الحرس الجديد وأمراض الذكورة*************
قلت هذا الكلام هنا
وبالرغم من إنني - ولضيق الوقت - متجنبة الدخول في موضوعات "ساخنة" ، وسعيدة إن المدونة زوارها في الأغلب من الناس الطيبين فقد عجزت عن احتمال هذا الكم المهول من تحقير النساء، سواء الفتيات أنفسهن أو ما ورد في التعليقات لاحقاً. أكرر : لا تهمني كثيراً مسألة الحرس القديم ولا أظن إن لها علاقة كبيرة بالموضوع. حتى متى ستظل المرأة بشكل عام "ملطشة" لكل أحمق؟ بالصدفة لا تنال التدوينة إلا من مجموعة من الفتيات تحت ادعاء حراسة كيان مجهول لهن يسمى "الحرس القديم"، لا يعرفه أحد حتى هذه اللحظة. وكالعادة لا يتحدث المتحدثون عن "فكرهن" أو "ما يكتبن" إنما يبدأ "التلويش" فيهن باعتبارهن نساء وباعتبار أجسادهن وسلوكياتهن هي "الملعب". وعلاء، ولإن زوجته معروفة، لا تسلم من التعريض لها أيضاً من جهة كونها أنثى وللحظ السعيد يعتبر ذلك "سباباً" لعلاء نفسه. عجزت حتى عن إيجاد "نقد" واحد موضوعي أو حتى غير موضوعي لفكرهن الذي والحق يقال لم يتم التعرض له تقريباً أصلاً، ولم أعجز عن إيجاد عشرات السباب فيهن "كنساء". دراسة، دراسة بجد في الفكر الذكوري.
لضيق الوقت أيضاً أشك في قدرتي على الرد على تعليقات هذه التدوينة، فاعذروني، وأهلاً بكم قارئين ومعلقين، سواءاً وجدتم وجاهة فيما أظنه السبب الأكبر لكتابة تلك التدوينة الغريبة أو اعتقدتم إنه أسبابي مبالغ فيها. آه، ومرحباً أيضاً بمن سيسبون جنابنا باعتبارنا "أنثى". يا أهلاً برضة، فمزيد من الاثباتات لنظريتنا.
تاني: كُتِبَ هذا التعليق هنا:
(الخط الأحمر المائل نص تعليق سبق تعليقي واخترته كمثال "توضيحي" لما يحفل به - كما ذكرت لاحقاً - لتجميع بديع لأمراض الذكورة)
"آه والله نسيت أقولك على حاجة يا خول:
شيل صور مراتك من على الموقع بتاعكو قصدى صورها وهى بالمايوه أصل فى ناس كتير
بيضربوا عليها عشرات نكاية فى كوسين أمك
:)))))"
التدوينة دي بتعليقاتها "دراسة" في الذكر المصري، عفواً مش هأتكلم عن الحرس القديم ولا الجديد والموضوع ما يهمنيش كتير .هأتكلم في ملاحظة جانبية
أولاً: التدوينة نكاية في مجموعة من الفتيات يكتبن ببعض الحرية عجز كاتب التدوينة وكثير من المعلقين ورائه عن احتمالها على ما يبدو، على الرغم من إن المدونات تحفل بذكور يكتبون بمنتهى الحرية ولم ينلهم ما نال الفتيات في هذه التدوينة. يبدو إن جزء من المشكلة في كونهن فتيات. ولا أظن إن مسألة "الحرس القديم" لها علاقة بالموضوع أكثر من "تحبيشه". فملاحظتي إن معظم زوارهم من حديثي العهد بالتدوين، وروابطهم ليست موجودة بكثرة لدى مدونين بدءوا في السنة الأولى لعهد التدوين، على عكس "إبليس" مثلاً الذي تجد رابطاً له لدى معظم مدوني السنة الأولى وهو يكتب بشكل "حر" هو الآخر على ما أعتقد. أم لعلك تقصد شيئاً آخر بالحرس القديم. لست أدري وكما قلت لا يهمني الموضوع كثيراً. ما أردت قوله إنني أظن إنهن تعرضن للانتقاد جزئياً لإنهن فتيات ولو كُنَ ذكوراً لكانت معاملتهن اختلفت كثيراً.
