Tuesday, October 31, 2006

عظمة على عظمة يا دكتور عبد العظيم



"يخالجني إحساس بإن المسلمين في مصر وفي كثير من بلاد العالم اتفقوا على إن الإسلام هو الحجاب"

دكتور عبد العظيم رمضان في الجمهورية
والنقل تم عن جريدة المصري اليوم *

أعد يا رجل ...فنبرات كهذه هي التي تنظف الآذان من الَوْسَخِ


*العدد المؤرخ 31 أكتوبر 2006

Monday, October 30, 2006


شيء من الخوف

مبكرا جدا تتعلم الأنثى الخوف. الخوف ينمو في البيئات المهيئة، وأن تكون الحياة خارجة عن سيطرة صاحبتها، أن يكون الجسد خارج عن سيطرة صاحبه، أن يكون الربط بين الأسباب والنتائج غير وارد، أن يكون ما تفعله ليس هو محدد ما تحصل عليه فاستعد لعدم الأمان النابع من فقدان السيطرة على النفس والبيئة بدرجة تسمح بالتحرر من قيود الخوف، والعيش شاعرا بالأمان. هذا هو بالأساس مصدر شعور "الخوف العائم" (floating anxiety) والذي يتكون من الكثير من المخاوف المتجمعة لا وعيا (والمرأة عموما أكثر إصابة بكل الأمراض النفسية بخلاف الأمراض العقلية التي يتساوى في معظمها الجنسين). فالمرأة تولد امرأة مثلها مثل الذكر جنسها خارج عن إرادتها، فتجد نفسها لأسباب لا يقبلها عقل الأطفال تتعرض لتمييز لا تفهمه، مع إنها – وغالبا في البيئات الأوسع تمييزا – تكون الأكثر عملا وفائدة في البيت أو خارجه.

كنت أفكر قبل وقت في أسباب كون النساء هن الأكثر إيمانا بالغيبيات وممارسة لنشاطاتها، وبعد فترة وجدت إن الغيبيات متسقة تماما مع نسق سير حياة المرأة: أمور خارجة عن الإرادة والسيطرة الشخصية هي المتحكمة في الخيارات والحياة وما تتلقاه المرأة من خير أو شر، الاضطرار لفعل ما هو غير مهم ولا ممتع لها إرضاء لرغبات المسيطرين على الحياة، والذين يصعب فهم مزاجهم، وتعلق الكثير مما تحصل عليه المرأة بذلك المزاج نفسه (ما تطلبيش منه إنك تخرجي وهو راجع من الشغل ومزاجه مش رايق).

تذكرت مسألة الخوف هذا الأسبوع بمناسبة الأحداث التي جرت، وإليكم إطلالة مشفوعة بما أظنه عن خوف المرأة. هناك مخاوف كبيرة حقيقية في حياة المرأة، إلا إنني أشعر إن ما يستنزف الحياة والطاقة هو ذلك الخوف الصغير اليومي من كل الأشياء الصغيرة، حتى لو اختفت المخاوف الكبرى في اللاوعي.

تعال لي يا قطة

بالرغم من إن ما فعله ربما كان أقل أهمية من غيره من الأحداث إلا إنني اخترت أن أبدأ به ربما لإنه خفيف الظل. فالرجل الذي ركب الطيارة 22 ساعة بعمته وقفطانه غالبا إلى النصف الآخر من الكرة الأرضية وجد تشبيه "لحم" المرأة المكشوف "بلحم" البهائم المكشوف الذي قد تنهشه القطط، وبالتالي "فاللحم" المكشوف يستحق ما يحدث له تشبيها وجيها، فمن منا لا يعرف القطط وشقاوتها . وعموما في عالم البهائم الذي نعيش فيه التشبيه طبعا وارد.

ولكن بعد فترة من التفكير وجدت التشبيه غير "متشابه". فالأمهات والجدات كن لو تجرأت قطة وأكلت من اللحم المكشوف يجرين وراءه "بالشبشب" أو المنفضة أو يد المقشة أو ما تيسر من أدوات مناسبة لينال علقة ساخنة تجعله يفكر ألف مرة قبل حتى أن يبدأ الشمشمة، والتي ما إن يفعلها حتى يتلفت حوله منتظرا حذاءا طائرا مصوبا بينه وبين الطبق من صاحب البيت الذي دفع ثمن اللحم ولا ينوي أن يتنازل عنه – على الأقل ليس القطع الجيدة، حتى إن من يربون القطط يفخرون بإن قططهم لا تمد أنوفها ولا أفواهها إلي أي شيء إلا لو قدم لها لإنها قطط "متربية". وفي الأسواق، لو اقترب قط من لحم لدى الجزار سيلحقه شيء شبيه، ركلا أو ضربا، كل حسب درجة اقتناعه بفضيلة الرفق بالحيوان. ذكرني ذلك التشبيه بالممثلة المتحجبة الخالعة المتحجبة الخالعة حتى إشعار آخر ميرنا المهندس والتي ظهرت مرة في برنامج تتدافع عن الحجاب قائلة: "ده حتى الجزار بيغطي الدبايح بقماشة بيضا"

وانتقالا من عالم الدبايح والبهائم إلى عالم بني آدم أسأل عن المرأة التي تسمع مثل ذلك الكلام فيتحرك فيها "الخوف" من "النهش". لا يسعى أحد أن يحرك فيها الرغبة في "تربية القطط" إنما "الخوف"، مشفوعا بما معناه: "تستأهلي، لذلك لن نفعل لك شيئا وليس لك حتى الشكوى"

عيد ووعيد

كلنا عرفنا أحداث التحرش الجنسي الجماعي ليوم العيد، حيث أفطر المصريون على البانجو وانتهاك النساء لساعات بدون أي تدخل من النظام. رسالة واضحة أخرى أن "خفن"، ما من نظام يحميكن من أن تعتبرن "لحما تنهشه القطط". قبلها بأسبوعين أو أكثر قليلا كتب شباب هذه المدونة تدوينة "وعيد" للفتيات إل مش محترمين – من وجهة نظرهم طبعا – بإن الشباب الهايج – إل مش هما قطعا - سيتحرشون بهن وإن الفتيات مسؤولات عما يحدث لهن. الألطف إنه على صندوق الحوار على الجانب يقول أحد أصحاب المدونة إن ما حدث في وسط البلد طلع كدب! وأصدقاؤه المدونون كذبوه! إذ يبدو إنه "إتزنق" في تعليق قطر الندى التي تسأله عن الأحداث التي تعرضت لها فتيات مغطية رؤوسهن ومتعبئات – أي مرتديات عباءات – فقرر أن يكمل الغيبوبة التي هو فيها بإن هذا لم يحدث.

