Thursday, August 30, 2007

**ذلك النوع من النساء**


تقابلنا في ورشة عمل حول النساء ضحايا العنف. فتاة من الجيل الجديد، تبدي اهتماما ما بقضايا المرأة. في الجزء الأول من ورشة العمل أبدت حماسة واهتمام. تصغرني بالكثير من السنوات، من الجيل الذي لم ير امرأة قبل عصر المرأة عورة. الجيل المسكين كما أسميه . أحمد الله في سري إنه ما زال هناك منهن من يحملن هم العنف ضد النساء. في الاستراحة أخذنا الحديث إلى كل الأماكن، من ضمنها المرأة، قلت رأيا عن فقر نوعية حياة النساء نتيجة الضغوط المجتمعية عليهن، وإنه مهما كانت المرأة حرة في داخلها فالقانون والمجتمع الذان يعاديانها كإنها أكلت أولادهما يؤثران على نوعية الحياة تلك جدا. فوجئت بالفتاة الشابة تخالفني الرأي بشدة، قائلة إن النساء حصلن على كافة حقوقهن - وهي الكلمة التي ما إن أسمعها حتى أذهب إلى مكان ذهني جميل وهادئ وأسرح في تدليك "رفلكسولوجي" لقدمي ثم أفكر فيما سأرتديه غدا وإن كان المكوجي المتأخر دائما الله يعينه قد أعادها أم لا وإن كانت البت الشغالة قد فتحت له الباب أم استعبطت كعادتها، ونوع الزيت الذي سأضيفة لحمام الفقاقيع خاصتي حين يسمح الوقت خلال الأسبوع. بعد أن أنهت المحاضرة المحفوظة عن "حصول المرأة على كافة حقوقها" وهي من المحاضرات المفضلة لماما سوزان عددت أنا لها 20 وظيفة يمنع على المرأة امتهانها قانونا على سبيل المثال وليس الحصر. ردت علي إنها تعرف تماما كيف تأخذ حقوقها من المجتمع. يبدو إنها أيضا - حين كنت أعدد العشرين مهنة - كان سارحة في حمام الفقاقيع الخاص بها. انتهى الشاي والبتي فور وعدنا لورشة العمل التي طالت. والساعة العاشرة استأذنت الأستاذة التي تعرف كيف تأخذ من المجتمع كافة حقوقها تاركة إيانا بمهمتها الحاسوبية التي كان من المفترض أن تضطلع بها في الورشة والتي لا تملك أي منا للأسف الخبرة التقنية لاستلامها. حين سألنا لماذا كان عليها أن تذهب قالت: "أبو وردة بيترفع الساعة عشرة ونص". الأستاذة التي "تعرف كيف تأخذ حقها جيدا من المجتمع" عمرها ثمانية وعشرين عاما، تعمل في وظيفة مرموقة بمرتب محترم، مثقفة، محجبة، وعلى قدر كبير من الثقة بالنفس.

الانكار... أقوى سلاح نفسي عرفته البشرية
.

3 comments:

ahmad said...

نفس الفكرة القديمة
إنك ما ينفعش تساعدي حد ، لو هو نفسه مش فاهم إنه حقوقة مسلوبة ، و فاهم إنه كده تمام ، و إنه/إنها احسن من غيرها
و الله هو مش انكار في رأيي ، بقدر ما هو عدم وعي ، و أجيال فهمتها تحمد ربنا ع الوظيفة ، و إن الحجاب بيصون شرفها ، من غير توضيح إيه هو الشرف أساسا

بيفكرني - بس في منطقة تانية - سواق التاكسي اللي قعد في مشوار يقنعني قد إيه مصر حلوة ، و كلها خضرة ، و جوها حلو صيف و شتا ، و أهلها كرما ، و دمهم خفيف .. جاتلي نفس الفكرة ، إن ازاي اتوقع من شخص زي كده إنه يغير أحواله ، أو يحسنها شوية؟

حاجة تقرف

bluestone said...

ربما فتاتك تلك ليست بحالة انكار ولا حاجة .. ولكن كما قلتي .. فهي تنتمي لجيل لم يعرف المرأة قبل عصر المرأة العورة ..

انا ايضا انتمي لهذا الجيل يا عزيزتي ومازلنا نعيش في المجتمع المصري الذي مسه التطرف بكافة اشكاله ..

من ينتمين لهذا الجيل وتمكن من العمل في مهنة مرموقة والاستقلال المادي وان تكون لهن كلمة في دوائرهن الاجتماعية وان يتخطين حاجز ال25 عاما ولا يتزوجن ولا يرضخن لضغوط الأهل والمجتمع ..

تلك هي مكاسبنا للاسف ..
وكم نحن سعيدات بها .. فلم نعرف غيرها بعد ..
فان كنا اتفقنا على اننا نعيش ردة اجتماعية ما .. فهذا يعني ان المرأة لم تصل بعد لستينات وسبعينات القرن الماضي ..

مازلنا يا عزيزتي نكافح ونتحدى الوصم الاجتماعي يوميا حتى نتخطى ان وجود المرأة عورة .. وخروجها للشارع سببا كافيا لتعرضها لكل أنواع الايذاء النفسي والتحرش وغيرها ..

مازلنا نحاول تخطي فكرة (ما تقعدوا في بيوتكوا ولموا نفسيكوا بقى) أو (اتجوزي واتستتي في البيت .. الست مالهاش إلا بيتها) أو ان المرأة كائن ناقص بدون الرجل .. دائما ينقصها شيء لا يكتمل إلا بزوج ...

ربما تبدو انتصارات متخلفة مقارنة بمن سبقنا ولكن قدرنا اننا نعيش في مجتمع مصاب بنقوص ربما او ردة مجنونة للوراء ..

ولكن لا نملك إلا ان نبدأ مجددا ..

فامنحيها وامنحينا بعض العذر ..

واثق الخطوة said...

سماء روحي
منتديات سماء روحي
منتديات
خواطر
البرامج