Tuesday, July 18, 2006

ميم – مهبل (1)

كنت قد سمعت عن الكتاب مدة طويلة قبل قراءته، وبما إن الكتاب في الأصل كان قطعة مسرحية كنت سمعت عن العروض التي قدمت عنه. ليس الكتاب أو القطعة عميقاً كما توقعت إلا إنه طازج يشعرك بلسعة شطة حارقة ... أشعر إن مافيه ليس جديداً، إلا إنها واحدة من المرات القليلة التي أسمعه فيها يقال ... بصوت عال

The Vagina Monologues

مناجاة المهبل


كنت أبحث عن الكتاب منذ مدة، كان الموظفون في المكتبة يسألون بعضهم عنه باسم "المونولوجز" أو "الفي مونولوجز"، كنت أسأل عنه باسمه الكامل
'The Vagina Monologues" ضاغطة على كلمة "Vagina". تعرض العرض المسرحي والكتاب لنقد مكثف، متبوعاً بتهم "العداوة للذكور"، شيء مشابه لعداء السامية، إلا إنه يبقى قطعة أصلية، تنظق كلمة "مهبل" بصوت عال.

يستقر الكتاب على طاولة صغيرة بجانب الأريكة العريضة. ترفعه أمي – علمية المؤهل – متسائلة: "ده كتاب علمي؟". لا مجال لكتاب عليه من الخارج كلمة ""Vagina" إلا إذا كان كتاباً علمياً. مازالت أمي تفزع وتظهر عينيها امتعاضاً لا تستطيع إظهاره بغير العينين حين أقول بملء فمي: مهبل، بظر، أورجازم، قضيب، وجنس. لا تستطيع أن تخطئني ولكنها مازالت تبحث كيف استطعت استعمال هذه الكلمات وبالعربية بينما لم ينطقها أحد منهم أمامي، وكانت ستقدر لي جداً أن أستعمل اللفظة الإنجليزية أو الفرنسية.

بداية، العثور على المهبل ليس بالأمر السهل. تقطع النساء أسابيع، شهور وأحياناً سنوات بدون النظر إليه. تقابلت مع سيدات أعمال من الطبقة الأولى وقلن لي إنهن مشغولات جداً، ليس لديهن الوقت. مراقبة المهبل، قالت لي سيدة الأعمال، يستغرق يوم عمل، عليك أن تستلقي على ظهرك لتنظري إلى أسفل في مرآة مستقيمة لوحدها. عليك أن تصلي للوضع الصحيح، في الإضاءة الصحيحة والتي في الغالب يطالها الظل من المرآة متقابلة مع الزاوية التي ترقدين فيها. تلوين عنقك وتؤلمين ظهرك. تشعرين بالإرهاق الشديد بعدها... ليس لديَ الوقت لذلك.

(مناجاة المهبل- المقدمة)

تقرر إيف إنزلر، مؤلفة المناجاة، أن تقابل نساء من مختلف الأعمار والأجناس والمؤهلات والمهن لتسألهن عن جزء لا يُسألن عنه إلا في ظروف خاصة، تسألهن عن المهبل، ومن تلك اللقاءات خرجت "المناجاة". في منزلي مثلما في كل المنازل في العالم إلا قليلاً، لا يسمى المهبل ولا القضيب باسميهما. في بيتي كانت هناك العديد من الأسماء: تحت ... من ورا ... بين الرجلين. تعلمت كلمة "رحم" قبل أن أعرف ما هو المهبل. الحرج أقل كثيراً حين تسأل عن معنى رحم من أن تسأل عن معنى "مهبل". حين أصبت في سن الثانية عشرة بالتهاب مهبلي كان بحاجة لعلاج سريع، لم أجرؤ أن أتحدث عنه، تركت الزمن يصلح أخطاؤه، كيف أشكو من شيء لا اسم له أصلاً؟ وحتى ولو كان له اسم، ألا يعني ذلك الطبيب، فكيف، لسبب تافه كالتهاب تحسسي نفتح قبو الأسرار، وكيف سأفتحه ولمن؟ معاناة ثلاث سنوات ثمناً لإلغاء لفظة من قاموس بناتنا.