المطلوب: أن تخافي فتسألي نفسك عشر مرات على الأقل أمام المرآة: يا ترى هل ممكن أتسبب في إثارة شاب ما حيث إن التحرش مجانا وعلى مسؤوليتي؟

على الباغي دارت الدوائر

الكوميديا السوداء في المعركة "العجيبة" الدائرة حاليا بين المطالبين بالوجه والكفين والمطالبين بالعينين فحسب – ويستحسن بدون عينين – تحت ما يسمى النقاب إن أسلحة الحرب هي نفسها التي استخدمها المطالبين بالوجه والكفين مع العقلاء الذين حاولوا أن يفهموهم إن مسألة "الوجه والكفين" ليس لها سند حقيقي لا في القرآن ولا السنة – وهذا حديث آخر – فإذا بأسلحتهم ترتد إليهم، فيفند المطالبين بالنقاب الآيات موضحين إن لا شيء فيها يدعم مسألة "الوجه والكفين" – ولهم الحق، وطبعا أي طفل في الأزهر يعرف إن حديث أسماء – أو "حديثي" أسماء للدقة ضعيفين – بل وإن اختلافهما يسقط حجية كليهما، ثم يتمسك أصحاب النقاب بالحديث الآخر الضعيف: "المرأة عورة" ولم يستثني منها شيء" فتظهر المعركة على ما هي عليه أصلا: هزلا في هزل اعتمادا على جهل الجمهور وثقافة السمع والطاعة.

إنني أورد هذه القصة لإنه بينما دارت المناوشات والضرب تحت الحزام على الفضائيات اتصلت فتاة بالهاتف قائلة ما معناه: "الأفضل أن تلتزم المرأة الحيطة لو كان هناك خلاف، فلماذا تخاطر بعقوبة السافرة الرهيبة؟" الخوف

حسنا، هذا بعض ما حدث في حياة النساء خلال الشهر الماضي – الذي كان بالصدفة الشهر الفضيل – تحرش جماعي وتهديد على الفضاء السيبيري وتحميل لمسؤولية الإغتصاب من قبل رجل دين ومعركة حول نافذة النظر – الوجه، مركز الحواس – الذي تقابل به المرأة العالم.

إلا إن ما دفعني لكتابة التدوينة كان قبل ذلك بكثير. فالنساء يعشن في الخوف مقيدات به أكثر بكثير مما سيضرهن الحدث نفسه. أتخيل حجم الحرية الذي تخسره المرأة بهاجس "الخوف من الاغتصاب" وهو محرك أساسي لنظام تحركات النساء، أكثر بكثير مما ستخسره من الاغتصاب نفسه!

كنت قبل سنوات كثيرة قد قررت ألا أخاف الاغتصاب، وألا أنتقص من حريتي شيئا جراء الاحتراز منه. أخرج في كل الأوقات وأمارس حياتي بشكل طبيعي ولا أفكر فيما يقوله الأهل: "أحسن حد يعمل فيكي حاجة". ربما لا يتم التعبير عن هذه الفكرة كثيرا، إلا إن الخوف من الاغتصاب واحد من المخاوف الأساسية .. قارنيها بفكرة "أعز ما تملك المرأة" وستتضح الفكرة أكثر. أفكر إننا كلنا نعرف خطورة الموت خلف عجلة القيادة أو في حادثة سيارة: أكثر بكثير نسبة من خطورة التعرض للاغتصاب، إلا إن أحدا منا لا يقبع في المنزل محافظا على حياته ولو طالبك أحد بذلك ستتهمه بالجنون، إلا إننا نجده أمرا طبيعيا أن نطالب المرأة بالعودة الساعة كذا وعدم ارتداء كذا وعدم التواجد في المكان كذا – أي تقليص حرية حركتها – خوفا من التحرش والاغتصاب. الخوف يستهلك أكثر كثيرا من الاغتصاب نفسه.

تتعلم الفتاة الصغيرة أن تخاف من جسدها أكثر بكثير من الذكر: تخاف طوال الوقت على غشاء البكارة في الحياة العادية. يا إلهي كم مرة سئلت إن كانت الدراجات تمزق الغشاء المقدس! كم من مرة قرأت التساؤلات في الصفحات الطبية عن الجمباز والسقوط وما شابه.

أتذكر أمي وأنا طفلة تخبرني إنني لو جرحت بين ساقي سأموت، لإن الفتاة التي تجرح بين ساقيها تموت. بالنسبة لطفلة في السادسة يبدو الموت فكرة غريبة بالنسبة لأي جرح عموما. ما رسم سخرية على وجهي الآن هو تلك الحقيقة المضحكة: الذكر هو الذي لو جرح بين ساقيه قد يموت، فالخصية من المناطق التي يتصل رد فعل الإصابة فيها بالقلب فتؤدي لتوقفه والوفاة. لا أظنها حذرت أحدا من إخوتي الذكور من ذلك.

من المواقف التي تؤلمني جدا هو رؤية التوتر الذي يبدأ في الظهور على وجه فتاة تعدت سن الرشد بسنوات كثيرة بينما يقترب ميعاد حظر التجول وهي ما تزال خارج المنزل. لا يهم ما تفعله في ذلك الحين. يبدأ التوتر والقلق والاستعداد للمعركة والاعتذار وترتيب القصة لتوضيح وجاهة السبب الذي جعل فتاة مثلها في الثامنة والعشرين تتأخر حتى العاشرة والنصف. أحس إنني يوم أرى هذه التوتر مرة أخرى على وجه واحدة من صديقاتي سأنهار. للأسف أنا أراه كثيرا. أصبحت أخشاه أكثر مما يخشينه هن. يا للهول! لقد صرت أخاف من خوفهن!

