Wednesday, November 16, 2005

الحرملك بيمسي ... عالسلاملك
إلى كل هؤلاء الرجال الشرفاء الأذكياء الذي مروا في حياتي، بعضهم بقى يوماً أو ساعة في زمالة عمل أو مقابلة قصيرة، وبعضهم "عشرة عمر" وبعضهم لم أقابله أبداً إنما قرأت له أو قرأت عنه، إلى هؤلاء الرجال الذين يأبون أن يكونوا يوماً أعضاءاً في حزب الرشيد

يبدو أنني في غمرة حديثي عن الرشيد انشغلت عنك!
يا كسوفي!
كيف تحدثت عن الرشيد ولم أذكرك بكلمة؟
أعذرني، كنت مشغولة عنك بالرشيد
اعتبرتك أمر مسلم به، فأنت دائماً إلى جانبي، كنت أعتبرك في نفس المعركة معي، فأنت شاهر أسلحتك الذهنية في معركتي طوال الوقت
ثم نظرت فإذا بك "واخد على خاطرك حبتين"
وبتقوللي: "أنا كدة"؟
أليس من حقي أن أندهش إذاً؟
كيف طار بك الظن أن الحديث عليك؟
تقول لي: "مش أنا راجل؟"
أسألك: ويا حضرة الراجل تفتكر أنا ليه بأقول "الرشيد" مش بأقول "الراجل"؟
ما زلت عابساً، لم أستطع أن أسرق منك ضحكة، ولا حتى ضحكة جانبية صغيرة
تقول لي بعتاب: طول الوقت عمالة تقوللي: الرشيد عمل فيَ وعمل فيَ، من الذي كان وراءك في معاركك المستمرة، ألست أنا؟ من اعتبرك الصديقة والند ولم يفترض أنه مطالب بحمايتك لمجرد أنك أنثى؟ من تركك تخوضين معاركك دون وصاية؟ من لم يناديك أبداً باسم أخيك أو أبيك إنما ناداك بآخر صوته باسمك أنت؟ من عاملك دائماً على إنك واحد صحيح ولست "وردة" ولا "رقيقة كالنسمة" ولا "مشروع الأم" ولا "هشة كالزجاج"؟ ومن لم يسكتك أبداً لأنه "الراجل"؟ بل لم يسمعك أبداً كلمة "أنا راجل" لأن لا مجال لها في أي حوار بيننا؟ من لم يخجل منك إذ تدفعين "حساب المقهى" ولم يخبئ هذه الحقيقة لا عن "الجرسون" ولا عن الجالسين واعتبرها الشيء الطبيعي الوحيد:
"صاحبتي وبتدفع زيها زيي؟ ألست أنا؟

عند هذه النقطة لم أعرف ماذا يجب أن أقول تحديداً، فهمتك بعض الشيء لأنك من الخارج تشبه الرشيد بالضبط: نفس الصوت الخشن، نفس العضلات ، نفس الذقن التي تنمو كل يوم، نفس القامة الطويلة، ونفس نسب الهرمونات غالباً