لا تستطيع أن تحب مهبلاً بدون أن تحب الشعر. كثيرون من الناس لا يحبون الشعر. زوجي الأول والوحيد كان يكرهه، يقول إنه متشابك وقذر. جعلني أحلق الشعر حول مهبلي. بدا الجلد منتفخاً وعارياً كبشرة طفلة صغيرة وكان هذا يثيره، وحين كان يضاجعني كان احساس مهبلي هو نفس احساس الذقن، رغبة في الحكة وألم، كلسعة ناموسة، كإنها احترقت في الشمس، بنقاط حمراء صغيرة. رفضت أن أحلقها مرة أخرى... وضاجع زوجي امرأة أخرى. في مكتب المستشارة الزوجية قال إنه تورط في علاقة خارج الزواج لإنني لا أشبعه جنسياً، لإنني رفضت أن أحلق الشعر حول مهبلي...


حكى لي صديق عن يوم ذهب مع زوجته الفنلندية لطبيبة أمراض نساء، وبعد الكشف وكتابة العلاج طلبت منه أن تحادثه على انفراد – الطبيبة لا الزوجة. قالت له الطبيبة بحنان أموي إنها تدرك الظروف وإن النساء الأجنبيات "ليسوا مثلنا" "مش نضاف" ولا يهتمون بنزع شعر العانة مضيفة عبارات من نوع: "إنت إزاي سايبها كدة؟" ولكن يمكنه على أي حال أن يطلب من أمه أو أخته أن تحادثها بلطف في المسألة، وإن لم تكن لديه أم أو أخت فالطبيبة ليس لديها مانع أن تتطوع لأداء المهمة.

عليك أن تحب الشعر لتحب المهبل، لا يمكنك أن تختار الأجزاء التي تريدها، بالإضافة إلي ذلك، فزوجي لم يتوقف عن خيانتي.

أعضاء جنسية خارجية كاملة: شعر يغطي العانة، بظر ظاهر، شفرين كبيرين داخلهما شفرين أصغر. كثيرات منا نحن الأفريقيات حرمن على الأقل من أحد المكونات، وكثيرات حرمن منها كلها. وما زالت الأعضاء الجنسية الخارجية كاملة بدون تدخل خارجي تعجز – في العموم – عن أن تكون مصدر إثارة، بل على العكس، هي في الغالب مصدر نفور.


تقابلت مع نساء تتراوح أعمارهن بين الخامسة والستين والخامسة والسبعين ... لسوء الحظ، معظم النساء من تلك الفئة العمرية كانوا بالكاد يملكون علاقات "واعية" مع مهابلهن ... شعرت إنني محظوظة جداً أن ترعرعت في الحقبة النسوية. إحداهن، وكانت في الثانية والسبعين لم ترى مهبلها أبداً، كانت تلمس نفسها في أثناء الاستحمام بغرض التنظيف ولكن دون نية واعية. لم تشعر بأورجازم أبداً.

بدافع من قراءة الكتاب، وبرغم إنني تأملت مهبلي وتطور شكله على مدى الزمن بدافع من الفضول المزمن، فقد قررت أن ألتقط صوراً لمهبلي بالكاميرا الرقمية. على الحاسوب بدت الصور مختلفة عما كنت أظن إنني أراه في المرآة. وجوهنا تبدو مختلفة في الصور أيضاً على أية حال ...

في محاكمة لإحدى الساحرات في العام 1539، اكتشف ممثل الادعاء وهو رجل متزوج "البظر" لأول مرة على ما يبدو، تعرف عليه على إنه "حلمة الشيطان" حاملاً التأكيد على إدانة الساحرة. كان الجزء المكتشف :"كتلة صغيرة من اللحم، بارزة للخارج كإنها كانت حلمة، بطول نصف بوصة، ومن النظرة الأولى بعد اكتشافه لم يشأ أن يفضح السر حيث إنه ملاصق لمكان سري لا يصح الإطلاع عليه، ولكن في النهاية، رغبة منه في عدم إخفاء شيء بهذه الغرابة، أظهره للعديد من الموجودين. لم يكن أي منهم قد رأى شيئاً بتلك الغرابة قبلها، وأدينت الساحرة.