أذكر إنني كنت أقل خوفا بكثير قبل سنوات، وإن خوفي زاد في السنوات الأخيرة لسبب مجهول، ربما يكون العمر. ربما الضجر من معركة متكررة وحرب يومية. لا أريد أن أعود وحدي ليلا متعرضة لحماقات المارة والمتسكعين. أذكر مرة قبل سنوات صمم أحد أصدقائي أن يصحبني حتى البيت فصممت ألا يفعل. هو اعتبرها واجبا لإننا كنا بعد منتصف الليل، وأنا اعتبرتها رقة تكلفني كثيرا. حكيت له مشهدا من فيلم "جي آي جاين" حيث تشكو الضابطة التي تحاول شق طريقها في فرقة للذكور فقط من معاملة رئيس الوحدة لها بطريقة خاصة فيرد: "أنا أحاول أن أكون متمدن فتشكين؟" فردت عليه: "إنه تمدن لا طاقة لي بثمنه". إننا ندفع ثمن الحراسة والحماية من حرياتنا. أقاوم بشدة انتقاص حريتي التي تمسكت بها والتي صممت أن أحدا من السفهاء لن يسلبني إياها خوفا، إلا إنني ضجرت، تعبت من الجهاد اليومي، تعبت من رسم عبوس قاسي على وجهي درءا للتحرش أو السخافة، تعبت من سائقي التاكسي بعد منتصف الليل، تعبت من البذاءات التي أسمعها رغما عني، تعبت من التحفز. تعبت. لا يطاوعني قلبي الآن أن أتنازل عن جزء من مساحة حركتي ملاطفة لخوفي. قبل شهور حول منتصف الليل مررت بجوار عسكري حراسة فقال لي بصوت واضح: "مساء الخير". لم أفكر حتى في الرد عليه، لم أغير العبوس المخيف من على وجهي. إلى هذا الحد يبلغ الحذر، ألا ترد على عسكري مجند لا يستطيع التحرك من موقعه تحية المساء. أخذت أفكر باقي الطريق في ما فُعِل بي وما فعلته بنفسي حتى توجست من الرد في ظرف يكاد يخلو من الخطورة. سامحني "مساء النور". الخوف مذلة.

تتعلم المرأة أيضا أن تخاف من الله جدا. فهناك لائحة طويلة من العقوبات على ما لا يد لها به. تجلدها في الجوامع والكنائس الأصوات الغليظة المهددة. لو نامت وزوجها غير راض عنها تلعنها الملائكة حتى الصباح. يا للقسوة. التي تتسبب في "إعثار" الرجال "ويل لها" طبقا للنسخة المسيحية. إذا اشتم الرجال عطرها فهي "زانية": الصفة التي تخشاها أكثر من أي شيء. إذا قررت أن تتزوج فهي تقرر أن تضح أمرها "شرعا" في يد آخر، يتحكم فيه وفي أولادها ويكتفي أصحاب المنابر بمطالبة الرجال "بالرفق"، وهي بالمناسبة وصية متكررة في المسيحية والإسلام. تتأقلم النساء بسرعة جدا على إن الله غير عادل، ويبدأن في تلمس الأعذار المحفوظة له بدلا من الثورة على من التفت أيديهم القابضة على الأعناق.

ويتخذ الخوف والتوتر شكلا جديدا لو اتخذت المرأة القرار الكبير بالاستقلال بحياتها بدون زوج. يصبح عليها أن تقدم أعذارا لو أرادت استئجار شقة، وأن تحتاط من الجيران والبواب وصاحب العمارة، إذ إنها فتاة مريبة حتى يثبت العكس الذي لا يثبت غالبا. وفي أي إشكال لن يقف معها لا جيران ولا شرطة ولا غيره، ويمكنها أن تعتبر نفسها لوحدها بالكامل، عليها أن تحافظ على سلامتها وسلامها بطريقتها الخاصة حسب الظروف، وألا تنتظر أي حماية كمواطن عادي.

مؤكد إن الخوف "رجلا" و"امرأة"، إلا إنني عاجزة أن قتله!

Monday, October 23, 2006

إحنا في البوبز وما نعرفش!

ضغطت على هذا الرابط لأختار ما بين جار القمر وما بدالي ففوجئت حالا إن مدونتي في العشر مدونات المرشحة للبوبز - مضافة من ما يقرب من شهر
مش قادرة أقول إني مش مدهوشة جدا
معلوماتي عن المسابقة ضعيفة
معقولة كدة؟ كان ممكن تعدي كل حاجة وما أعرفش حتى إن المدونة مترشحة؟
حتى عشان أفرح شوية؟
طب مش حد يقول لي؟ يصفر ... أي حاجة
ما علينا .. أول ما أتعلم أتعامل مع الإتش تي إم إل هأكتب علي المدونة
"رشحت ضمن أفضل عشر مدونات في مسابقة الدويتش فللا ... وما كسبتش!"
شاكرين من أكرمونا بالترشيح
عودة بقى لنفس المشكلة: جارالقمر ولا ما بدالي؟

مُبَََادرَةُ اسِتلطاف


شوفي يا حبيبتي..!!

القضيب شكله مقرف جداً جداً..


و صدقيني أغلب النساء تتظاهرن أن شكله مقبول..

لازم نتكلم بصراحة يا ناس.. المشكلة في جسم الرجال هو ده الشيء..

لو كان مش موجود.. أحسن!


