مش بيطيقوا القراءة وبيحبوا يلعبوا كورة؟
نفس المعركة إل هيخوضها لو قرر إنه مش عايز يكون عنيف ولا يحل مشاكله بذراعه؟
نفس إل بتخوضه أي بنت مختلفة عن زميلاتها أو عندها طموح "غير أنثوي"؟
أنا شايفة إن الاختلاف معركة هيخوضها - خصوصا في مصر - أي طفل ذكي شوية أو حساس شوية أو انسان شوية - وحلها في جميع الحالات هو الأهل المساعدين إل هيفهموه الدرس إللي هيعيش به طول حياته: "الاختلاف مش مشكلة، فيه معاناة، وفي الآخر هو اختيارك ولو أردت التماهي والاستراحة فهو اختيارك أيضا"
تمر بنفس المشكلة أي فتاة يختار أهلها عدم تعريضها للتشويه الجنسي.

"كشف حمامة"؟ أظن إن ده مشكلة سواء كان الطفل مختن أو لا :) وحدوثه يتطلب معالجة في كل الأحوال!

وبعدين زميلته لو خبرة كدة في شكل القضيب تبقى جامدة قوي عليه. على أي حال القضيب - بعد النمو - يقترب شكله أكثر من القضيب المختن لإن رأسه المتنامي يفسح الغلفة، والرأس يظهر بشكل طبيعي عند الانتصاب، كل ما عليه هو أن يقول لصاحبته هو إنه صاغ سليم، وإن هذا الغلاف يجعله يحس بها أكثر.

على فكرة تشوهات القضيب وتغيرات لونه من أشهر التغيرات غير المؤذية في القضيب ويقيم بها الذكور علاقات كل يوم.

بس برده أنا شايفة إن مربط الفرس هو إن الطفل يكبر في كل شيء على إنه هيكون مختلف في حاجات كتير ومافيش مفر من ده لأن عموم الدنيا مش لطيف للدرجة دي.

إنت شايف إن التشابه مهم لصحة الطفل النفسية؟ لو طفل أنا مسئولة عنه طلع شبه الناس إل ماشية في الشارع سائرون نياما سأنزعج جدا!

زبيدة said...

دانتي المصري:
أنت إذن من الذكور المصريين القلائل الذين يتذكرون الختان! طبعا لازم تكتب تدوينة!

أول مرة أسمع موضوع العنب البناتي

أول مرة قرأت قصة دينا فزعت جدا من كمية العنف والدم التي فيها وكرهت اسم دينا إلى الأبد (مع الاعتذار لكل دينا) - مع إنها لم يكن لها ذنب حقيقي في القصة.

زبيدة said...

مينا ذكري:
هاها. وبتشتغل إيه دلوقتي؟
يا قلبك. تضيع سبع سنين على الأقل من عمرك وبعدين تقول سابق؟

مراقب مصري said...

أنا حاليا أعمل في مجال حقوق الإنسان
وقد استقلت - حضرتك - من وزارة الصحة لما لقيت نفسي باشتغل كطبيب تخدير لمدة اتناشر ساعة يوميا وباخد 180 جنيه في الشهر وكان بييجي عليا وقت أمشي من بيتنا في شبرا لحد المستشفى في العباسية!! فبالطبع صعبت عليا نفسي أكتر ما صعبت عليا السبع سنين... وبعد القرار تم ما يشبه "تكفيري" من قبل الجميع... بس دي قصة أخرى طبعا
:)
تحياتي ليكي وربنا يفرحك بيه

زبيدة said...

مينا ذكري:
برافو عليك - حقيقي. مافيش حاجة أسوأ من إننا نكمل في شيء روحنا مش فيه لمجرد إننا بدأناه!ا

النزول من القطر قبل المحطة أفضل من الوصول لمحطة مش عارفين جيناها ليه

مراقب مصري said...

مرة تانية بقى - لما تيجي مناسبة - أبقى أحكيلك على قصة نزولي من قطر "الدين بالوراثة"... وما الدنيا إلا قطر كبير
;)

shiro said...