اكتشفت بظري بعمر السابعة عشرة، لم أكن أبحث عنه - كنت أظنه أعمق مكاناً من أن يظهر بوضوح - بل هو الذي ظهر وأعلن عن نفسه في نوبة من نوبات الفضول البحثية أمام المرآة الصغيرة، هو أعلن عن مكانه أولاً قبل أن يعلن عن نفسه مشفوعاً بانقباضات شديدة لذيذة آنية لدى مس تلك النقطة بالذات، قضيت شهوراً أحاول تفسير ما هية تلك الانقباضات الغريبة، عاصرة خلايا دماغي للوصول لكل أنواع ردود الفعل التي أعرفها: نمس العين فتنغلق الجفون، ندق أسفل الركبة فتقفز الساق، نضغط وسط المعصم فتتلوى الأصابع، لم يكن هناك تفسير واضح لرد الفعل الانقباضي، وفي جلسة تشبه الـ"وجدتها" التي تهبط عليك من حيث لا تدري بعد أن بحثت طويلاً فهمت فجأة... لعل هذا هو ما يسمونه "أورجازم". غاب عني التفسير بسبب سرعة حدوث الانقباضات بينما كانت خبراتي أو لا خبراتي في ذلك الوقت تلح عليَ بإن الأورجازم ستسبقه حتمياً تلك الإثارة اللطيفة المرتبطة بالذكور من حولي وبعض الوقت وما إليه. اتضح إننا كنساء نملك نوعين من الأورجازم نكاية في فرويد وأورجازميه: "المهبلي والبظري". البظر يمنح نوعين من الذروة: ردة الفعل الناتجة عن الضغط (وليس بمعنى الإثارة الذاتية إنما بمعنى ردة الفعل المجردة)، والأورجازم المسبوق بالإثارة الطبيعية في نهاية علاقة جنسية مشبعة.

الغرض من البظر نقي تماماً، إنه العضو الوحيد في الجسم المصمم خصيصاً للذة. البظر كتلة من الأعصاب، 8000 نسيج عصبي، بما يجعله أعلى من أي تجمع عصبي في أي مكان آخر في الجسد متضمناً أطراف الأصابع، الشفتين، اللسان. وهو ضعف ... ضعف ... ضعف العدد في القضيب. من يحتاج سلاح يدوي لو امتلك النصف آلي؟

لا أعرف إلا بالتخيل ما قد تحسه امرأة اقتطع بظرها، ولا أحد يعرف بالتأكيد، فشعور تلك المرأة لم يُبحَث إلا على نطاق ضيق وما زالت أجسادنا تذهلنا بنقضها للقواعد. ووجود مكون عضلي معقد مشارك في الأورجازم لدى الأنثى على عكس الذكر يجعل التكهن بما تستطيعه تلك العضلات ولو بمعزل عن البظر صعباً طالما لم يبحث الأمر لدى الأنثى بخلاف مقارنته مع الذكر. فلننتظر أن ينال الأورجازم لدى الأنثى نصف الاهتمام الذي يناله الانتصاب لدى الذكور من أهل العلم والطب.

هذه هي قصة تحولي إلى حب مهبلي، وهي محرجة، وغير سليمة نسوياً. ما أعنيه هو إنها كان يجب أن تحدث في مغطس ملئ بأملاح البحر الميت بين أنغام الموسيقى الهادئة، وأنا أحب نفسي الأنثى. المهابل جميلة. كراهيتنا لها هي الكراهية والكبت الداخلي المزروع فينا من الثقافة الأبوية وهي وهم كبير، أيتها المهابل اتحدي! أعرف كل تلك الأشياء ... كنت واحدة من أولئك النساء اللائي نظرن ثم تمنين لو لم يفعلن. أصابني (النظر) بالغثيان وأشفقت على أي من يضطر للذهاب إلى هناك. وحتى أستطيع التعايش بدأت أتعامل وكأن هناك شيء آخر بين ساقي ... تخيلت مساند قطنية مريحة، ومساند حريرية، وأبسطة من جلد الفهد ومناديل حريرية ...