أستغفر الله اللهم لا شماتة

تمر المرأة بأحاسيس مختلفة بشأن القضيب، مركبة جدا كما أراها نتيجة تعقد العلاقات الانسانية الطبيعية ومرورها بصفايات المجتمع وأبوابه وشبابيكه. فمثلا النساء، خاصة غير صاحبات العلاقات الجنسية يجفلن ويصرخن ويصدرن مجموعة من الانفاعالات الغريبة لدى رؤية قضيب بالصدفة أو بالقصد في حالة اعتقاد شخص ما إن قضيبه حالة عامة لابد من عرضها في الشارع. فالقضيب على عكس أجساد النساء عضو محاط بالسرية والغموض، أقصد شكلا طبعا وليس موضوعا. فالمراهق مثلا أول ما يكتشف إن بنت الجيران تصيبه بأحاسيس مريبة يجد نفسه تحت وابل من الصور من جميع الاتجاهات تصور كل شاردة وواردة في جسد المرأة، ويختار هو بعدها ما يحبه أكثر، المرأة المادة صدرها أم المادة مؤخرتها، أم الندرة التي تفتح ساقيها حيث المنطقة غير المثيرة بصريا. بالنسبة للقضيب الموضوع مختلف، فبالرغم من كونه العضو في جسد الرجل الذي نال الشرف الكبير أن يكون عورة، فالنساء لا يتبادلن صوره، ومشاهدته بين المراهقات لا ترتبط لا بإثارة ولا بغيرة – غالبا – ليس أكثر من الفضول، بمعنى: "طالما رأيت واحدا فقد رأيتهم كلهم". بعدها أيضا، بعد التعرف عليه كعضو تختلف أيضا ردود الأفعال، ما بين الفزع، واللامبالاة والإشمئزاز بدرجاته.

مثله مثل فرج المرأة نادرا ما يوصف القضيب من النساء بإنه جميل، وإن كان القضيب يختلف لكون الرجال منشغلين به بشكل يصل إلى حد المرض أحيانا. مفهوم طبعا أن يرتبط القضيب بالنسبة للنساء بعظائم الأمور، فهو العضو القادر على ضرب الحياة في مقتل وفضح البنات وجلب العار وتدمير الشرف. ربما بسبب ذلك ضاعت على النساء فرص كثيرة أن يشعرن بجمال عضو حي مثل القضيب، ولا أقصد دوره في الشعور، إنما أقصد إنه هو جميل، حتى لو لم يفعل شيئا.

عند واحدة نقاش حول "الهرش" وارتباطه بالقذارة واللياقة وحتمية ارتداء ملابس داخلية حتى لا يبدو القضيب ظاهرا. وأنا أتساءل حول كراهة "الهرش". هل القضيب وما حوله محرومين من الإحساس بالحكة؟ لماذا نغفر للرجل أن يهرش رأسه ورجله وعينه وخده ثم نمتعض وندير وجوهنا أو نعتبره "معفن" – التعبير من تعليق لدى واحدة وليس تعبيري - لو مد يداً ليهرش لا سمح الله مساحة فيها القضيب؟ قد نشعر بالحرج نعم لارتباطات جنسية، وليس لهذا من أهمية، فهو حرج للأسباب الخطأ، هل يجب أن يكتم الرجل – ليكون رجلا شيك – الهرش ويتململ ويتعدل ويدرس المنطقة ويتحنجل ويفقد تركيزه فيما أقول حتى لا يهرش، فأفكر أنا فورا إن هذا الرجل الذي أنا جالسة معه إما رجلا "معفناً" أو ذئبا بشريا؟ هل كل من يهرش رأسه مقمل؟ هل كل من يهرش بطنه جربان؟ هل كل يهرش قدمه مصاب بالفطريات؟

سأذهب خطوة أبعد من ذلك. فلنفترض إن رجلا ما في ظرف عادي مرت بذهنه أو بجسده فكرة أدت لرد فعل انتصابي طبيعي، فاستعدل قضيبه بدلا من أن يصاب باحتباس في الدم، ما الضرر الاجتماعي الفادح الذي أصاب المجتمع؟ ليس عيبا أن ينتصب قضيب كلنا نعرف إنه ينتصب ونتوقع أن ينتصب فيحتاج لتغيير وضعه قليلا. انتصاب القضيب ليس فضيحة، الفضيحة هو أن يعتبر الرجل انتصاب قضيبه أمر بالاحتكاك أو الانتهاك لأي أنثى مارة، وكأن عفريتا مسه، وليس على إنه رد فعل يحدث للجميع رجالا ونساء – سريان الدم في الأعضاء الجنسية سواء مع الإثارة أو دونها – وعليه أن يتعامل معه على هذا الأساس ليس أكثر.

سمعت من النساء كلاما كثيرا عن القضيب يتراوح ما بين "يع" و"جاهم القرف" و"بيخوف" إلى التعليق الذي وجدته هنا على تدوينة قديمة. خسارة إن عضو حي مثل القضيب لا ينال حظه من الإحساس.

خسارة. الأعضاء الجنسية الخارجية للرجل جميلة، وتناقض أحاسيسها بديع، فبينما يُمَس القضيب نفسه ببعض القوة ويستعذب بعض الاعتصار أو الضغط ويشكل ذلك متعة – شديدة غالبا – فكيس الصفن - والخصيتين عالتيا الإحساس أيضا - لابد وأن يمس كطفل وليد، بمنتهى الرقة بجلده الرقيق والخصيتين اللتين لا تتحملان سوى المس الخفيف جدا، نزولا للمنطقة الحساسة المهملة في الرجل والمرأة – العجان – فهناك عالم كامل من الأحاسيس على طيف طويل. عليكِ أن تكوني رقيقة كريشة هنا وأن تستجمعي قوة كفيك هناك وأن تكوني كمرور الهواء في مكان آخر. لطيف. وانفعالات القضيب المختلفة، من انتصاب وقذف حية جدا. كيف يمكن للمرأة ألا تحبه؟