يتربى فى عزك يا زبيده. وزى ماقلتى دى مجرد الموقعه الأولى .. ياللا بأه شدى حيلك

كنت ناوى أشكرك "بالنيابه عن إبنك" بس لقيتها واسعه حبتين .. يعنى مين أنا عشان يتكلم عنه و عن حياته رغم أنى معرفتش إنه موجود إلا لما قريت مدونتك ؟

بس خلينى أقول رايى بصفتى واحد فكر فى السؤال ده : لما يكون عندى إبن , هل هأعرضه لطقوس الخنان ولا لأ ؟ و ليه ؟ زى ما إنتى قلتى إحنا دلوقت الحمد لله عندنا صابون و شامبوه وغيرهم إللى ممكن يضمنوا نضافة أى حد و أى حاجه (مع إفتراض معرفة الإستخدام الصحيح طبعا :) )

قرارى الأخير كان زى قرارك : أنا هسيب أولادى زى ما ربنا خلقهم.

مش بس عشان المخاطر الصحيه و الألم الغير مبرر و عدم الجدوى بس الأهم هو سبب فلسفى شويتين ...

جسم الإنسان كامل و جميل زى ما هو و لحد آآخر طرطوفة جلد :) و أولادى مش محتاجين لتعديل أو "قصقه" أو "تأييف" من أى جراح

ملحوظه هامه : كلامى السابق عن ربنا و خليقته و عن "القصقه و التأييف" مش مقصود بيه أى إستهانه بمشاعر الآخرين الدينيهز أنا بس باقول رأيى

زبيده : سؤال سريع .. طبعا ختان الإناث مرفوض تماما(مش محتاجه سؤال) طب ياترى خرم ودان البنات عشان الحلق ؟ ياترى رأيك فيه إيه ؟

ايمان said...

زبيدة
هذه أول مرة اعلق فيها علي مدونتك
أنا ايضا طبيبة سابقة، لكن الإستقالة جاءت بعد الدراسة في فرنسا للتخصص في مجال دقيق، و عند العودة لم أستطع قبول فكرة أن أكون ترس في عجلة التخلف و النفاق و استغلال المرضي، المهم أنني عند العودة لم أجد بلدي التي اعرفها و احبها، وجدتها مسكونة باشباح بشرية و مسوخ مهووسة بتغطية جسد أي كائن مؤنث و لو كانت طفلة بريئة، أنا لم أختن بنتي و لم أعرضها في صغرها لألم وخز اللأبر لتكسب قرطا ذهبيا، فلتفعل هذا بإرادتها
لكنني اليوم أقف مذهولة من كم الارهاب الفكري الذي يمارسه المجتمع و الاعلام الجاهلين معا و الصحافة الرديئة و المدرسين المتخلفين في فصول المدارس الحكومية و كل هذه الجوقة من الشيوخ المفزعين الذين لا هم لهم الا الهوس المرضي بجسد النساء الذي لابد أن يكفن، كأن الله عندما خلق البشرية لم يقلقه إلا هم واحد و هو تغطية شعر رأس المراة و جسدها
هل رايتم الطفلة الصغيرة نشوي أمس في برنامج علي الهواء مع جمال عنايت، حلقة 9 مارس، هل رايتم أبيها و كم هو مفزع، و كم كانت الطفلة واضح عليها كم القهر و العنف الفكري الذي جعلها تتحجب و هي بعد طفلة في ابتدائي، هل رايتم كيف كانت نظراتها و كيف بكت بدموع مقهورة، إن منظر أبيها بجانبها لا أعرف لماذا ذكرني بمشهد الهام شاهين في فيلم أيام الغضب، و أبوها يدخل بها مستشفي الأمراض العقلية، ساحبا أياها بحبل بعد أن جنت تماما، و بعد أن كان سببا في جنونها قهرا تحت وهم الزواج الحلال و هو تخريجة دينية لبيع ابنته كجارية جنس لثري عربي
لهذا الحد تطابق في نظري المشهدين، الكل يرهب بأسم الدين، الكل ينظر لأبنته، أو أية امرأء في دائرته علي كونها مجرد عورة كبيرة
لم تعد بلدنا لم يعد وطننا
و كأنها مش مصر

ألِف said...

هاها..أنا دالوقت افتكرت فلم عصابة حمادة و توتو، لما خدروا الجواهرجي الأرمني العجوز علشان يسرقوه، و كانوا قايلين للدكتور أنه جاي يختن.


"أنا شايفة إن الاختلاف معركة هيخوضها - خصوصا في مصر - أي طفل ذكي شوية أو حساس شوية أو انسان شوية"

مش بس كدا، دا لو شعره ناعم كمان هيخوضها :)

مرجانة said...