تعلمنا نحن النساء إن هناك شيء ما"قذر" أو غير نظيف فعلياً بشأن مهابلنا، شكلها، البلل من حولها، رائحتها، سريتها وقدرتها على اجتلاب الكوارث. لو كان لأي منا أن تحب ذلك الجزء من جسدها فعليها أن تتعلم كيف تحبه وأن تمسح تاريخاً كاملاً من التقزز ...


ثم تعرفت إلى بوب ... اتضح إن بوب يحب المهابل. كان بوب يحب ملمسها، وطعمها، ورائحتها والأهم من ذلك كله: يحب شكلها. كان عليه أن ينظر إليها، وفي أول مرة تضاجعنا أخبرني إن عليه أن يراني

"أنا هنا"

"كلا، أنت، لابد أن أراكي أنت"

وضغط زر النور، فلوحت بيدي:

"هنا، أنا هنا"

فبدأ ينزع ملابسي

"ماذا تفعل يا بوب؟"

"أحتاج أن أراكي"

"ليس من داع لذلك، هيا ابدأ دون مقدمات"

"أحتاج أن أري كيف هو شكلك"

"ألم ترى أريكة حمراء جلدية من قبل؟"

أكمل بوب ولم يتوقف، أردت أن أتقيأ وأموت

"إن هذا حميم للغاية، ألا تستطيع البدء بدون مقدمات فحسب؟"

"كلا، هذه أنت ولابد أن أراكي"

كتمت أنفاسي بينما أخذ ينظر وينظر. شهق وابتسم وحملق وتأوه. تثاقلت أنفاسه وتغير شكله وجهه، لم يبد كشخص عادي بعدها، بدا كحيوان جميل جائع.

"أنت جميلة جداً، رقيقة وعميقة وبريئة ومتوحشة"

"رأيت ذلك هناك؟"

"رأيت ذلك وأكثر بكثير"

وبقى ينظر قرابة الساعة كإنه يحفظ خريطة أو يراقب القمر أو يحدق في عيني ولكنه كان مهبلي ...

وبدأت أرى نفسي كما رآني هو ... جميلة ولذيذة ...

أتذكر مقال قرأته في كتاب يعود إلى الستينينات من القرن الماضي، ومع ثورة تحرر النساء المتخبطة ظهرت تلك المنتجات الصغيرة اللطيفة للعناية بـ ... بـ... بـ...

هذا هو بالضبط ما حدث، لم يعرف أحد في أقسام التسويق ماذا يكتب على العلب الموضوعة على الأرفف!! أمسك علبة من مسحوق التجفيف المهبلي وأدقق النظر عليه: كلمة مهبل غير مذكورة ولا مرة بالعربية ولا كلمة vagina بالإنجليزية!! بربكم لقد صنع ذلك الشيء للعناية بالمهبل فكيف نجحتم في كتابة عريضة طويلة لطريقة الاستعمال بدون ذكر كلمة مهبل؟ لا أستطيع أن أمنع نفسي من الإعجاب بمهارة قسم التسويق ... ومن الستينيات وقت كتابة المقال القديم حين بدأت منتجات العناية والتجميل والتعطير المهبلي في الظهور وكلمة مهبل لا تظهر إلا في ظروف خاصة معقدة: مثل شرح كيفية وضع السدادات الورقية (Tampon). ومنتج الستينيات؟ كتب عليه: لذلك الموضع حيث تتركز أنوثتك... وحتى اليوم مازال ذكر كلمة مهبل على علب صنعت للعناية بالمهبل غير مشجع تسويقياً.

وبالرغم من تعفف أقسام التسويق التي تصنع المنتجات من أجل المهبل عن ذكر اسمه، فالمهبل يتمتع بأسماء "تدليل" كثيرة، وبأسماء "تحقير" كثيرة وربطه بين شخص وأمه يعتبر سبة حقيرة. إذ أفكر الآن أجد إنني في الشارع المصري اليوم أسمع اسم من أسماء المهبل على الأقل مرتين أو ثلاث يومياً، لا يستعمل السباب المماثل (المقرون بذكر المهبل بالاسم) كثيراً في لغة كالإنجليزية مثلاً، يبدو إن المهبل يتمتع بشعبية أكثر عندنا ..