ما لا يتضح في أذهاننا بشكل مباشر حول الجنس بين الرجال والنساء، ربما لإن الرجال هم من كتب الجنس وتاريخه، هو إن أكثر الأعضاء إحساسا في الرجل والمرأة، ليست هي محور إحساس الطرف الآخر، بمعنى: الإيلاج أكثر الأحاسيس "كثافة" – ولن أقول متعة لإن كل حر فيما يمتعه أكثر – لدى الرجل، أي كون القضيب بكليته محاطا بالنسيج المهبلي وحرارته وزلاقته وما خلافه. ولذلك، فقد افترض الرجل، حين بدأ يفكر إن للمرأة متعة أيضا، أن المنطقة المقابلة لديها في نفس العملية – الإيلاج – لابد وإنها الأكثر إحساسا، وهو خطأ تاريخي لم ينجح بعض من أذكى الرجال في التغلب عليه – فرويد في كل مجده لم يفهم. أما المرأة فأكثر إحساساتها "كثافة" أيضا هو الإحساس البظري باللمس المباشر، بدرجة الضغط المناسبة لدرجة تعبأ البظر بالدم في تلك اللحظة، وإن كان حتى في تلك الناحية، فالنساء يستمتعن باللمس الخالي حتى من أي ضغط يذكر في كل مراحل الإثارة، وهو الأمر المحير الذي ينطبق على كل أجسامهن بما فيها الأعضاء الجنسية الخارجية، على عكس الذكور الذين قد يفقدون الاستمتاع باللمس الخالي من الضغط على القضيب بعد الانتصاب الكامل. والبظر طبعا ليس محور إحساس الرجل في علاقته بالمرأة، إنما المهبل. الرجال والنساء لم يوجدوا ليتقابلوا، إنما ليبذلا مجهودا خاصا كي يصل أحدهما بالآخر لمتع جديدة. أحب أن أفلسفها وأقول: كي لا يُفقدا في أقصى متعة في نفس اللحظة فيفكر كل منهما في نفسه فحسب، بل كي يتمتعا بلحظات انفعال الشريك أيضا، هذا لو كان في العلاقة شريك مكافئ، وليست استنماء من شخصين. الفقرة السابقة هدفها أن أوضح رأيي من أن القضيب لا يمثل – كما يحب الرجال أن يعتقدوا – المتعة الكبرى بالنسبة للمرأة، فالإيلاج بالنسبة للمرأة هو مداعبة ليس أكثر، لإن العضو الذي سيصل بها للأورجازم في مكان مختلف. وربما لإن الرجال يقودون الجنس، فقد فقد القضيب متعة أساسية بالنسبة للمرأة، أن تداعب به الرجل، والإيلاج على أي حال يحدث في معظم الأحيان على غير استعداد من المرأة، وعليه مفهوم أن يصبح القضيب عضو "يخص" الرجل، وينجز مهمة قد تستشعر المرأة في حالة من ابتسام الحظ جزء من المتعة فيها، وكان الله والدنيا كلها بالسر عليم.

القضيب أيضا للأسف من الأعضاء التي تتعرض للتشويه المنظم، ما إن يولد ذكر حتى يقررون إنه لا نفع لغرلته فيسحبونه وعمره يوم واحد أو أكثر قليلا ويقصون من جسده. من أنتم يا سادتي الأنبياء الآباء الأطباء الشيوخ الكهان حتى تقرروا لطفل أن قطعة من جسده ستستأصل بلا مرض ولا علة ولا حاجة؟ أيضيركم أن تنتظروا أن يقرر الذكر لنفسه؟ عار عليكم

معظمنا كنساء مصريات لن نرى شكل القضيب الحقيقي أبدا، إلا في المواليد الذكور قبل أن يمدوا إليهم الأيادي المباركة بالمقصات ... اكتشفت للتو إنني أتحدث عن خبرة مع القضيب المختون، وإنني لا أعرف القضيب الكامل كما خُلِق إلا في الصور. ولو، هو جميل على أي حال. على أي حال بعد أن يكتشف الناس حماقة تمسكهم بالملابس بمناسبة وبدون ويعتاد الناس رؤية القضبان حرة في الهواء الطلق، سيتقلص الكثير من الخوف ويبدأ التعامل الطبيعي مع جزء طبيعي في جسد آدمي طبيعي.

كنت أحب ورقة العنب التي ينحتونها أو يرسمونها مكان القضيب في بعض التماثيل العائدة للعصور الرومانية، شكلها يشبه منطقة القضيب فعلا، قطعة طويلة في المنتصف محاطة ببروزين أصغر، واحد على كل جانب. ما ألطفه!
ربما لذلك يذكرني شكل القضيب دائما بشيء جميل، فأنا أحب كل من العنب وورقه. صحيح إن النساء يستغرقن بعض الوقت ليعتدن انفعال القضيب، إلا إنه بعد اعتياد تغير شكله يمكن لأي امرأة كانت، إذا أتاح لها شريكها الفرصة أن تشعر إن القضيب جميل. ليس إنه "قوي" ولا "كبير" ولا "قاسي" ولا "مثير": جميل ... أقصد "جميل".

سيداتي: أعطوا القضيب فرصة، ربما لو شعرتن به ستجدنه جميلا، ربما لو تأملتنه بعيدا عن كونه عضو جنسي أحيط بما أحيط به من تاريخ مشوه ستسلطفننه، وليس صاحبه فحسب.

هل يعرف الرجال – أو يشعرون – إن أعضائهم الجنسية الخارجية "جميلة"؟

Friday, October 20, 2006

خط أزرق

لم تكن بالنسبة لي أكثر من خط أزرق

خط أزرق لابد من محوه بأي ممحاة قادرة

لم تكن هناك أي من تلك المشاعر المختلطة ولا أي من الهراء الذي يحكون عنه

مجرد خط أزرق حيث كان من المفروض أن تكون هناك مساحة بيضاء لتسير الأمور وفق ما هو مخطط لها، لست ممن يقدرون المفاجآت ... خصوصا ذلك النوع من المفاجآت

أنت لا تفهم، مفهوم ... فكم خلية تكون الجنين وعمره خمسة عشر يوما؟ مئة؟ ألف؟ عشرة آلاف؟ مليون؟

أنا أتكون من ما يقرب من مئتي بليون خلية ... بليون، ولا أفهم

أنت مجرد خلية من المئتي بليون خلية التي تكونني، أي إنك واحد على 200 بليون

وأنت لست "أنت" على أي حال، والصواب لغويا على الأقل أن تكون "أنتي"، فالجنين دائما أنثى حتى يحدث ما يقلق هرموناتها بعد الشهر الثالث. لذلك تصحيحا للخطأ التاريخي: أنتي

وأنتي لست "أنتي" أيضا، لإنك لست انسانا، ولكنني على أية حال أحادث الأسرة والكراسي والوسادات وكأن لها حياة فيها، فلنتغاضى إذن عن كونك غير موجودة بداية