فالمزة المصرية مثلاً تنال عظيم الانتقاد بينما لا ينتقد "المز المصري"، نعم هناك فتى يكتب بهذا الاسم:
mozz1.blogspot.com
والذي قص بمنتهى الصراحة. مغامرته مع رجل آخر بالاضافة لمغامراته النسائية المتعددة، على عكس المزة التي تحكي بمنتهى البساطة عن علاقتها بفتى واحد. معظم المعلقين لدى المزة المصرية أيضاً من حديثي العهد بالتدوين أو زوار مجهولون ونادراً ما يعلق لديها أحد من مدوني السنة الأولى وعجزت عن إيجاد رابطها لدى معظمهم، التدوين عمره ثلاثة أعوام إلا نيف، ولا أظن وصف "الحرس القديم" ينطبق على أحد غير من مدوني السنة الأولى - هذا على الأكثر. وكان عددهم محدوداً جداً على ما أذكر. يقوي ذلك اعتقادي بإن الغرض كان النيل من بعض الفتيات فكرياً وانسانياً "وتحبيش" الموضوع ليبدو أكثر سخونة وتلوينة "بعقدة وحبكة" و"مؤامرة". لكن عفواً لم يسعني أن ألاحظ إن كل من انتقدتهن "فتيات". أم احتلت الفتيات "الحرية" على المدونات ونحن عنهن غافلون؟
ثانياً: مجموعة أكثرها رجال عبأت القاسم الأعظم من مئة وخمسين تعليق بلغة تحقر المرأة كما يليق بذكر مصري أصيل لا يعرف من الدنيا إلا القضيب و"الحُرمة". أما هذا الجزء المذكور من التعليق أعلاه فهو "لقية" في حد ذاته. معظم"أمراض الذكورة" مجتمعة في جملة واحدة
1- تهديد الرجل بما يعتقده الآخر شرف زوجته ممثلاً في جسدها
2- التلويح "بانكشاف" جسد المرأة (يا لهوي)
3- الوصف الأزلي لكل امرأة لا تعجبهم بإنها "شرموطة" - سواء كانت منال أم الفتيات أنفسهن في هذه التدوينة - ولو كان الحوار يدور في اتجاه آخر تماماً . أما من يتجرأ من الرجال للدفاع عنهن فهو بالتأكيد ينال "أجره" من أجسادهن، أو "على الأقل" بالاستنماء عليهن كفكرة.
أهو وصف يا ترى أم تمني لاواعي أن تبيعكم كل النساء الجنس؟
4- السباب بأعضاء المرأة الجنسية التي تعتبر تلقائياً نوع من التحقير، بينما ينال "قيام الذكر بإدخال قضيبه في ذكر آخر" كأس البطولة والضحد الكامل لذلك الذكر "الآخر". القضيب الشريف صاحب البطولات
5- العجز المريع عن فهم إن هناك من ينظر لزوجته بشكل مختلف عن نظرة الرشيد للحريم
6- العجز الكلي عن فهم "إن من يمارسون العادة السرية على صورة ما إن وجدوا، أو خيال ما لامرأة ترتدي ما يثيرهم - أو لا ترتديه- فصاحبة الصورة ليست هي المخطئة ولا الملومة، وبالتأكيد ليس زوجها، وصدقني هناك الكثيرون الذين لا يعتقدون إنهم يملكون "زوجاتهم" ولا "أجسادهن". أدرك إنه مفهوم صعب عليك. ولكن حاول. الفكرة المتكررة للذكر البرئ من كل شيء.
7- الفكرة المغرقة في الغباء بإن نظر الذكور لجسد امرأة هو "إيذاء" ما لزوجها، بل وقد يكون "نكاية" فيه. عفواً بل نكاية في "أعضاء أمه الجنسية". المرأة التي هي بلا شرف، إنما مستودع شرف الرجل.
لا أتوقع أن تفهم، ومستوى اللغة عموماً غير مشجع على الدخول في أي نوع من أنواع الحوارات ولو إن السباب طريقة شيقة لدراسة "المجتمع الذكوري" وقاتل لادعائه بإنه "تنوْر" أو "تغير"، إنما مازال الفتي الذي يضع الحاسوب المحمول على حجره ويرسل كلمته إلى أقاصي الأرض يعتقد إن شرف المرأة معلق بين فخذيها وأقصى "تهمة" يضرب بها غريمه هي "التعريض لشرفه المعلق بين فخذي زوجته"، أما الغريمة فيحتفظ لها بصفة فتيات الليل، موقع بين السباب والتمني، لذلك فقد مررت فحسب أعلق على نقطة فرعية متوقع أن تثير المزيد من السباب "المُحَقِرْ للمرأة أيضاً ممثلة في شخصنا الضعيف" فتحياتي مقدماً للجميع. "
انتهى التعليق، وانتهت معه رغبتي في التفكير في الأمر كله
سلام