في القرن التاسع عشر كانت الفتيات الصغيرات اللائي يتعملن الوصول للأورجازم عن طريق العادة السرية يعتبرن ذوات مشاكل طبية. غالباً ما كانت تتم معالجتهن أو إصلاحهن ببتر أو كي البظر أو حزام العفة المصغر، أو تخييط شفري المهبل ببعضهما البعض لإبعاد البظر عن متناول اليد، أو حتى الإخصاء بالإزالة الجراحية للمبيضين. ليس هناك أي ذكر في المراجع الطبية للإخصاء بإزالة الخصيتين أو بتر القضيب لوقف الاستمناء في الذكور.

سجلت آخر حالة إزالة للبظر للشفاء من العادة السرية في العام 1948 – وأجريت لفتاة في الخامسة من عمرها

ما زال الحديث يجري حتى يومنا هذا على فرضية إن الذكور فقط هم الذين يمارسون العادة السرية أو يصلون للأورجازم عن طريق الإثارة الذاتية. وأي فتاة تعرف تماماً إن فتاها يمارس العادة السرية ولا تظن في ذلك من غرابة، بينما أظن إن معظم الفتيان يظنون فتياتهم "فتيات طيبات" لا يرتكبن مثل تلك الأفعال المشينة. وبالرغم من إن كثير من الفتيات يجربن العادة السرية، ومنها يتعرفن على حقيقة أجسادهن ومناطق الإثارة لديهن فكثيراً من الفتيات أيضاً لا يعرفنها ... ولا يعرفن أين يقع ذلك العضو المجهول الذي يقولون إنه قد يذهب بهن إلى ذروة اللذة ...


كنت هناك في الغرفة ... يوم ولدت زوجة ابني بالتبني حفيدي الأول. كنت هناك حين مد الطبيب يده بملعقة "أليس في بلاد العجائب" ... كنت هناك حين تحول مهبلها إلى فم أوبرالي واسع يغني بكل قوته: الرأس الصغير أولاً، ثم الذراع الرمادي المهتز، ثم الجسد السابح بسرعة إلى أذرعنا الباكية.

كنت هناك حين التففت ونظرت إلى مهبلها ...

توقفت لأنظر، لأدع نفسي تراها مفتوحة الساقين ، مكشوفة بالكلية

مشوهة، متورمة وممزقة

تغرق يدي الطبيب في النزيف

بينما أخذ يخيط جراحها في هدوء


وقفت هناك وحملقت بينما تحول مهبلها فجأة لقلب أحمر واسع نابض

القلب قادرة على التضحية

وكذلك المهبل

القلب قادر على الغفران واالشفاء

يغير شكله ليدعونا داخلاً

ويتسع ليخرجنا خارجاً

وكذلك المهبل ...