لم أسمح لك أن تأتي لأنني أحبك، أنت وكل أخوتك الذين يذهبون كل ثمانية وعشرين يوما. كل واحدة منها فرصة لانسان وغير مسموح تحت أي ظرف أن تكتمل تلك الفرصة، من ينجبون الأطفال ربما يحبونهم، أما من لا ينجبونهم فيحبونهم أكثر بكثير

آه، رفضت أن تبقي في جسدي يوما واحدا آخر، شعرت بما سأشعر به لو إنهم أخبروني إن ورما خبيثا ينمو في أحشائي، أكنت أتردد في استئصاله لو كان ذلك متاحا؟ ولا لحظة

أتذكر الطبيب وهو يسحب الدم من ذراعي وقد تصلب ذراعي بالكامل بعد ظهور الخط الأزرق، ابتسم قائلا: "إنك متوترة لإنها المرة الأولى"، رددت عليه بإنني لا أريد أولادا فتجهم قليلا كإنني كسرت حالة صوفية ما تنتابه بينما يجري اختبارات الحمل، كإنه بشكل ما يشارك في المهمة المقدسة.

أحاول أن أشعر الآن بأي شيء أو أفهم حجم المعركة القائمة بشأن الأجنة المجهضة وكم الأدبيات المكتوبة حول الشعور بالفقد وما تصفه النساء من مشاعر على إنها مشاعر غريزية تبدأ مع الحمل. شيئا من هذا لم يحدث لي. لم يحدث أكثر من الغضب وركل الحوائط بسبب انحراف الخطط عن مسارها برغم اتخاذ المحاذير اللازمة. لا أنكر إنني لا أؤمن بحياة الأجنة، فالجنين ليس أكثر من مجرد خلايا غير قابلة للحياة المستقلة مثلها مثل ملايين الخلايا التي يطردها رحمي كل ثمانية وعشرين يوما. سنوات وأنا لا أشعر إلا بالراحة إنني نجحت بكفاءة في إزالة الخط الأزرق، بالرغم من نقص خبرتي وقتها.

لا أخفيك إن كل المعطيات الدينية بشأن الأجنة ليس مسجلة في خلايا دماغي أصلا، فالمجانين ذوي الذقون والعباءات يحللون الإعدام ويحرمون الإجهاض، لا تشغلي بالا، يمكنك أن تفهمي ربما من ذلك المثل البسيط سخافة وتناقض البشر الذين أعفيتك من الاختلاط بهم.

هل سأتردد اليوم في إزالة أي خط أزرق آخر؟ لا أظن. سأفترض إنكِ إنسانا كما يحب البعض أن يعتقد لغير سبب منطقي، صدقيني أنت أفضل حالا كثيرا في البالوعة. فمكب النفايات الأكبر الذي نعيش فيه مشكلته إنكِ تشعرين، على عكس كونك خلايا ميتة في البالوعة. وثقي إنني أحمد نفسي مرتين كلما أطلقت إحدى ثورات غضبي أو خوفي أو اكتئابي على رف برئ يرفض أن يثبت في مكانه، أو طبق صيني مسكين، أو صديق تصادف وجوده وقتها. كان من الممكن أن يكون ... أنتي. أحمد نفسي مرة لإنني حميتك من الدنيا كلها، ومرة أخرى لإنني حميتك مني.

أحيانا أحاول أن أفكر: ماذا لو كنت ولدت؟ كم سيكون عمرك وشكلك ومثل تلك التفاصيل، إلا إنني لا أشعر بأي شيء، ولا بأي شوق، ولا ينتابني إلا الإحساس العارم بالراحة السالف ذكره.

أعرف إن المسألة معقدة جدا على الفهم بالنسبة لعدد لا يذكر من الخلايا مثلك، إلا إنني تذكرت للتو فلم فرنسي شاهدته مرة وأنا صغيرة اسمه "العصافير الزرقاء"، للأسف لم أجده أبدا بعدها. كان الفلم يدور في عالم ما قبل الولادة، حيث الجميع سويا سعداء حتى تعكر الولادة صفوهم. ربما أنتِ هناك وسعيدة، بأي حق على أي حال آمر انسانا أن يوجد لمجرد إنني رغبت في امتلاك شخص؟ الرغبة في الخلق فتنة، ولا أحد يحذرنا منها.

بما إنكِ هناك وسعيدة فلست مضطرة لتعكير مزاجك بالتفكير في الأمر، أتركيه لنا نحن الذين ولدنا ولا نعرف لماذا ولدنا، على الأقل أنتِ تعرفين الآن لماذا "لم" تولدي.

Monday, October 02, 2006

بيسو وواحدة وحاجات تانية


لازال عندي أمل أن تنتظم دورة حياتي: أستيقظ وأنام بمواعيد ويصبح من السهل عليَ أن أتوقع ما سأفعله في الغد وأضمن إنني لن أستيقظ وساقي ثقيلة كالرصاص ودماغي متوقف عن العمل وملتصق بالوسادة وأحتاج لأستريح من النوم نفسه. أحاول منذ قرأت ما كتبه أحمد هنا أن أجلس بجدية لأفكر في الموضوع وأكتب، فتمر أيام وأفكر أحيانا ولا أكتب وها أنا أتشعب إلى موضوعات جانبية وقد أنسى ما خرجت لأجله.

ما علينا

في الفترة الأخيرة لأسباب اعترضت طريقي بمحض الصدفة الكونية التي ليست بصدفة على الإطلاق كنت أفكر أثناء المسافات الطويلة في الجنس والنوع والجنس الاجتماعي والتشريح، ووجدت كل النهايات مفتوحة بدون أي تأكيدات معرفية. أي إنني لا أفهم. وكنتيجة لإنني كنت أفكر كثيرا دون أن أصل لنهايات أو أشباه نهايات فقد اندهشت كيف إن الواحد أو الواحدة منا يواجه منذ الصغر بكم هائل من الحقائق المطلقة والتأكيدات الخاصة بجنسه وتشريحه وما يجب ولا يجب أن تحس به. يظن المرء أن الجنس والنوع والمشاعر المتعلقة بهما وأخلاقياتهم هو موضوع في غاية السهولة، شكة دبوس. أشعر هذه الأيام إنني أتحول إلى عذراء مرة أخرى، لأن فكرة ما عن العذرية كانت تتملكني منذ صغري، إنها حالة عدم فهم الشعور، فالطفل قد يحس الأورجازم بل ويغتصب دون أن يفقد عذريته، فالعذرية هي الجهل بالشعور وعدم فهمه، وهذا هو الشعور الذي يتملكني هذه الأيام بشأن الجنس كله.