الف مبروك و حمدالله على سلامتك يا زبيدة
والحقيقة من المسلمات التي تتسلل دائما و تصير دينا او ربما اقوى من الدين هو الختان الذكوري و الاناثي ايضا وان كان الذكوري اقوى
فقد جري العرف - وهو دائما يجري بالمناسبة - ان الولد لازم " يتطاهر " و أم المطاهر - لابد ان تتقي شر الحسد على ايه ؟ مش فهمه
وانا كنت بصدق و اشوف كل مسلم به وقد ارتدي ثوب الدين
اخيرا و ليس اخرا
اشكرك انك نبهتيني ان الولد ممكن يبقى طاهر بدون ان يتطاهر
واننا لازم نسال على كل موروث و مسلم به
ولو اننا هنتعب و هنخوض معارك كثيرة اوي زي ما قلتي للدكتور -سابقا - مينا
تحياتي
مرجانة
على فكرة ياريت تشرفيني بزيارة مدونتي

arabesque said...

مبروك وحمد الله على السلامة

ملك said...

مش عارف الصراحة يا زبيده بس اللى قريته عن الموضوع ان فيه دراسه اتعملت فى 2005 فى كيب تاون بواسطه مجموعه دكاتره فرنسيين ان الختان فى الذكور بيقلل احتمالات الاصابه بالايدز بنسبة 65% و كمان بيقلل من الاصابه بعدوى الجهاز البولى و سرطان القضيب و ده علشان المنطقه الجلديه اللى بيشيلوها ده الخليا الموجوده فيها بتتأثر اكتر

يعنى الموضوع مش مجرد موروث دينى انا اصلا مش متخيل ان الناس بتتكلم فى الموضوع ده تحت اسم الدين يعنى اللى ميعملش ختان ده كافر كماتعلمون يعنى و لا ايه
يالا سلام

زبيدة said...

ملك: مش عايزة أدخل في مسألة تقييم الدراسات الخاصة بالختان لإن مافيهاش ما يثبت حاجة لما بتتوزن كلها مع بعض، إنما خلينا نفكر في النقطة دي: بفرض إن ما تقوله تلك النظرية صحيح مئة بالمئة:

"الختان فى الذكور بيقلل احتمالات الاصابه بالايدز بنسبة 65% و كمان بيقلل من الاصابه بعدوى الجهاز البولى و سرطان القضيب و ده علشان المنطقه الجلديه اللى بيشيلوها ده الخليا الموجوده فيها بتتأثر اكتر"

(هو مش بالضبط علشان الخلايا إنما علشان السائل المفرز منها: السمجما - التشحيم الطبيعي للقضيب - متهم بكونه الوسيط في نقل تلك الأمراض.)

أولا: لا يوجد ما يحتم اجراءها في الطفولة. لو أراد شخص ما الاقتناع بإزالة جزء صحيح من جسده فليفعل وهو بالغ. فالأطفال لا يمارسون الجنس ولا يصابون بسرطان القضيب.

ثانيا: هل الوقاية مبرر لإزالة عضو صحيح من الجسم للمجموع العام للناس؟

ما رأيك أن تزيل النساء ثدييها اتقاء لسرطان الثدي؟ ما رأيك في إزالة إحدى الخصيتين اتقاء لسرطان الخصية (وهو من أعنف السرطانات وأفتكها في صغار السن) خفضا لفرص الإصابة للنصف ودون التأثير على القدرة الجنسية والإنجابية؟ (معروف إن الرجل قادر على الحياة الجنسية والانجابية الكاملة بخصية واحدة). ما رأيك في إزالة مبيض من مبيضي الإناث تحقيقا لنفس المنفعة؟ (وكلها عمليات تجرى ببساطة في يوم واحد وبالمنظار وبلا ألم يذكر). ما رأيك في إزالة الأسنان الطبيعية والاستعانة بأسنان صناعية تجنبا للبكتيريا التي لا مفر منها في الفم والتي تربطتها دراسات حديثة مفزعة بتصلب الشرايين وأمراض القلب وإصابة جهاز المناعة بالجنون المزمن؟

الإجابات ليست سهلة، ولكن على أي حال، ليس سن يوم ولا 40 يوم ولا 10 سنوات هو الوقت المناسب لاتخاذ مثل هذا القرار الذي لا رجعة فيه

مراقب مصري said...

الله ينور عليكي

مراقب مصري said...