يتوجع من أجلنا ... يتمدد من أجلنا ... يموت من أجلنا

وينزف وينزف وينزفنا في ذلك العالم المتعب .. البديع

وكذلك المهبل

لقد كنت هناك في الغرفة

وأتذكر


يظل المهبل، والرحم مودعان في جسد المرأة بينما تملكهما كيانات أخرى: المجتمع، الأب، الزوج ، الأخ، العائلة، العرف، القهر ... أياً كان. فما يخرج من رحم المرأة لا تملكه ولا تسميه باسمها، وليس هناك "ولية أمر"، ليس هناك إلا "ولي أمر" وبالرغم من إن عملية الولادة كانت ملكاً للنساء، كانت أحد المعاقل القليلة الباقية، فحتى هذه خرجت بفضل الطب الحديث من بين أياديهن إلى أياد غريبة. ما زال الرجال إلا قليلين يرفضون المشاركة في الولادة، ومازالت النساء إلا قليلات لا يقبلن مشاركتهم في الولادة. وتظل عملية الولادة نفسها سراً مغلقاً لا يفتح قبل الولادة الأولى، وتخطو النساء خطواتهن إلى غرف الولادة غير عالمات بحقيقة ما ينتظرهن، يتخذ القرارات عنهن أشخاص ما بين أقرباء وغرباء، وتعتبر مطالبتهن بما يردن في الولادة نوعاً من التدخل غير المرحب به، والذي يتم تجاهله عموماً وتحقيره أحياناً. تزور المرأة طبيبها أو طبيبتها مرة كل شهر في الثلاثة أشهر الأولى للحمل، ومرة كل أسبوعين في الثلاثة أشهر التالية ومرة كل أسبوع في الثلاثة أشهر الأخيرة بمجموع 21 زيارة وبرغم ذلك تدلف المرأة ذلك الممر المخيف المسمى الولادة الأولى في جهل متعمد ... ومازلت أنظر إلى البطن المنتفخ لأي امرأة في شهور الحمل وأفكر في نفسي: "لا يمكن، ليس من المنطقي أن يخرج كائن من هنا" وأظل في ذهولي حتى أراها مع وليد ... ولا أزال أعجز عن تصديق إنه "خرج من هنا". وأنظر إليها وأنا أفكر في نوع الشجاعة التي تتمتع بها.

لو كانت الولادة تعتمد على الرجال؟ لنجر اختباراً بسيطاً:

المسألة بسيطة: ستمر حبة فول نيئة من قضيبك: لا تخف فقضيبك مكون من نسيج اسفنجي يستطيع التمدد ليسع حبة الفول الصغيرة ولنسهل عليك خروج حبة الفول الصغيرة سنحدث شقاً بسيطاً لدى مخرج القضيب وسنخيطه بعدها وننزع الخيط بعد ثلاثة أسابيع، ولا تجزع فغالباً سنحقنك بمخدر موضعي... هناك احتمال 10% أن يتسع الشق رغماً عنا بينما تنحشر حبة الفول محاولة الخروج وفي هذه الحالة سنضطر لرتق باقي القضيب وهذا قد يسبب لك سلس بولي يحتاج لعملية جراحية في علاجه ولا تنجح في كثير من الحالات ولكن تذكر: هذا يحدث في نسبة قليلة من الحالات. ستعجز عن ممارسة الجنس أو حتى سماع سيرته لمدة تتراوح بين 6 أسابيع وثلاثة أشهر ويقال إنها قد تمتد لأكثر من ذلك. ستصاب ببعض الضيق أثناء الجلوس والتبول، ولكن كله سيهون لدى نظرة واحدة في عيني وليدك ...

أما كانت البشرية انقرضت من قبل أن تبدأ؟

ليس في هذا نقد للرجال، إنما هو الأمر الطبيعي أن يرفض الانسان المرور بتلك الخبرة، وهذا ما يجعل ما تفعله كل أنثى تختار أن تخرج طفلاً للعالم يتعدى الطبيعي!

*********************

*المقاطع الخضراء من كتاب مناجاة المهبل

The Vagina monologues

*قصة الساحرة وإزالة البظر لعلاج العادة السرية لدى الفتيات الصغيرات مصدرهما طبقاً للكتاب

The Woman's Encyclopedia of facts and Secrets

*بدأت كاتبة المناجاة ما أسمته

V-day

وهو يوم للتوعية والوقوف ضد العنف الموجه للمرأة

* أهدت الكاتبة قطعة لإحدى ضحايا الاغتصاب - مستوحاة من لقائها معها - الذي استن كسياسة حرب في العام 1993. أنقر/ي هنا لتقرأها/ لتقرئينها