أثناء تلك الفترة قرأت ما كتبه أحمد وظهرت "واحدة" – يا أهلا وسهلا.

يا بيسو أعجبني فيما كتبته فكرة عدم وجود حدود حادة جنسية فاصلة مثل ما كان الإنسان يظن بالأساس. التأكيد على فكرة إن البشر لا ينتمون لنوعين محددي الشكل والشعور والميول الجنسية وإن الإنسان طبيعة أكبر من أن يحدده شكل جسده أو الأشكال الاجتماعية المفروضة.

مرورا بمسألة النسوية وعضوات الحركة النسائية التي خصصتني وواحدة فيها في الحديث، فقد قرأت ما كتبته واحدة أكثر من مرة.

الحديث عن النسوية أو الحركة النسائية أو غيرها من الأسماء محير بالنسبة لي لا أنكر. ربما لإني شخصيا لم أنتم يوما لأي من الاتجاهات الرسمية المشجعة لتحرر المرأة أو ما شابهها من الأسماء، لذلك فمصطلحات مثل الحركة النسوية والجنس الاجتماعي جديدة نسبيا بالنسبة لي، عرفتها متأخرا بعد أن كانت أفكار كثيرة قد تكونت فعلا. ربما كان ذلك ما جعل قراءتها مسلية، خاصة كلما تقدمت في العمر. لهذا السبب لن أتحدث إلا برأيي الشخص، وما أعنيه أنا سواء على هذه المدونة أو في حياتي بشكل عام، وأرى إن موضوع مثل النسوية يشبه الدين بعض الشيء، كل منا يراه بشكل، وصعب أن يوضع كله في سلة واحدة، خاصة مع الاستعمال المبتذل للكلمة، كل يستعملها لشأنه الخاص بداية من صافي ناز كاظم (الموجودة في قائمة علاء لمن سيزورهم بالبازوكا بعد أن يصل للحكم – عن استحقاق) ومن شابهها من أخواتنا وحتى نوال السعداوي ومن يسيرون على نهجها مرورا بكل أشكال الطيف.

أفهم تعاطفك يا أحمد مع الأهداف، وقد أثار ما قلته عن التعاطف بالذات أفكارا خاصة لأسباب متسلسلة لن أتعبك بذكرها. فكرة المساواة أقلقتني منذ الطفولة بسبب انشغالي بفكرة أخرى هي: "العدالة". يصعب على من يؤمنون بأهمية العدالة في استقامة الحياة ألا يؤمنوا بفكرة المساواة ويصعب على من يعتمدون الاستنتاج الرياضي ألا يصلوا لمنطقية فكرة المساواة بين البشر. لهذا السبب قد تتعاطف دون حتى أن تفهم أو تهتم بتعقيدات الرحلة: بمعنى أن يصبح الإيمان بالمساواة - بين أيا كان من البشر - أساسا يبنى عليه ما يمكن الوصول إليه بعدها وليس الممكن هو محدد درجة المساواة.

بشكل شخصي أرى إن حركة تحرر المرأة هي حركة تفكيك وليست حركة قطعنة وهذا خلاف أساسي لي مع تدوينتك يا بيسو: بمعنى إن تحرير الإنسان هو عتقه من حتمية الانتماء لقطيع معين، وليس إعادة تقسيم الدنيا لقطيع ذكوري وقطيع من الإناث في معركة أو محاولة لانتزاع مساحات من الآخر، إنما تحرير الفرد، ثم الفرد ثم الفرد. أنا من غير المؤمنين بالجماعة. أن تتحرر المرأة أو الرجل في رأيي هو أن تنفك ربقة المبادئ والأخلاق الموروثة وأن تختار ما تنتمي إليه وما تعيشه بنفسها وأن يتحول المجتمع إلى مكان للنمو المبدع للفرد وليس مجال قمع أي ما يخرج عن المألوف.

وعليه أيضا فأنا أختلف مع النصف الأول من هذه الفقرة في تدوينة واحدة وأتفق تماماً مع النصف الآخر:

المرأة بتجيلها الدورة الشهرية مرة في الشهر او كل 28 يوم. كلنا نعرف هذا. جسمها يظل في تحول مستمر طوال شهر كامل مابين دورة وأخرى بشكل انت مستحيل تفهمه لإنك لم ولن تعيش تجربة مشابهة له ابدا في حياتك. مزاجها يتغير. رائحتها وشكل جسمها واحساسها به يتغير. هذه حالة هي تعيشها 24 ساعة في اليوم لمدة 12 شهر. تجربة الحمل الثقيلة جدا, الولادة, الإرضاع, وياسلام لو اجهاض. الذكر له اورجازم واحد بينما الأنثى تتعدد اشكال الأورجازم عندها. كل هذا بلإضافة لتجربة وجودها في مجتمع ما, تحكمه قوانين وأعراف تضطهدها كأنثى, يخلق تمايز ما بين تجربتها وتجربة الذكر. الكنيسة التي تتعامل مع النساء بإعتبارهن درجة أدنى لإن المرأة من نسل حواء اللي هببت آدم من الجنة, الثقافة الإسلامية اللي مابتفرقش مابين دعاء الزواج ودعاء شراء عبد أو دابة, التوراة اللي بتشوف المرأة كائن نجس. كل هذا القمع والتعالي, بكل تداعياته على سلوك البشر, يخلق بالرغم منك ومني, تجربة "عامة" للنساء. حتى بإختلاف اوضاعهم العمرية أو الطبقية او إختلاف أشكال "مهابلهم".