ومن تاني أؤكد
بلاش نلعب بالعلم ونحط نظريات تثبت ما نؤمن به

السبب الأول وأعتقد أنه الوحيد لإجراء جراحة ختان الذكور هو الدواعي الدينية فقط لا غير وبقية "الأسباب" التي يدعون أنها طبية هي سفسطة مطببة وأفشخنات تتمسح بالعلم ولا علاقة لها لا بالعلم ولا بالطب

تحياتي من جديد

محمد عبد الغفار said...

أشكرك لطرحك الهادئ لوجهة نظرك

قد يكون التعبير الذى طرحته جافاً جفافاً مطلقاُ واعتذر ان كان قد أثار جفافه استيائك

ما كنت اعنيه ان الطفل يتالم لأسباب كثيره جداً لا نستطيع فهم اغلبها ومفهوم طبعاً انه يتألم من الجرح الناتج عن عملية الختان ولكنه الم من ضمن ما يتالم ولا نستطيع وقفه او حتى فهمه فلا ضير من وجه نظرى فضلاً على انه يتألم ايضاً عند استبدال اسنانه اللبينه مثلاُ فهل نوقف استبدالها رحمة به ، القصد ان تجربتى مع ابنى لم تفيدنى بما يجلعنى اقر بعكس قناعتى وقد اكون محظوظاً فى ذلك كما ذكر والحمد لله على كل حال

بالنسبة لنقطة مجلطات الدم كعادتى لا اقدم على شئ مشابه قبل استشاره طبيب وذكر المستشار وقتها (وهو ليس سلفى او ما شابه فقط مجرد طبيب) فأفاد انه حتى اليوم السابع تكون مجلطات الدم التى اكتسبها من الأم لا تزال تعمل بكفائة فاما بحد اقصى يتم عملها اليوم السابع او الأنتظار بعد اربعين يوماً على الأقل حتى يكون كبده قد بدأ فى تكوين مجلطاته الذاتيه

بقى جزئية اخيره وهو انى قد اكون بالطبع مخطئاً فى قناعتى بكون الموعد والحدث نفسه سنه ولكنها قناعتى الى ان يثبت العكس وتجربتى التى نجحت واردت ان اشركك فيها

ملك said...

"هل الوقاية مبرر لإزالة عضو صحيح من الجسم للمجموع العام للناس؟"

فعلا عندك حق و الله ينور عليكى فعلا

Michel Hanna said...

بوست رائع حقيقي.
قطعة أدبية رفيعة.
تحياتي.

المتحنظل بأمر الله said...

يبقى الختان سنة وليس واجب ...

عماد said...

أهنيكى على قرارك الصائب
أنا كتبت عن الموضوع دا أيضا
http://somethingforthesoul.blogspot.com/2008/05/blog-post.html
الدين الإسلامى منه برىء و ما ينسبونه للرسول من اقوال شفهيه كتبت و لا علاقه له بها هى السبب

hana zain said...

بصي

انا من ساعة ما دخلت المدونة و قريت اللي كتبتيه مع تحفظ هنا او اختلاف هناك
كنت عاوزة اقولك اني بحترم الست او بمعنى اشمل الانسان اللي بيستخدم عقله في التفكير و التحليل و الوصول لقراره

كنت عاوزة اقولك اني احترمت جدا كلامك عن التربية و انفصال الاولاد عن اهلهم في مرحلة ما و يا ريت تكون قريبة

و بساند الراي دا جدا في التربية عن تجارب منها شخصية و منها من اللي بشوفه حواليا في المجتمع

كنت كمان عاوزة احكيلك عن شئ من تجربتي كأبنة لاب رائع ما فرضش الصلاة و لا الحجاب و ما طرحش الدين كقناة واحد وحيدة في الحياة

ما فرضش اي ادنى قيود في التعرف على العالم حواليا مع ان مجتمعه بيشجع على كده (والدي خليجي من مجتمع متحفظ)و مع كل دا ادى في نفسه مثل اعلى في تطبيق ما يعتقد بيه اعتقد و مارس دينه في حدوده كأنسان مؤمن بالانسانية و الديانات السماوية و ما فرقش بينهم

و كنت ها قولك انك و انتي بتحكي عملت حاجة بعملها بيني و بين نفسي اني احط نفسي في مكان الشخص اللي بيتكلم و اشوف يا ترى تصرفي الطبيعي ها يكون ايه و لقيت مشاعرك طبيعية جدا و مفهومة جدا لام لسه معدية بألام رهيبة قبلها بيوم و اكيد ها تكون مشفقة على ابنها من اي قسوة جراحية حتى لو كان المبرر ليها مصلحة او اتبعا طقس ديني

