محاولة لتغيير كاوتش عربية
جزء آخر من التعامل مع جسد المرأة، يحيرني بشكل شخصي، يجسده ذلك الموقف: امرأة واقفة بجوار سيارة 127 أو 128، والكاوتش نايم، يتطوع ألف رجل لتغيير الكاوتش، مشكورين طبعاً، ولكن التساؤل هو:
لماذا لا تقوم المرأة بتغيير كاوتشها بنفسها؟
مرة سألت هذا السؤال فجاءتني الاجابة:
لأن تغيير الكاوتش يحتاج لقوة عضلية والمرأة لن تقوى عليها
وهل جربت المرأة ووجدت أنها لا تستطيع؟ حقيقة لا أعرف إلا امرأة واحدة جربت، ثم يا للهول! اكتشفت أنها تستطيع!
ما هو "الوزن" الذي تستطيع المرأة حمله؟ وما هو الوزن الذي ستسقط صريعة لو "جربت" أن تحمله؟
جزء جديد في التعامل مع جسد المرأة المصنوع من رقائق السيلوفان!
المرأة لا تحمل شيئاً
المرأة يفتح لها الباب
المرأة لا تغير كاوتش العربية!
المرأة والرجل يعاملان جسد المرأة على إنه غير قادر عضلياً، لا يعتبرون أن المرأة أضعف عضلياً، إنما يعتبرونها بلا عضلات أصلاً!
وأشك جداً – إلا إذا كانت المرأة مصابة بوهن العضلات المزمن – أنها ستكون غير قادرة على تغيير كاوتش عربية 127، يبلغ وزنه أقل مما يحمله طالب في خامسة ابتدائي على ظهره من كتب، ناهيك عن لو كانت المقارنة بين رجل قاهري لا يضطر لاستعمال عضلاته كثيراً وامرأة قروية تضطر لاستعمالها يومياً
لماذا تعامل المرأة – خاصة امرأة المدينة – جسدها على إنه جسد عاجز عن مهام بسيطة، تنتظر رجلاً "ليدفع سيارتها، ورجلاً ليحمل حقيبتها – بغض النظر عن وزنها – ورجلاً يحملها هي نفسها يوم الفرح؟
المضحك في الأمر أنه في ثقافات أخرى في أنحاء مصر يكون الحمل – حمل الأشياء وليس حمل الأطفال طبعاً – من مهام الأنثى ولا يقوم به أي رجل لديه أي نخوة
هل تحب المرأة استضعافها لنفسها؟
هل تعتقد أنه جزء من الأنوثة أن تكون ضعيفة الجسد، لا تحمل طبق سلطة بدون أن توجعها عضلاتها في اليوم التالي؟
من أجمل مشاهد الدنيا: راجل وست شايلين صندوق إيد بإيد
راجل وست بيزقوا زوبة الكحيانة إللي عطلت زي العادة قبل البيت ب200 متر
إذا كانت معظم الأعمال العضلية قائمة على وضع العضلة فوق العضلة فوق العضلة
لماذا لا تشارك المرأة بقوتها؟ ولتكن أقل من قوة الرجل، وهل لا يستعمل عضلاته إلا أقوى رجل عضلياً، ألا يستعمل كل الرجال عضلاتهم بغض النظر عن الفوارق الواسعة بينهم في درجة القوة؟
هل لو اجتمع رجلين أحدهما أقل قوة من الآخر سيمتنع الرجل الأضعف عن المشاركة بمجهوده؟
قالت لي: منظر المرأة وهي تحمل شيئاً ثقيلاً أو تدفع سيارة أو تغير كاوتش مقزز
ربما لأنها تخرج من منظر العروسة الحلاوة وتنكش شعرها وتلوث يديها بتراب العمل
وهذا مشهد لابد وأن ينفرد به الزوج حين يعود من العمل ويجدها مهوشة الشعر تتصبب عرقاً من الوقوف في المطبخ وإيديها ريحتها بصل!!
سخيفة جداً فكرة العروسة الحلاوة وأسخف منها فكرة المرأة الضعيفة التي لا تقوى على شيء
لا أود أن تخجل المرأة من طلب المساعدة العضلية متى تحتاجها
ولكني أستسخف جداً أن تعامل جسدها على إنه مصنوع من الحلاوة الطحينية
وبأقول إيه: لو جربتي تغيري عجلة عربية هتلاقي الموضوع سهل جداً، وما يستاهلش