شعرت بدغدغة فكرية لطيفة حين قرأت هذه القطعة

سبب "الزغزغة" هو إنني شعرت بإنني أختلف معها – لا تهملوا الفعل "شعرت" – وشعرت أيضا إنني أتفق معها، فجزء مني لا يؤمن بتفرد خبرة المرأة لإنها امرأة أو تفرد خبرة الرجل لإنه رجل، فأنا لا أؤمن مثلا بسيطرة دورة الهرمونات على حياة المرأة، مثلما لا أؤمن بمن يحملون الرجل مسؤولية العنف لإنهم حين يحقنون الفئران بالتستوستيرون يجدونها أكثر ميلا للعنف والدموية. أنا لا أؤمن بدور الكيمياء في حياة البشري إلا في حدود معينة ربما كتبت عنها لاحقا. هناك إحساسات خاصة يختبرها كل جنس وحده فحسب؟ أكيد، إلا إن حجمها أقل جدا من أن يصبح مكون مهم للحياة.

مثلما أختلف مع جمل من نوع: "الأنثى المقدسة" إلا في سياق أدبي مثلا من نوع قدسية الإنسان نفسه وجسده وإبداعه، أما من يظن إن جسد المرأة به من العبقرية ما يجعله متفوق عن جسد الرجل وبالتالي يجعلها إنسانا أكثر تفوقا فهو استبدال لتمييز بتمييز آخر ودعوة ساذجة لسباق محموم ليس فيه من مكسب أو خسارة إنما لهاث مستمر واحتقار مستمر من الطرفين، لأن الجسد بالأساس ليس محور الإنسانية، وقدرة المرأة على الإنجاب مثلا لا فضل لها فيها ولا تعني تفوقا انسانيا، ألم تنجب النساء للموت قطعانا وراء قطعان؟ قد تكون فكرة الإنجاب بالنسبة للإنسان الأول فكرة مدهشة ومبهرة، إلا إنها لابد أن تكون في حجمها بالنسبة للإنسان الذي تعرف أكثر على عمق خبرة الحياة.

لأوضح رأيي أكثر: معظم الخبرات الخاصة – أو التي توصف بإنها خاصة – مثل ما كتب هنا، تنبع خصوصيته من وصفه الاجتماعي، فأهمية أن تختبر المرأة الحيض على إنه دليل صحة وشعور حياتي طبيعي مصدره القلق التاريخي من دورة المرأة الطبيعية وإحاطتها في الجوامع والكنائس والنواصي والحمامات بطقوس خاصة ومحظورات تحولها عن طبيعتها وتجعل اختبارها بشكل تجريدي ككجزء من الحياة تجربة جديرة بالعيش. أما دور تغير الهرمونات في دورة مستمرة فلا أراه ولا أحسه ولا أفهمه، لأن أجسادنا بالطبيعة تعيش في دورات ولا نشعر بها، عشرات الهرمونات التي اكتشفناها والتي لم نكتشفها تسعى في الجسد الإنساني في دورة يومية أو أكثر من يومية، مثل هرمونات النوم واليقظة ، الجسم أذكى من أن يعيش مقلقل، وفكرة الدورة القمرية لطيفة أدبيا، وفيها تواصل مع الكون يساعد على اختبار أحاسيس عميقة، ولكنها أبعد من أن تكون – في رأيي - مكون أساسي يلون المرأة ويجعل لها خبرة خاصة ثقيلة لا يستطيع الذكر اختبارها. فليعش كل إنسان خبرته الفردية، ولكن لا أظن إن طبيعية بيولوجية خاصة لدى المرأة والرجل تضع خبرة لها ثقلها على حياتهم بسبب الفزيولوجيا وحدها. لا أقول لا تضع خبرة إطلاقا، إنما أقول إنها ليست بالخبرة الثقيلة – بشكل تجريدي. معذرة إن أوضحت هذه النقطة أكثر: المرأة لابد أن تختبر الكثير الآن كامرأة بسبب إعاقة المجتمع والتربية للانسياب الطبيعي لعلاقتها بجسدها ونفسها كإنسانة، أما فور أن ينتهي ذلك الاختبار وتتم معادلة التأثيرات الاجتماعية، تنتهي الحاجة لتلك الخبرة. هدف الخبرة الخاصة في هذه الحالة هو التحرر من المعوقات.

لأضرب مثلاً من مدونة واحدة ومدونتي: كلتانا أنت وأنا كتبنا عن خبرة خاصة بشأن مشدات الصدر هنا وهنا. قال لي عدد من الأصدقاء إنهم ما كانوا يظنون المسألة محورية وأساسية بهذا الشكل وتشكل كل هذه المشكلات، وأنا أصدقهم: لابد أن تكون امرأة لتشعر بذلك، وتحول جزء من الجسد لمشكلة معقدة تستدعي التعامل الدقيق اليومي ومحاولة التحرر من تلك القيود هي خبرة خاصة سببها ليس امتلاك المرأة لثديين: إنما سببها تعقد العلاقة بجسد المرأة وفظاعة تعامل المجتمع معها كهم لابد من التخلص منه. ما كتبته هنا عن الحيض ما كان ليصبح خبرة خاصة لولا كل ما يحيط بكل ما يخرج عبر رحم المرأة من جسدها بصفات النجاسة والقذارة والمرض، ولو لم تكن ورائي خبرة حزينة يحكمها الآباء والأمهات ورجال الدين لربما كان الاحتياج لخبرة مثل تلك قد انعدم تقريبا.

كما أن لي أملا خاصا، وربما كان رأيا في الحياة عاشتها امرأة. إن تكثيف جهود النفس كلها للنيل من المجتمع الذي بالتأكيد ظلم المرأة – وأقصد المجتمع الإنساني – هو مضيعة للحياة، أنا أرى المجهودات التي تبذلها المرأة مع نفسها أو تلك التي يبذلها الآخرون مع النساء تسير في طريقها الصحيح حين ينظر إليها كطريق لمناخ يهيئ أن يتخلص إنسان هو بالصدفة امرأة من معوقات أن يختبر الحياة ويعيشها وتفتح أمامه كل خبراتها بكاملها. الحرية وسيلة الاختبار الكامل للحياة، بدون شروط مسبقة.

أشعر إن هذه التدوينة متخبطة بعد الشيء، أتمنى أن يكون المعنى الذي أردته قد اتضح.

أهلا بك يا واحدة وبحاجاتك التانية التي هي أكيد غير الحاجات الأولانية، فما أندر الأصوات المختلفة التي تتكلم عن الحاجات التانية.