انا اسفة و انا بكتبلك دلوقتي تذكرت جمال امي لما اصبت بدمل لحجم البرتقالة في فخدي و كانت واقفة جمبي بتشوف لحم بنتها الحي بيتقطع و يتفتح قدام عينيها و جرح رهيب لكن تشوف الجراح و ترجع تبصلي بابتسامة مطمئنة و هيه ماسكة ايدي و تقولي لا يا شيخة دي حاجة بسيطة خالص

الله يرحمها و يغفرلها يا رب

ارجع للي كنت عاوزة اقوله

فكرت يا ترى لو كنت مكانك و انا بقول على حسب اعتقادي في نفسي اني عاوزة ادي لاولادي لما ابقى ام ان شاء الله الحرية بمعناها الشامل و هو تحمل المسؤولية عن نفسهم و عن قراراتهم و اختياراته مع تعليمهم حاجة بسيطة "الاختيار المستنير" a well-informed decision

ها قول لابني او بنتي اقري و اتعلمي و افهمي و بعدين خدي قرارك اقري مع و ضد مع اتاحة كل الفرص المناسبة ليهم للتعلم زي ما والدي ربنا يجازيه كل خير عمل معايا

و كنت عاوزة اتكلم معاكي و مع المعلقيين و المعلقات عندك عن تجربتي مع الحجاب على الهامش الل ما كانش فرض عليا من اسرتي باي حال من الاحوال

و اه كنت كمان لما فكرت في موضوع ختان الاولاد و يا ترى لو حصل في المستقبل و اتحطيت في موقفك ها تصرف ازاي؟ هل ها قوم بالختان كطقس من طقوس دين انا معتقدة بيه و لا ها عمل ايه؟ و قولت في نفس يبقى اقرى

اعرف جزور الموضوع و افهمه علميا و دينيا و اقرا مع و ضد و اخد وقتي و قراري

و فكرت ان لو خلال بحثي و قرايتي اكتشفت ان الموضوع دا ها يجنب ابني مشاكل صحية خطيرة ممكن تحصله في المستقبل يا ترى ها قدر اتغلب على مشاعري الامومية الحاضنة الحامية و ها قدر اقف وقفة ام شجاعة و امسك ايد ابني و استحمل اشوفه و هو بيبكي و لا لا؟
حتى لو ما شكرنيش على اللي عملته و ما فهموش في يوم من الايام
تساؤلات بفكر فيها و عارفة اني مهما فكرت و جهزت للموقف التصرف على ارض الواقع مختلف تماما عن تخيله بشكل مثالي

كان عندي تحفظات و انا بقرا التعليقات و اعتقد انتي كمان و رديتي و ناقشتني و عجبني كلامك عن الاستاذ محمد عبدالغفار اللي كان مقياسه لصحة الموضوع من عدمه هو معدل بكاء الطفل و اسمحيلي اضيفله ملحوظة صغيرة غالبا حضرتك ما سمعتهوش و هو بيبكي بكا زيادة عن المعدل لان امه شالته و راحت بيه اوضة تانية!!! لكن كمان احترمت
المعلق او المعلقة اللي قالوا في اول تعليقهم انا ما اعرفش اذا كانت المعلومة صحيحة ولا لا لكن ادي بحث علمي اتكلم في الموضوع

اتعلمت من حياتي و شغلي ان راي واحد مش كفاية لاتخاذ قرار لكن دا كان بالنسبة لي بداية صحيحة و يا ربت المعلق او المعلقة يديونا اللينك للبحث ان كان متوفر عنده او يللا كلنا ندور و نجيب معلومات و ليه لا

وجهة نظري في التدوين ان هيه دي فايدته المشاركة الانسانية و الحياتية مع البني ادمين اللي حوالينا مرة نتعلم حاجة جديدة و مرة نفكر في حاجة بشكل مختلف و نوسع مدارك

و قرأت تعليقك و حسيت بخلل في ما توسمته فيكي من القدرة العقلية على وزن الامور

لما قلتي

هل الوقاية مبرر لإزالة عضو صحيح من الجسم للمجموع العام للناس؟

دا كان بالنسبة لي تساؤل غير دقيق شوية لان احنا بنتكلم عن ازالة غطاء جلدي من على العضو الذكري و ليس ازالته بشكل كامل