Monday, July 10, 2006

أسكت ... ما أسكتش


قبل ما نبدي نقول - الصلاة والسلام على أصحاب العقول - ومبارك الآتي بالمنطق والمعقول- للعقل نوجه الخطاب وهو المأمول - فينقذنا من اللامعقول- وحكايات العنقاء والغول - وميوعة التابعين والذيول - وعصي المطوعين- وخنوع الخاضعين - وإن كان ما يحدونا للحديث ليس الأمل - إنما ثقل العلل- نشق صدورنا عن الغمة- علها تخفف النقمة- وليس لنا غيره من سبيل- وإن يأسنا من شفاء العليل- تحلل ظاهرة اجتماعية- فيحدثونك عن الحرية الشخصية – قياساً فتحليل ظاهرة كمحو الأمية – في عرفهم تعدٍِعلى ما للشخص من حرية - تسألهم عن الدليل -- فيتهمونك بسوء السبيل- تطالب بالحرية فيلعنون أباها- ويحملونها ذنوب الدنيا لا سواها- ولو جاوزت َالحدود- والمسموح والمرصود- وتحليت ببعض الجرأة- وناقشت وضع المرأة- جلبت لنفسك وجع الدماغ- وما علينا إلا البلاغ- تناقش زياً يسمى الحجاب- فيخرج عليك رقباء الخطاب- يهددونك بالويل والثبور- وعظائم الأمور- ويسمون ما هم قائلين- مناقشة في الدين- ولا أدري علاقة بين دين وزياً- إلا لو كان الله ترزياً- ولا يهم ما تستعمله من أيمان- ومالك عليَ حلفان- فأنت متآمر جبان- وعميل الأمريكان- وتؤيد الفرنسيس وتحالف الجرمان- وكلهم في دين الله طامعون- فاسكت يا ملعون- ولا تعدد حقوق انسانية- وتطالب بها للفئة النسائية- فهو مطلب سيء النية- يهدف للنيل من أمهات الأمة- صاحبات العصمة- المحفوظات المصونات- تحت الأكمام والمناديل- والطرح والأساديل- والطويل من السراويل- حصون من الثياب- تمنع عنهن غواية الشباب- وطمع الذئاب- وتضمن الجنة والثواب- على رءوسهن العفة أكاليل- فالعفة كومة هلاهيل- وإياك تشكك في الدليل- أو تتساءل عن الأحاديث- القديم منها والحديث- أو تزعق في ميدان الخازندار- في المارين ليل نهار- إن الحجاب هو "الجدار"- ويعني في نظم البناء القديمة "الستار"- أي ليس زياً على الإطلاق- فلن يصدقوك وإن حلفت بالطلاق- متسلحاً بلسان العرب من الكتب- على مادة "حجب"- كل ما ستنجنيه هو اتهامك بالجنون- أو الكفر ودفع "العفيفات" للمجون- ولا أنصحك بالمرة- أن تذكر إن تغطية الرأس كانت للحرة- وإن عمراً عليه رضوان الله- كان يلهب الأمة المغطاة بعصاه- وتحفل مجالس الرجال بجدائل الإماء- يمررن عليهم مضطربات الأثداء- ولا يخاف عمراً على الرجال من الإغواء- ولو لم تباح لهن أعراض الإماء - فستسمع جراء هذا الدليل نقداً عنيفاً- وجدالاً سخيفاً- سيدعون إن هذا كان تكريماً للحرة- وسترد إن هذا ليس المقصود بالمرة- إنما المقصود إن أنثى قد تتواجد- بين الرجال بجدائلها وصدرها الناهد- وتضرب لو طلبت الستر- على ما يروى عن عمر- وقد يجادلك جاهل – فللجهل وقاحة- بإن الأمة كان للجميع متاحة- وهو جهل مبين- بقواعد الدين- فالإسلام ينسب ابن الأمة لأبيه- من كانت في فراشه وقت حملت فيه- وأي دارس غض للعلوم الشرعية- يعرف القاعدة المرعية- بالحفظ من اختلاط الأنساب- فحجة الأمة المستباحة لا محل لها من الإعراب- بعدها سيغرقونك بحديث الرباب- عن حماية المرأة من الذئاب- فببراءة لا تتساءل- ولا تجادل- عن لص يكافأ وبأي حق- وتهدر العدالة لصاحب الحق- فالمرأة يبدو قد استساغت الغبن- واستكانت للدعة والجبن- عن حقها لا تسأل- وعوضاً عن العلم تختار أن تجهل- فأسكت حفظك الله- استعن بالصبر والأناة- واكتم في الصدر الشكوى- عل جار السوء يرحل أو تحل به بلوى.