ولكنني ظننت أيضاً أنه يفهمني، ويفهم أنه عندي في مقام عالي جداً
ربما كنت أنا من نسى
نسيت أخبره كم هو نادر
وامرأة مثلي أكثر من يعرف كم هو نادر
هو نادر لو كان طبيباً يأبى أن يشخص كل أمراضي على إنها "أعراض نفسية"
هو نادر لو كان مرؤوساً لا يخجل أنه يتلقى الأوامر من امرأة ويعتبرها "مرحلة انتقالية حتى يترقى"
هو نادر لو كان رئيساً يضع في المرأة نفس الثقة ويتوقع نفس الكفاءة التي يتوقعها من الرجل
هو نادر لو كان صديقاً يعاملها كند "حقيقة" وليس فقط أثناء استعراض آراءه المتحضرة في ندوة ثقافية
هو نادر لو كان راكباً في الأتوبيس وقبل مقعدها الذي عرضته عليه ببساطة لمجرد أن التعب بادي جداً على وجهه، بينما جلست هي مدة طويلة
هو نادر حين يذهب إليها كطبيبة أو مهندسة أو أي مهنية دون أن يتوقع أن كونها أنثى سيقلل من كفاءتها
هو نادر حين يتشاحن معها بكل قوة، ورغم ذلك لا يدور في خلده أبداً أن يعايرها بأنها امرأة – وكأن هذا سباباً - بأي لفظة كانت، يتشاحن ويتعارك و"يتخانق" مع انسان آخر ... فقط
هو نادر حين يعلن اسم أمه بالبساطة التي يعلن بها اسم أبيه
هو نادر في كل موقف في حياة المرأة
كم رجلاً يأبى أن يكون الرشيد تقابل المرأة في اليوم؟ في الشهر؟ في السنة؟
نسيت أخبره كم هو مميز ورائع
نسيت أخبره أنني أقدر أن آراءه ربما تجلب عليه من الرشيد سخرية أكثر مما تجلب آرائي عليَ، ومع ذلك لا يخجل من اعلانها
نسيت أخبره أن التواجد معه في أي موقف يذكرني بالحياة كما يجب أن تكون بين عضوي هذه العائلة الانسانية: الرجل والمرأة
نسيت أخبره أنه مهم، ولولاه لكانت الحياة أكثر قسوة بكثير

خجلت من أنني نسيت
ولكنني لم أظن أبداً أنك لا تعرف
الأمر في غاية الوضوح بالنسبة لي، فظننت أنه واضح أيضاًَ بالنسبة لك
فاعذرني إذاً
ليس كل رجل "رشيد"، وبالتأكيد أنت لست "رشيداً"، وإلا ما كنا هنا نتبادل هذا الحوار
وما كنت أحببتك يا صديقي!

8 comments:

Anonymous said...

مش عارف أقولك ايه

كلام جميل، أتكسف أقول متشكر يمكن أنا مقدرتش أتعدى الرشيد تماما بس عايز أشكرك.

و طبعا معاكي حق هي مش محتاجة كلام و مش لازم تتقال

بس لازم تفهمي أن كل واحد فينا جواه رشيد يمكن موجود في كل البشر بس النساء بيتخلصوا منه بدري (أو بيتخل عليه)، يمكن بينزرع في الرجالة بحكم التربية و العادات و المعرفش ايه

لكن صدقيني المسألة مش دايما سهلة، الواحد بيغفل و يلاقى نفس عمل عملة رشيدية حقيرة و ميعرفش طلعت منه ازاي، يا ريت زي ما قلبك ساع اللي قتل الرشيد و شكره و حبه يساع اللي بيتعارك مع رشيده و يعذره و يسامحه لما يطلب السماح.

و أنا أسف أن مدونتك دخلت على المجمع متأخر كده، و ان كان الخسارة خسارتي أنا.

Alexandra said...

من أفضل ما قرئت في المدونات على الصعيد الأجتماعي. مش عايزة أقول جميلة لأنه الجمال مش هو الموضوع خالص هنا. أنت قدمتي مثال رائع ونادر فعلا للأنسان الرجل كما يجب أن يكون بهنيكي عليه لو كان موجود فعلا وبهديها لصديقي الي بيصمم يدفع الحساب كل مرة

Anonymous said...

one of the greatest thing in ur blog is that when I READ TO U IS AS IF IAM SEEING EVERY SINGLE "DEFEAU" IN OUR EGYPTIAN SOCIETY THANK U FOR UR WRITING

Anonymous said...

great blog

but did i miss somehitng? i thought this last one was about positives and not "DEFEAU"

Anonymous said...

no I MEAN" DEFEAU "THE NEGATIVES IN ENGLISH IF U CANT UNDERSTAND

Anonymous said...

تماماكما سمعت أغنية "كن صديقي "لماجدة الرومي لأول مرة ، أشعر بالإطراء، و كأن الأغنية موجهة لي شخصيا.و لهذا استقبلت أغنيتك أو سلامك الطائر بفرح حقيقي ، و بريبة من أن تكوني قد دفعت لي الحساب في مرة من المرات
:-)
شبح

Solo said...

يا اهل الله ياللى هنا

واثق الخطوة said...

سماء روحي
منتديات سماء روحي
منتديات
خواطر
البرامج
sitemap