كان تساؤلي في النقطة دي كان ها يكون ايه وظيفة الغشاء الجلدي دي؟ وجوده بيعمل ايه؟ عدم وجوده بيعمل ايه؟ هل في ابحاث كفاية بتوزن و بتقيس الموضوع دا؟ و برضة انا مش بقول اخد قرار عن حد

و ليه ما نعلمش اولادنا ازاي يبحثواو يسألوا و يكون عندهم حرية و مسؤولية القرار

و بعدين ما تلى التساؤل دا من امثلة ذكرتيها عن ازالة احد الثديين و ازالة احد الخصيتين علشان نطبق القاعدة اللي ذكرت في البحث يدام الموضوع كدا
في تقيمي دا كان حديث انفعالي مش علمي

كان عندي تساؤل في البحث دا ان ازاي مثلا دا بيحمي من الايدز؟ هل فيه حاجة في طبيعة الفيرس دا انا ما اعرفهاش؟ اتعلمها و ليه لا؟ انا مثلا عندي تصور ازاي ان الختان للاولاد ممكن يحمي من التهابات المسالك البولية و ازاي ان استخدام الشامبو و المنظفات في المناطق الحساسة دي ممكن يزود الاتهابات مش يقللها

\\الغرض ان قبل ما انفي حاجة و احطها على جنب و اقول ان دا ينفع و ما ينفعش


اكون فاهمة كويس انا بقول ايه و

بقوله ليه

و دا اللي كنت عاوزة اقولهولك و ابدي تحفظي لكن برضة فكرت بأن انا ليه مضايقة اني قريت حاجة حسيت انها انفعالية مش تحليلية في كلامك و ليه بحكم على كلامك؟ و ليه غجبني عقلك في لحظة و في لحظة تانية بنكر عليكي كلام شايفاه دفاعي مش مسنود بشكل علمي؟

و بنكر عليكي انفعال عاطفي ليه؟ هو انتي مش انسانة زي ما فيها العقل فيها العاطفة و الخوف و التحيز في بعض الاحيان؟ م كل الناس بتزهق من العقل و كل الناس بتسهى عن العقل و كل الناس بطنش العقل ساعات

لكن في العموم

ليكي الاحترام و التقدير

و فكري

عماد said...

نقلت أجزاء من هذا البوست الرائع فى هذا العنوان
http://www.facebook.com/topic.php?topic=6730&post=25179&uid=40064321332#post25179
لكى يستفيدوا من فكرك و ربما أفاد هذا فى حماية أطفال لا تعرفيهم بعد أن يقتنع أهلهم بعدم القص منهم
و أشرت فى النقل إنى اخذت منك

Marwa Rakha said...

من بتاع 15 سنة قال الشيخ فى درس دين ان النبى محمد لو تكشف عورته على حد و انه سيدنا جبريل هو اللى طاهره

سالت بحسن نيه ازاى و فين الآيه أو الحديث

اتعصب الراجل و طردنى و من يومها طلع لى مخ

Kareem Roshdy said...

المشكلة ان اللي بيتكلم مش فاهم .
اولا عمر ختان الاولاد ما كان بيعمل اي نوع من التشوه عند الولد ولا نفسيا ولا شكليا. دا بالعكس انا دي شياكة .
لا مؤاخذة يعني شكل القضيب بعد الختان بيكون في منتهي الشياكة.
..................
تاني حاجة بقي ختان الولاد طهارة وحماية من امراض كتير .
..................
تالت حاجة بقي وده الاهم طظ في الام الجاهلة وبكرر تاني ( الجاهلة ) اللي فاكرة نفسها ناصحة وتقول انا مش هختن ابني عشام مش هستحمل اشوفه وهو بيعيط .
مه عيط وانتي بتولديه مكنتيش تولديه بالمرة بقي .

.................
رابع حاجة بلاش نقلد الكلام اللي بنسمعه من الغرب تقليد اعمي والا هنلاقي نفسنا بعد كام شهر بناقش جواز الشواذ وهتلاقي ناس تدافع عنهم وتطالب بصدور قانون يحميهم .

.........
وانا بقول اهه انا هختن ابني وهختن بنتي كمان لو كان الحجم عندها يستحق الختان.

واثق الخطوة said...

شكراً لك

\راح تستفيد من ها الروابط كثير ادخل عليها

سماء روحي
منتديات سماء روحي
منتديات
خواطر
البرامج

Unknown said...

👍😃